اول مجلة تعنى بالادب الحديث في البصرة بصرياثا.. ثقافية الكترونية احتفلت بـ 10 سنوات لصدورها!

عبد الجبار العتابي :

بغداد : احتفلت مجلة (بصرياثا) الثقافية التي هي اول مجلة الكترونية ادبية تصدر في البصرة عام 2004، بالذكرى العاشرة لصدورها.

على الرغم من الاعداد الكبيرة للصحف والمجلات الورقية التي تصدر في العراق، الا ان مجلة (بصرياثا) الثقافية الادبية التي تعنى بالادب الحديث استطاعت ان تجد لها مكانا على الشبكة العنكبوتية لتكون اول مجلة الكترونية ادبية تصدر في البصرة، وقد صدرت عام 2004، وهو امتحان عسير لتجربة الاعلام الالكتروني لاسيما ان المجلة ثقافية ادبية، وللتعرف على ظروف اصدار المجلة ونشاطاتها وتحدياتها، كان لنا حوار مع رئيس تحريرها الشاعر والكاتب عبد الكريم العامري الذي اكد ان المجلة اصبحت منبرا لجميع الكتاب والادباء العراقيين والعرب.

* عشر سنوات من اصدار مجلة ثقافية في البصرة ماذا يعني لك هذا..؟
-هو اصرار وتحد لكل الظروف والعقبات، ومنبر حر للافكار التي وجدت في بصرياثا فضاءا واسعا بعد سنوات طويلة من الخوف في ان ما ينشر لا يرضي السلطان، لا اخفي عليك ان البداية كانت صعبة فهي تتطلب امكانيات كبيرة خاصة بعدما انفتح افق الانترنت في العراق بشكل واسع حيث لم يكن متاحا لنا نحن ادباء الداخل لهذا ومن باب اثبات الوجود كان لا بد من ايجاد منبر خاص بالبصرة، المدينة المعطاء، في وقت تناسلت فيه صحف ومجلات كثيرة وكلها ورقية، ومن أجل التواصل مع زملائنا الذين هم في المهجر شرعت “بصرياثا” ابوابها والحمد لله نحتفل هذا العام بالولوج للعام الحادي عشر من التأسيس.

* كيف واتتك فكرة اصدار المجلة وسط مئات الصحف والمواقع؟
– بعد التغيير الذي حصل في العراق عام 2003 وانفتاحنا على العالم وبعد تجارب عدة في الصحافة الورقية التي وجدتها لا تلبي ما نصبو اليه حيث كنت اطمح ان أجمع زملائي الادباء والكتاب الذين هم في الداخل والخارج في مكان واحد ينشرون فيه نتاجهم الادبي ويتواصلون بعد فترة الانقطاع التي دامت سنوات وكان الاختيار ان اصدر مجلة الكترونية بامكانها ان تكون منبرا للجميع وبالفعل تم ذلك والحمد لله حيث كان لمشاركة الادباء العراقيين والعرب فيها اثر كبير في استمراريتها كل هذه السنوات.

*لماذا جعلتها الكترونية، ولم تحاول ان تصدرها ورقيا خاصة انك اصدرتها عام 2004؟
– بصرياثا جاءت بعد تجربتي في اصدار صحيفة ورقية كان اسمها “الأفق” وكنت رئيسا للتحرير لكنها لم تلب الطموح، وابعد مكان وصلته ربما العاصمة بغداد وهذا الامر بدأ يؤرقني ذلك لان حلمي في وسيلة ثقافية ادبية تصل الى ابعد نقطة في العالم ولم اجد الا ان تكون مجلة الكترونية وبالفعل كانت أول مجلة الكترونية تصدر في البصرة.

*هل تعتقد ان الصحافة الالكترونية لها مميزاتها الخاصة؟ ما هي؟
-نعم، هناك مميزات كثيرة للصحافة الالكترونية واهمها انها استطاعت ان تصل الى كل مكان فضلا عن انها كسرت حاجز التهميش الذي يعاني منه بعض الزملاء فكل الاقلام التي تراسلنا تحظى باهتمام بالغ بما في ذلك الاقلام الشابة حيث  ان بعض الصحف والمجلات الورقية تبحث عن المشاهير والاسماء الكبيرة الا ان الصحافة الالكترونية فتحت المجال واسعا امام الطاقات التي لم تجد طريقها من قبل ومن باب المميزات الخاصة انها سهلت على القارئ التصفّح والاطلاع على مواد جديدة واخبار سريعة ربما اسرع من الاعلام المرئي او المسموع اذا اعتبرناها الاسرع في نقل الخبر.

*كيف استطعت ان تديم التواصل فيها؟ ومن اين تحصل على المواضيع؟
– العمل في المجلة مستمر وبريدنا مفتوح للزملاء ولا اخفيك سرا اننا في البداية كنا نعتمد على بعض ما ينشر للزملاء لان الموقع الالكتروني بحاجة الى مواد الا أننا استطعنا بعد شهور قليلة ان يكون لنا كتاب من كل الوطن العربي وما زالوا يتواصلون معنا وفي احتفالنا هذا العام اخترنا ان تكون الدورة تحمل اسم القاص والناقد  المغربي نقوس المهدي لانه من اول المساهمين معنا، بريدنا اليومي يحمل العشرات من الرسائل ولا نهمل اية رسالة تردنا حتى وان وصلتنا من شباب في اول طريق للكتابة نشجعهم وناخذ بأيديهم وفي هذا العام فتحنا بابا جديدا يحمل اسم باقلام الشباب.

*ما الصعوبات التي واجهتها خلال السنوات العشر؟
– لم تواجهنا خلال عملنا صعوبات يمكن ان يشار اليها الا في عام 2005 حين تم تهكير المجلة من قبل “هكر ايراني” كما كتب في واجهة الموقع لفترة استمرت ليومين الا اننا استطعنا بعد ذلك من اعادتها وتحصين الموقع ولم نفقد آنذاك بياناتنا لاننا نحتفظ بنسخة أخرى خشية من حدوث شيء مشابه، وغير ذلك لا يوجد لان المقالات والنصوص تصلنا بشكل مستمر من الادباء العراقيين والعرب.

*هل ما ينشر خاص بالمجلة ام تأخذه من مواقع؟ وهل تمنح من ينشر حصريا مكافآت؟
– مؤخراً لم نشترط في النشر ان لا يكون النص منشورا من قبل كي نفتح المجال واسعا للادباء والمثقفين وهناك من الادباء من يخصص نصا لبصرياثا، جميع النصوص التي تنشر في المجلة مرسلة من قبل كتابها، كما اننا لم نخصص اية مكافأة مادية مقابل النشر.

*هل اقمتم نشاطات على ارض الواقع برعاية المجلة؟
– نعم في احتفالنا العام الماضي اقمنا حفلا في قاعة جبيلة سيتي بمركز محافظة البصرة بحضور عدد كبير من الادباء الذين اثنوا على تجربتنا في المجلة الا اننا في هذا العام اكتفينا بمنح الشهادات التقديرية ولم نقم بأي احتفال تضامنا مع أهلنا الذين هجروا من المناطق الساخنة بالعراق.

*كيف تتعاملون مع المواد المرسلة؟هل هنالك لجنة لفحصها ام تنشرون كل ما يصلكم؟
– مع استمرار عملنا لمدة عشر سنوات اصبح كتاب المجلة اسرة واحدة، نعرفهم جيداً ونعرف نصوصهم وتوجهاتهم ونحن لا نعمل كما يفعل الرقيب لاننا لا نضع رقيبا على ما ينشر من نصوص خاصة وان الذين ينشرون عندنا هم كتاب معروفون باوطانهم سواء في المغرب العربي او دول الخليج او بلاد الشام او العراق وحتى المهجر، ثم ان المجلة ادبية خالصة تنشر اخبار الثقافة وتنشر نصوص الادباء والكتاب سواء في السرد او الشعر او الترجمة وهناك مكتبة بامكان القارئ ان يطلع على بعض اصدارات الادباء العرب.

*هل لادباء البصرة حصة الاسد ام لا يهمك هذا؟
– بالرغم من ان المجلة اسمها “بصرياثا” وتحمل اسم البصرة الا ان الادباء الذين ينشرون فيها من البصرة قليلون وفي متابعة بسيطة للمجلة ستجد ان الصوت العربي فيها اكثر من العراقي وان بلاد المغرب العربي تأخذ حصة الاسد فيها وهذا كان عتبنا على ادباء البصرة لان هناك كثيرين منهم لا يستخدمون الانترنت ومن باب الاخلاص للمدينة حاولت ان اجمع بعض الملفات عن الادباء الذين رحلوا عنا مثل ملف الشاعر محمود البريكان وملف القاص محمود عبد الوهاب والقاص عبد الحميد عيسى والشاعر عبد الخالق محمود والشاعر رعد مطشر والان نحن نعد ملفا عن الشاعر الذي رحل عنا قبل ايام حسين عبد اللطيف.

*ما الذي تتطلعون اليه بعد عشر سنوات من الاصدار؟
– بدأنا هذا العام ببث راديو خاص بالمجلة “راديو بصرياثا” وهو موجود في تطبيقات الهواتف التي تعمل بنظام الاندرويد وهو جزء من مشروع آخر لاصدار العدد الفصلي من المجلة ورقياً كما نتطلع الى ان تكون هناك صفحات ثابتة للكتاب الدائميين ننشر فيها كل ما يتعلق بهم واملنا في ان تصدر النسخة الانكليزية من المجلة ولكن الاجراءات لم تكتمل بعد حيث ان الترجمة تتطلب جهدا كبيرا خاصة وان النصوص التي تصل كثيرة.

* سيرة شخصية:
عبد الكريم العامري
مواليد البصرة 1958
شاعر وكاتب مسرحي وصحفي
صدر له:
1- لا احد قبل الاوان شعر – جامعة البصرة 1998
2- مخابئ  شعر 2000
3- الطريق الى الملح رواية- دار الشؤون الثقافية العامة ببغداد 2001
4- عنبر سعيد  رواية 2013
5- مسرحيات- مسرح عام 2013
رئيس تحرير مجلة بصرياثا الثقافية الادبية
رئيس تحرير شبكة اخبار الجنوب
(مجلة بصرياثا الثقافية الادبية مجلة تعنى بالادب الحديث وهي اول مجلة الكترونية ادبية تصدر في البصرة عام 2004)

المصدر: موقع ايلاف بتاريخ الأحد 03 أغسطس 2014

Share: