عصفور وقفص (مسرحية للأطفال)

شخوص المسرحية
1- صبي 1
2- صبي 2
3- العصفور
4- مجموعة أطفال
حديقة عامة، مجموعة من الصبية يلعبون وهم يغنّون:

اركض كما تشاء
في الصبحِ والمساء
فالركضُ في الحديقةِ
يزيدنا صفاء
يا ايها الأولاد
في هذه البلاد
قد جاءنا الربيع
لنرسم الورود
ونرسمُ السماء
يا أيها الأولاد
(يركضون ويخرجون بينما يبقى الصبي الأول والثاني. ينظر الصبي الأول الى عصفور صغير سقط من شجرة قريبة.)
صبي1:
انظر يا صديقي، ذاك عصفور جميل
صبي2: أين..؟ أنا لم أره.
صبي1: (مؤكداً) ذاك الذي تحت الشجرة. ألا تسمع زقزقاته؟
صبي2: اسمع الزقزقات لكني لم أره. كنت أظنها تأتي من أعلى الشجرة.
صبي1: (ضاحكا) الصوت الذي يأتي من أسفل أعلى من ذاك الذي يأتي من أعلى الشجرة.
صبي2: لكن صوت الرعد هو الأقوى ويأتي من الأعلى!
صبي1: ما بك يا صديقي.. أنا أقصد صوت العصفور وليس الرعد. فالرعد لا يأتي من أسفل.
صبي2: (ينظر الى العصفور) رأيته.. يا له من عصفور جميل. انظر أنه يحاول أن يطير لكنه لا يقدر. كيف نساعده على الطيران؟
صبي1: لنأخذه ونضعه في قفص.
صبي2: العصافير لا تحب الأقفاص.
صبي1: لكنها صنعت لها.
صبي2: من قال هذا؟ سمعت أبي يقول أن القفص هو سجن صغير.
صبي1: لدينا قفص في المنزل ألوانه مبهرة. لا أعتقد أن السجن ملون هكذا.
صبي2: حتى وان كانت ألوانه مبهرة فهو قفص يحدد حركة العصفور ويمنعه من الطيران.
صبي1: لكنه يستطيع أن يزقزق! والزقزقة هي الغناء.
صبي2: لا أعتقد أن العصافير تغني في أقفاصها. أرى أنها تبكي!
صبي1: ما هذا؟ كيف يكون البكاء جميلا هكذا؟
صبي2: قلت لك هي لا تغنّي.
صبي1: أنا متأكد أنها تغنّي وتطرب كل من يسمعها.
صبي2: أنت تراها تغنّي لكنها تبكي. الا تسمع ذاك العصفور
صبي1: أسمعه جيداً، زقزقات جميلة وليس بكاء.
صبي2: تعال لنساعده. ربما نتمكن من أن نجعله يطير.
(صبي2 يتحرك نحو العصفور ويتبعه صبي1، يقتربان من العصفور)
طفل2:
ما بك أيها العصفور الصغير؟
العصفور: (بخوف وحذر) وقعت من العش واحتاج للمساعدة.
صبي2: كيف وقعت من العش؟
العصفور: حاولت أن أحرّك جناحيّ مثل أمي لكني لم أقدر على الاستمرار فوقعت.
صبي1: تعال معنا وستكون بخير.
العصفور: لا أريد الذهاب الى أيّ مكان. ستعود أمي بعد قليل ولا أريدها أن تغضب مني.
صبي1: سنهتم بك.
العصفور: أريدكما أن تساعدانني.
صبي2: حسناً أيها العصفور سأحملك وأعيدك الى عشّك.
صبي1: دعه لي. سآخذه معي الى المنزل فلديّ قفص جميل يليق به ووضعت فيه ارجوحة وطعام وماء.
العصفور: لا أريد أن أكون في قفص. أريد أن أعود الى عشّي.
صبي1: عشّك ذاك لا يقيك من المطر في الشتاء ولا من حرارة شمس الصيف.
العصفور: مهما يكن فهو بيتي وأنا أحبّه.
صبي2: (يقترب من العصفور) تعال معي يا صديقي سأعيدك الى العش (يمسك العصفور لكن صبي1 يمنعه)
صبي1: هل جننت؟ ما الذي تفعله ؟ نحن لم نتق على هذا.
صبي2: ومن قال أننا اتفقنا على شيء!
صبي1: لكنه لي. أنا من رآه أول مرة.
صبي2: وهذا لا يعطيك الحق في أن تأخذه. العصفور ليس دمية كي تلعب بها.
صبي1: (بعناد) لا يأخذ هذا العصفور أحد غيري.
العصفور: (باكياً) وأنا لا أريد أن أذهب معك. لا أحب أن أكون في قفصك.
صبي1: يبدو أن عقلك صغير ولا تفهم. القفص الذي سأضعك فيه أكبر من عشّك بخمس مرات أو أكثر!
العصفور: لكنّه يقيّدني، ولا ينفتح على الفضاء.
صبي1: ما لك والفضاء. أن تعيش في قفص آمناً خير لك من أن تطير في الفضاء وتقتنصك الصقور.
صبي2: العصافير قادرة على أن تحمي نفسها.
صبي1: (غاضباً) ومن جعلك محامياً عنه؟
صبي2: لست محامياً. ضع نفسك في موقفه واسألها: هل ترضى في أن يحبسك أحدهم في قفص؟
صبي1: لست عصفوراً ليضعني في قفص. الأقفاص خصصت للعصافير.
صبي2: أنت لست عصفوراً لكنك مثله. أنت لك روح وهو أيضا. أنت تتنفس وهو يتنفس. أنت تأكل وتشرب الماء وهو أيضاً. مثله أنت تماماً.
صبي1: هو لديه جناحان!
صبي2: ولك يدان. الجناح عند العصفور تقابله اليد عن الانسان.
صبي1: (مستغرباً) من علّمك كل هذا؟
صبي2: من مكتبة المدرسة. تعلمت من كتبها كل المعلومات، ولنك لم تدخلها أبداً فلا اعتقد أنك ستعرف شيئاً.
العصفور: (الى صبي2) هيا يا صديقي. ارفعني الى عشّي.
صبي2: (الى صبي1) هل رأيت كم هو لطيف؟ تعال وساعدني كي نعيده الى العش.
صبي1: (متردداً) أنا.. أنا اقوم بهذا.
صبي2: لأنك انسان تحب الحرية فالحرية هي كل ما نريده.
صبي1: (يهز رأسه موافقاً) حسناً.. حسناً ساساعدك.
العصفور: (فرحاً) أعدك، حين اتمكّن من الطيران، ستجدني كل صباح أقف عند شرفة منزلك وأزقزق لك.
موسيقى- اظلام
ستار

البصرة المظلومة في 13/11/2020

Share: