حي على خير العمل

الآن فقط يستطيع العراقي ان يغفو ولو قليلاً دون ان يفكر بتشكيل الحكومة بعد إن أعلنت الحكومة الدائمية والتي ستقود البلاد خلال الثلاث سنوات القادمة وما بقي من الرابعة، وكانت الشهور الخمس الماضية ترسم صوراً قاتمة للوضع العراقي وما ستؤول اليه الأوضاع فأصبح العراقي يائساً رغم صبره المعروف، وغدا متشائماً رغم أمله الكبير، وبات مهموماً رغم حبه الدائم للعمل والبناء حتى جاءت لحظة إعلان الحكومة لتنفض عنه تعب ما مضى ويبدأ يرسم حلماً جديداً ومشاريع قادمة بعدما أثقلت سمعه تصريحات المسؤولين السابقين في ان العمل ستقوم قائمته بتشكيل الحكومة، وان الأمن سيستتب بتشكيل الحكومة، وان البناء سيشرع به بتشكيل الحكومة وإطلاق سراح الموقوفين والذين لم تثبت إدانتهم سيكون بتشكيل الحكومة وان خروج قوات الإحتلال سيبدأ بعد تشكيل الحكومة.. وهكذا دواليك حتى امتلأ المواطن المسكين وعوداً، وما ان بثت شبكات الإعلام صوراً عن تشكيل حكومة السيد المالكي حتى استفاق مواطننا من جديد ليبدأ عهداً من الأحلام والأماني والتي عسى ان تتحقق بفعل المعجزة القادمة.. 
حكومة السيد المالكي ستكون وجهاً لوجه أمام تحديات كبيرة، داخلية وخارجية.. وقبل كل ذاك أمامها مهام عظيمة لإعادة ثقة المواطن بالحكومة وبالمسؤولين الذين تغريهم دائماً المايكرفونات ليتحدثوا عن أفعال بطولية ستأتي في الأيام القادمة.. نتمنى على حكومة السيد المالكي ان تكون حكومة أفعال لا أقوال.. وان تحقق العدالة لا المساواة، وان تكون جديرة بانتظار العراقيين كل ذاك الوقت وان يكرمها المواطن بعد انقضاء مدتها ويمنحها وسام شرف.. ومع مباركتنا للحكومة الجديدة نأمل على كل أطراف مجتمعنا ان يمنحوها الفرصة لتقديم ما يمكن تقديمه قبل ان يبدأ الطعن بها قبل مشوارها المضني الذي سيكون سهلاً بتعاون الجميع وليكن صوتنا واحداً موحداً مرددين (حي على خير العمل). 

الحوار المتمدن-العدد: 1565 – 2006 / 5 / 29 

Share: