قصيدتان

(1)
دورةُ المقاهي

كرويةُ المقهي تشير الي العالم.
العالم لا يبدأ بباب ولا ينتهي..
لو استثنينا الباب، وشطبنا النوافذ الزجاج
والمراوح الحديد والأرائك الخشب
لا يبقي إلا فراغ.
عميقٌ ثقبُ الأوزون:
يمتد..
يمتد.. 
يمتد.
مثل سيخٍ طويل،
يقلّبنا ذات اليمين وذات اليسار.
عارضات (ستريبتيز) يتمطيْنَ علي محورٍ
نصف دائري
يميناً ويساراً..
يكشفنَ عالماً جديداً..
منفيٌّ أنتَ في عالمكَ المقهوي!
تحتَ غيمة دخان
تمشّطُ عذاباتكَ
ولحي أتباعك.
فراغٌ دبقٌ، قططٌ ومجانين ومتسولون..
ممسوسٌ أنتَ أيضاً..
لا تبارحكَ المخاوف 
بهيٌّ ليلكَ، ليل الرقباء،
مثل رأسٍ في مقصلة.
أرقّ من عصفور
وأضعف من بقّةٍ
أنتَ…
تدورُ من مقهى، الي مقهى..
تبتلعك مقهى، وتلفظك أخرى..
ومن واحدةٍ…. الى أخرى
مقهى..
مقهي..
مقــ…..
متى تنتهي دورةُ المقاهي ؟

(2)
ما قدح لمبسمه أفق 

طرفان متقابلان: يشدانني
الى خلفٍ
وأمام.
أدورُ فتبهرني السقوف، سقوف بيوتنا
قلتها مرّةً: دونكَ السقوف الناصية
خوذٌ لجنودٌ تركوك
لم تحمنا: السقوف..
لم تحمنا: حميناها، فأنزلقَ البيتُ من يديك
إنزلقنا ــ نحن ــ من صلبك..
وانزلقت ــ أنتَ ــ في لحظةِ احتضار.
ما زلنا متّهمين بعطرِ الوردةِ والآس.
يجبرنا النعاسُ أن نمتطي حُلُماً
بلا سروج.
الزمانُ يمتطينا.
مطيّةُ الزمانِ نحن..
لم يأتِ الغدُ
وما قدحَ لمبسمهِ أفقُ
تعالَ ننام/أهلوكَ في الكهفِ نائمون
نمْ واقفاً تحتَ مظلّةٍ مثقوبةٍ
أو سقفٍ يهزأُ بك.
لا فرقَ.
فالقبورُ محطات انتظار
ونهاركَ يُمْطُرُكَ بوابل زخارفه
وزخّات مراياه.

الحوار المتمدن-العدد: 2249 – 2008 / 4 / 12

Share: