الف عافية….. وهرش !

حققت صولة الفرسان في محافظة البصرة نتائج جيدة في نزع سلاح الميليشيا، وما زالت الحملة جارية من اجل أن تكون البصرة آمنة ومنزوعة السلاح حسب تصريح موحان الفريجي قائد عمليات البصرة وهو أمر يفرح الجميع خاصة وان البصرة تعتبر رئة العراق وسلته وبستانه الذي نريده ان يكون عامراً.. ولأن خير البصرة وفير فقد عشعش فيه المفسدين، وأهل البصرة يعرفونهم جيداً.. من مهربي النفط والسلاح والمخدرات.. ونعتقد ان الدولة تعرفهم ايضاً ولكن لم تحرك ساكناً لحد الآن باتجاههم وربما هناك غاية في نفس (يعقوب).. 
والغريب بالأمر أنه منذ بدء صولة الفرسان في البصرة ومجلس محافظتها في سبات عميق.. توقفت تصريحاتهم وكلماتهم الرنانة.. وسكنت حركتهم، ولم يعد البصريون يرون أحداً منهم، الأمر الذي يجعلنا نتساءل: أين تراهم قد ذهبوا..؟ 
الجواب محسوم لدى أهل البصرة ولا حاجة لذكره خشية ان تزكم الرائحة أنوفنا.. فما صار قد صار.. وما راح قد راح.. وما دخل الجيوب (ألف عافية) ما دام أهل البصرة بطيبتهم يقبلون أن يسرقوا هكذا في العلن.. ونقولها للمرة الألف (ألف عافية و… هرش!!).
على السيد رئيس الوزراء، ولا نريد أن نملي على جنابه، أن يعلنها صولة أخرى قبل صولة البناء هي صولة القضاء على الفساد والمفسدين (ونستثني الحريصين على المال العام وهم يعرفون انفسهم واهل البصرة يعرفونهم) وعلى الحكومة (الحكومة وحدها) أن تسأل القائمين على (روح) البصرة: (من أين لكم هذا…؟).. وكيف وصل الحال الى ما هو عليه اليوم في المحافظة.. واين المليارات التي قدمت للمحافظة.. واين الميزانية.. وأن يقدموا كشفاً كاملاً بالمقاولين (الحقيقيين منهم والوهميين).. وأن تقدم وصولات رسمية من مناشئ رسمية (اذا كانوا قد اشتروا شيئاً للمحافظة) وأن تدرج أموال كل المسؤولين قبل 9/4/2003 وما وصلت اليه الآن.. عندها يا ابا اسراء سترى العجب العجاب!!
المدينة الآمنة والتي اضحت مكاناً للنزاعات الحزبية والشخصية لا بد من انتشالها من واقعها المؤلم.,. ولا بد ان تقف الحكومة الى جانب العراقيين وأموالهم التي هدرت ولا تكتفي باقالة هذا أو ذاك ليذهب الى دول الخليج بغنيمة كبيرة.. على الحكومة ان لا (ترخي الحبل) تجاه هذه المسألة فهي أموال الشعب، أموال المحرومين والأرامل.. وعوائل الشهداء.. هي أموالنا جميعاً ذهبت الى ايران ودول خليجية معروفة وتم تبييضها بعمارات وشقق ومؤسسات.. كل ذلك وما زال واحدنا يمسك بالمسبحة ذات 101 (خرزة) وهو يسبح لله الذي اعطاه هذه النعمة وفتح له خزائن النفط (عفواً الأرض) وقال له يا عبدي كل، واشبع، وليذهب الجميع للجحيم!!

الحوار المتمدن-العدد: 2272 – 2008 / 5 / 5 

Share: