عبد الكريم العامري رحلة الجمال في الجملة الشعرية الدرامية بقلم الدكتور حميد صابر
رحلة العامري المسرحية هي رحلة الفكر والخطاب المعرفي والمواجهة مع الباطل في شتى أشكاله واختلاف أزمانه وهي أيضا رحلة الجمال في الجملة الشعرية الدرامية والصور الدلالية في تحولاتها ورموزها وفيض اشراقتها الانسانية.. مع العامري ترحل مع الارواح التواقة الى عالم أكثر سعادة عبر مشاهد المعاناة والتطهير والتنوير والتجديد في بنية الكتابة الدرامية، وقد كان قدر الاستاذ المبدع عبد الكريم العامري ان يكون الشاهد والمرهص للمتغيرات في القيم الكبرى والاحدات الانعطافية في حياة الشعب والامة في كاروك وحفلة من اجل 9 ابريل، وهو الانسان الثائر والداعي للحرية في عمارة نصوصه يصور الآمنا آلامه، وحركة روحه التائقة دوما نحو الحرية والخير والسعادة في زمن اصبحت فية اللعبة المسرحية شوكة في اعين الظالمين ومرتزقة السياسة وادعياء النضال.
في نصوص العامري نجد البناء الأرسطي والبرختي في هارمونية قل وجودها ونجد أيضا الحبكة الدرامية تلتحم في دائرة التشظي وكأننا في مسرح الواقعة في صياغة حوارية شعرية مكثفة في صورها الفلسفية والتي لا تخرج عن محور القيمة الدرامية. فالعامري ينطلق من موقع المبصر الكائن في أعماق المشكلة العقدة ومع شخصياته المغرقة في واقعيتها ومآسيها بعيدا عن المباشرة، تتناغم مع الهم الانساني في محلية صارخة حادة، لكنها عذبة كأغنية على شاطيء الفرات وشط العرب والحداء العربي الحزين.
ان الاديب الفنان عبد الكريم العامري يؤسس لخطاب مسرحي لاهثا وراء الحدث لا بصفة تسجيلية كالمسرح التسجيلي لكنه يكشف ويعري وينقد وخطابه المعرفي خطاب مسرحي بوعي تاريخي شامل منطلقا من ادراك الواقع اليومي اذ يرتقي به الى ذرى درامية وعوالم تعبيرية صوفية مفتوحا على الممكن تنأويا ارهاصيا وفي اكثر نصوصه من مسرحية قيدر دار وكاروك وفي راسي بطل وغيرها.
لاشك ان عبد الكريم العامري علامة بارزة في مسرحنا الحديث والمعاصر فهو في لغته الدرامية يصنع عالما في فضاء يتفرد ويتجسد في واقعية الاحداث المتشابكة لكنها دائما في أفق التأويل والأمل القادم.
أ.د. حميد صابر
اترك تعليقا