كوميديا عراقية

* اهداء: الى صديقي المخرج د. حميد صابر.

الشخوص

             – مهرج 1

             – مهرج2

(جميع الحوارات تنفذ قبل فتح الستار)

مدخل:

أكون ، قد أكون!

لكني دونَ الأرض

لا أكون.

دوامة الوجود والعدم

ولحظة تكشفت

عن لحظة الندم!

أراك تستغيث،

ولا أرى في الكون من مغيث..

يزيح عن تاريخك التراب

ويغسل الدماء والعذاب

فيا وطن،

نم هادئا

نم هانئا..

(المشهد الأول)

المهرجان يقفان أمام الجمهور، في صدر المسرح ، الأول ينظر الى الثاني بانزعاج منتظرا منه أن يبدأ حواره، الثاني ما زال صامتا، لكن ألأول يحاول استدراجه بالكلام محرجا وعندما لم يحصل على نتيجة يتقدم منه ويهمس في إذنه بينما ينظر الى الجمهور راسما ابتسامة عريضة:

الأول: هيا ابدأ !

الثاني: ابدأ أنت..

الأول: (يلكزه) دورك أنت..

الثاني : (يلكزه) بل دورك أنت..

الأول: قلت لك ابدأ

الثاني: (منزعجا) مشهد سخيف لم اعد أستسيغه، قرأته عشر مرات ولم استفد منه!

الأول: علينا ان نقدم ما مطلوب منا والا سوف لا نجد عملا أفضل من هذا..

الثاني: أفضل من ان نكون مهرجين ؟!

الأول: هذا فن ولا عيب فيه..

الثاني: اقطع لساني ان صدقَنا أحد..! الناس في القاعة يضحكون بينما ننزف نحن..

الأول: نحن نكشف المستور..

الثاني: أي مستور كشفناه ونحن نقدم عوراتنا للجميع!!

الأول: لم نعط حق النص..

الثاني: ومن يعطينا حقنا نحن..؟ منذ سنين ونحن نمثل.. مثلنا دور السلطان والصعلوك.. ومثلنا دور السجان والمسجون..مثلنا ببطون فارغة وأجساد خالية من الروح..

الاول: رسالتنا هذه وعلينا ان نستمر..

الثاني: ومن يوقف المهزلة..؟ نحن نسير والمهزلة تتعمق فينا.. أي جمهور يستحق منا الأرق والعرق؟ جمهور لا يفكر الا بالضحك لا يدري كم يأخذ منا الدور..(يتأوه) عدوى التمثيل تفشت فينا، صرنا نمثل في البيت والشارع والمقهى.. والزوجات يمثلنَ ايضا..!

الاول: دور الحب..

الثاني: (صارخا) بل دور البلوى.. (يصمت قليلا وبألم ) تستحقرني في المخدع، تستحقرني.. في تلك الليلة كن أمثل واياك دور السلطان ، اذبح هذا واسجن ذاك، لكني ليلتها بت وحيدا في الشارع اذ غلقت في وجهي الباب الزنديقة!!

الاول: وتسميها زنديقة..؟

الثاني: (يكمل) قالت اذهب فمكانك التهريج بعيدا.. (ينظر الى الاول) اتصدق ، لا سلطة لي ابدا في البيت فكيف أخاطب عقول الناس .. كيف أقنعهم..؟

الأول: الناس..؟ (يضحك) قلت عقول الناس..؟! (يضحك) ما شانك أنت وعقول الناس..؟ نحن نمثل، نحن ندغدغهم كي نخرج منهم تعب اليوم!

الثاني: يا بؤس الدنيا! بؤس المخدوعين باقلام مأجورة..!

الأول: مأجورة..؟ (يضحك) أية أقلام مأجورة.. نحن نؤدي الدور فحسب..!

الثاني: ونردد ما يملى علينا.. (هاتفا) عاشَ السلطان.. وعاش الشعب.. ! عاش الوطن المقسوم كخبز العوز.. عاش التجار والفجار وراقصة الحي!!

الأول: أنت تسيء الأدب!

الثاني: وما نفع الأخلاق في وطن قد صلبه البناء؟!

الأول: صرت مخيفا .. اسلوبك هذا سيرمينا في الشارع..

الثاني: بعد سني الخوف، صرنا لا نهنأ في العيش الا بالخوف، تحكمنا الغلظة وعصا السيد!

الأول: زمن مر…

الثاني: والقادم أتعس… بالأمس تعبنا ونحن نرضي اللقطاء، نوهمهم أن أباهم خير عبيد الله، وامهم العفة! غنينا ليزيد وابن زياد وقدمنا الشمر على الأخوال والأعمام وأهل الدين!

الأول: هذا يكفي! ولنبدأ ما ينتظره الناس منا.. هيا ابدأ….

الثاني: (الوزير) (يبدا بالتمثيل ، يتقدم من الأول وينحني له) مولاي.. يا مولاي…!

الأول (السلطان) : ماذا عندك يا وزير..؟

الوزير: اخترق العداء اسوار المملكة يا مولاي!

السلطان: ليقاتلهم جندي في الساحة.. واعط الفارس منهم نوطي شجاعة!

الوزير: لكن العداء اخترقوا الساحة ايضا يا مولاي..!

السلطان: (متعجبا) الساحة ايضا !!

الوزير: الساحة يا مولاي…

السلطان: ليقاتلهم جندي عند البواب التسعة، واعط الفارس منهم عشرة أنواط..!!

الوزير: والأبواب تداعت يا مولاي..!

السلطان: (متعجبا) الأبواب ايضا..؟. ها… (يصمت مفكرا) كم باب ظل؟

الوزير: لم يبقَ الا هذا الباب، بابك يا مولاي!!

السلطان: ماذا..؟ لم يبقَ الا بابي..؟ حسنا .. حسنا.. قاتل أنت دفاعا عني فأنا مولاك وخذ الأنواط والشارات وما ترغب فيه..!

الوزير: ما نفع ألأنواط يا مولاي اذا كان الموت يدق علينا الباب..؟

السلطان: (ببلاهة) لا تفتحه..!(مستدركا) اقصد انك ستصبح رمزا وطنيا للأجيال! وسيذكرك التاريخ ويعرفك القاصي والداني!!

الوزير: (صارخا به) ماذا..؟ أموت انا ليذكرني التاريخ ..؟ لا يا مولاي… لا حاجة لي بالتاريخ ولا بالأجيال..!

السلطان : (غاضبا) تتمرد يا هذا ..؟

الوزير: كنت وفيا لك يا مولاي ولكن لا ارغب في أن أذكَرَ في التاريخ….

السلطان: وتتركني الآن….

الوزير: كم حذرتكَ يا مولاي… ونبهتكَ في شر الحاشية المعجونة بالحقد.. أخبرتك أن الناسَ جياع وجيوب الشعب فارغة…

السلطان: أتشاركني ملكني..؟!

الوزير: هذا ما كنتَ تقول مرارا.. ولكن يا مولاي، أتدري ان الملك لله..؟!

السلطان : (كأنه لم يسمع) والناس..؟ ما أخبار الناس..؟ لم اسمع منهم أي هتاف..؟!

الوزير: هتفوا يا مولاي… هتفوا… ألم تسمع تلك الأصوات..؟

السلطان: أعرف أن الشعبَ وفي…

الوزير: لم يهتفوا لك يا مولاي!!

السلطان: (يفاجأ) ماذا….؟!

الوزير: هتفوا للفوضى وهي تعم بلادك يا مولاي… هتفوا للجوع ولسرقة الأموال… (مؤنبا) أخبرتك يا مولاي أن الناسَ جياع!!

(أصوات في الخارج وضربات متعددة في باب قصر السلطان حتى ينكسر….)

                         – اظلام- 

(المشهد الثاني)

 – نفس المكان ، أمام الستار-

المهرج الثاني يضحك ضحكا متواصلا..

الثاني: كش ملك… مات الملك… كش ملك… مات الملـ…. (يصمت) لم يمت بعد.. هو يعشعش في صدورنا مثل يوم كريه.. يعشعش في رؤوسنا.. معي، معي يعيش اينما ذهبت.. رغم انتهاء الحكاية الا أنه معي، لم يمت ابدا..! (يتوقف) يا سادتي، طلب مني المخرج ان أكمل دور وزير مخدوع.. ولآن النص طويل قمنا بالحذف، حذفنا دور جواري القصر ، وغلمان القصر، ودور مغني القصر، وأبقينا دور السياف ، فمولاي الملك المنصور حفظه الله يحب السياف، فهو يجد فيه القوة والمتعة ايضا.. قالت لي مولاتي زوج الملك المنصور حفظه الله: ان السياف يشاركها المخدع.. هي قالت ذلك! (بهمس) وما قالت ذلك أمام الجمهور… كلا ..كلا.. بل همست في أذني بعد خروجي الى الكالوس… مسكين مولاي الملك المنصور حفظه الله!! (يصمت) ولكن.. ما اخبرني السياف به أكثر من عجيب.. (بهمس) فهو يقضي الليل مع الملك المنصور.. ما اخبرني ذلك أمام الجمهور… كلا..كلا.. بل في الكالوس!! مسكين يا كالوس كل خفايا الدنيا فيك… ما كنت اظن ابدا اني في مملكة السياف! (يصمت) ولكن، اين هو السياف؟!

(صوت طائرات يسمع في الفضاء)

الثاني: هل بدل سياف المملكة ثوبه ببدلة مارينز..؟ هل بدل سيفه بدبابة عصر الغزو..؟ (يصمت) أووووه… يا للدور المشؤوم.. ما زال لصيقا بي..! (مع نفسه) اخرج يا هذا من رأسي ودعني أحيا بعيدا عن تهريج المسرح.. مللت التهريج.. مللت التهريج!                                                 -إظلام-

(المشهد الثالث)

نفس المكان أمام الستار

 ( حقائب في جانبي المسرح وفي فضائه)

الثاني: أتظنه جاد في أمره..؟

الأول: قرأت عينيه، كأن مصابا جللا أحل به… رايته مثل عصفور يدور في قفص !

(إظلام تدريجي، الأول يمثل دور المخرج والثاني يمثل دور الممثل.. بقعتا ضوء عليهما.. المخرج يضع في حقيبته كتبا)

الممثل: فكر ثانية يا سيد…

المخرج: هل يحتاج المرء الى تفكير يخرجه من نار تتلظى..

الممثل: ستنطفئ النار…

المخرج: ويوقدها الآخر…

الممثل: نمنعه..!

المخرج: نمنع من..؟ قطرة ماء لا تطفئ حريق غابة!

الممثل: صرت ضعيفا…

المخرج: لست بأضعف من عصفور بجناحين!

الممثل: لن تجدَ عشا في الغربة أدفأ من وطنك..

المخرج: الأمن هناك…

الممثل: والدفء هنا..

المخرج: الموت هنا!!

الممثل: لنعطهم الفرصة..

المخرج: فرصة موت الأهل.. وقتل الصحبة..؟ كم قبر نحتاج إليه كي نرسي الأمن..؟ كم موت نتجرعه كي نبني وطنا من حب..؟ كم حنجرة نحتاج لكي نصرخ..؟ (يهمس)  نصرخ… بوجه من نصرخ… بوجه من.. والواحد صار كثيرين.. والشيطان الجاثم فينا صار شياطين..!

الممثل: يكفي انك موجود…. ضوؤك يكشف كل الشر..

المخرج : (مستغربا) أنا..؟ (يضحك) لست سوى نقطة ضوء في عتمة…

الممثل: ستكبر يا سيد…

المخرج: أحلامك أكبر!! (يغلق حقيبة سفره)

الممثل: (يقترب منه ويمسك حقيبته) ولكن الى أين…؟

المخرج: لا ادري…

الممثل: وتتركني مثل يتيم أجرب، تتركنا…. من يبقى إذن في الدار الفارغة المفجوعة بالآلام…؟ أنسيت كلاما كنت تردده بالأمس، الغابة لن تصبح غابة دونَ اسود وضباع ونمور وطيور..؟

المخرج: ثمة قانون في الغابة…

الممثل: وأنت قوي… تمنحنا القوة كلما داهمنا الضعف.. أتذكر يا سيد تلك الدوار المشحونة بالثورة…

المخرج: (مع نفسه وبلهجة عراقية)

 العاش عمره برد

تترجى منه دفو

والشبع جلده دبغ

شتفيده جلمة عفو

الممثل: (يقفز وبحركات بهلوانية) ايه… ايه… هووووو… عرفتها.. عرفتها… قيد دار.. هذه قيد دار (1).. (يقوم باداء دور من مسرحية قيد دار) تعال.. تعال وارسم وجه مدينتنا من جديد… تعال اكسر كل الفزاعات المليانة هوا… اكسر هاي… واكسر ذيج…وذيج…وذيج….

المخرج: لكنه لم يعد… لم يعد ابدا بعدما كثرت الفزاعات… ولم يعد الآخرون ايضا…

الممثل: سيعودون يا سيد… حتما سيعودون..!

المخرج: من أجل ماذا يعودون..؟ ومن أجل من..؟ من أجل خراب لا ينفع..؟ من اجل أيد نهبت حتى ملت ومن ثم حرقت..؟ من أجل ماذا يا مهرجي العزيز..؟

الممثل (صارخا): لم اعد مهرجا… ولم أكن… افهمني يا سيد… أنت صيرتني هكذا… وأعددتني هكذا… لكنك الآن مثل الجميع لم تصدقني…!

المخرج: (يقف) ومثلك أنا… ابحث عمن يسمعني…

الممثل: يكفي أننا نسمعك… لا شأن لك بالغير… (يجثو على ركبتيه أمامه) لكن يا سيد لا ترمينا لكلاب الأرض..!

المخرج: لن أبقى في وطن تحاصره الكلاب والخنازير!

الممثل: (يقف فرحا وبحركات بهلوانية) أرأيت.. أرأيت يا سيد..؟ هذه كاروك(2) لم تنسها… ها أنت ذا تردد ما رددناه في المسرح ( يقوم بأداء افتتاحية (مسرحية كاروك)

أيا ليل كانون حين ادلهم الردى

وراح الغراب يدق البيوتات دون اكتراث

أما كنت تدري بأن الصبايا نيام

وان العراق الذي لم ينم

على شاطئيه يرف السلام..؟

المخرج: (صارخا به) يكفي هذا… يكفي…

الممثل: (يتوقف)…

المخرج: أنت تقيني بالأمس..!

الممثل: وأقيدك بالحاضر والمستقبل..

المخرج: الحاضر دمار .. والمستقبل مبهم!

الممثل: الحاضر أنت… والمستقبل أنت ونحن… ولنترك ذئاب المعمورة تعوي.. (يؤدي حركات بهلوانية ويعوي في جانبي المسرح)

المخرج: (يضحك) صرت ذئبا…!

الممثل: (يقترب منه ويهمس في أذنه) أهي كاروك في راسك ثانية..؟ أتحب أن تراها الآن..؟ حسنا… حسنا… (يقف فوق مرتفع وينادي) ادخلوا يا أبطال كاروك… لنبدأ بالنجار وابنه…

(اظلام تدريجي ، المهرج الأول يتقمص دور النجار بينما الثاني يتقمص دور الابن)

الابن: هل في العمر متسع لأشهد حربا أخرى..؟

النجار: (غاضبا) حرب أخرى…؟

الابن: نقتص فيها مما علق فينا من أدران

نقتص فيها من أنفسنا..

من أغبرة غطتنا حتى اليافوخ…

النجار: أهذه حربك…؟

الابن: حرب ملايين الضعفاء في مدن الأرض..

حرب الغافين على أرصفة العوز..

وتنانير الهل الباردة المهجورة…

النجار: (مؤنبا) لحبك تثأر يا ولدي وأنت حميت الدار…؟

الابن: لكني لم اقدر ان احمي ما كان يسر القلب…

النجار: لا نتحكم بالأقدار…

الابن: هل قدر للمرء ان يبقى طريدا طول العمر…

يخشى من ظل يتبعه

أو صوت يمنحه اليأس

اقدر هذا يجعلنا نفتح أرصدة في بنك الموت

آه.. لم يغلق باب التسجيل لرحلة جهنمنا الصغرى…

النجار: (صارخا به) أجننت…؟

من اجل تخاريف تصرخ..؟

الابن: (يشير الى صورة جده المعلقة في الحائط)

ذاك المكوار الشاخص في الحائط

هل كان تخاريف

وذاك الوجه المحفور على صدر التاريخ

وحوافر خيل الثوار تهز الأرض

أكان تخاريف..؟

هل نوقد نارا في كتب الأمس كي نكشف زيف حقائقنا..؟

هل نفعل يا أبت..؟

النجار: تلك جذور تمنحنا الزهو يا ولدي..

الابن: لكننا نجهل أنفسنا…

ونفتش ما بين قمامات الزمن الآسن عن نفس اخرى

صرنا مثل شظايا الحرب

لا نعرف في أي مكان نسقط…!

النجار: هل نستغني عن خبز التنور…؟

هل نستغني عن صوت أذان يدعونا..؟

هل نستغني عن (الله بالخير) والتمر البرحي..؟

هل نستغني يا ولدي…؟

الابن: ما عدت أميز ما بين الأشياء…

فالكل سواء

حتى نهاراتي لم تسعفني كي أتلمس دربي!

النجار: (ممسكا بالخشب) خذ درب الخشب

وستعرف أنك لم تجنح لليأس..

الابن: امتلأت رئتي بنشارته وبمنظر هذا التابوت..

صرت أدق مسامير في رأسي…

(اظلام تدريجي ومن ثم بقعة ضوء تظهر المخرج وهو يحمل حقيبته بينما الممثل يتبعه مشدودا بخيط يخرج من الحقيبة..)

المخرج: حررني منك، اقطع هذا الخيط الملعون ودعني اذهب…

الممثل: لن اترك روحي..!

المخرج: لا ارغب في ايذائك، لكنك قد تنسى…

الممثل: هل تقدر ان تنسى أنت…؟

المخرج : (يصمت)……

الممثل: أرأيت..؟ لن تنسى.. أجزم انك لن تنسى….

المخرج: تبا لتراب يرشدنا حيث الموت…

الممثل: (بهستيريا) يا لعنة من ألبسنا اللعنة

من دل خطاك علينا…

من أرسى دعائمك في هذي الأرض..؟

مللنا نحن غياب الأبناء…

مللنا الهجرة والتجوال بعيدا في مدن الأرض…

مللنا القتل…

أخلقنا للقتل وللهجرة…

اخلقنا للموت..؟

يا رب!

                          – اظلام-

(المشهد الرابع)

المهرجان يقفان في نفس مكان المشهد الأول

الأول: هل نبدأ في الفصل الثاني….؟

الثاني: لم تبق تكملة للدور….

الأول: لنكمله نحن…

الثاني: كيف….؟

الأول: بعد رحيل السلطان، انقسمت مملكة السياف.. والسيف تشظى، صار سيوفا والقتل مباح..!

الثاني: وماذا بعد..؟

الأول: لا شيء…. لا اعلم !

الثاني: اذن، لنبدأ… ولكن ماذا عن المخرج…؟

الأول: (يشير الى رأسه) ما زال هنا… أنه هنا!

الثاني: لنفتح الستار ويبدأ العرض….

(يفتحان الستار ويكشفان عن مدينة محطمة ينبعث منها الدخان وتتكدس فيها ألأموات.. إظلام تدريجي والمهرجان يحشران جسديهما بين الحطام)

                         -ستار-

                            البصرة 20 أيلول 2003

————————-

هامش:

  • قيد دار: مسرحية لعبد الكريم العامري وإخراج د. حميد صابر وتمثيل د. مجيد حميد قدمت في مهرجان المونودراما الثاني ببغداد عام 1998
  • كاروك: مسرحية لعبد الكريم العامري إخراج د. حميد صابر قدمت في مهرجان المسرح العراقي الخامس ببغداد/ مسرح الرشيد عام 2001
Share: