عبدالكريم العامري.. حيوات يؤثتها الشعر والرواية والمسرح وأشياء أخرى حاوره:نقوس المهدي/المغرب

  • س: عنبر سعيد رواية اشكالية باختراقها لركائز الثالوث المحرم الدين والجنس على الخصوص، وتناولها لشخصيتين مختلفتين، الفقيه المنحرف مقطوف وعنبر سعيد البوهيمي.. الا ترى انك بصدد كتابة ديستوبيا تؤثتها شخوص مغامرة بمشاكساتها وهلوساتها التي لا يتسع لها جلباب المجتمع.؟
  • ج: لم يكن اختراقا قدر ما هو كشف لقاع مدينة فاسدة، أراه هكذا، تشخص أمامي يوميا العشرات من الشخصيات المقنعة، بقناع الدين، فيما يخفون بداخلهم فسادا كبيرا. في الرواية اشارة واضحة الى الزيف الذي يتغلغل في المجتمع، واخطره زيف التدين الذي صار وبالا، هنا شخصيتان، احداهما واضحة متمثلة بعنبر سعيد والاخرى تخفي انحرافها ممثلة برجل الدين او الفقيه المنحرف، مفارقة كبيرة بين اثنين وهي ذات المفارقة التي ينجر اليها المجتمع وهو ينظر الى عنبر سعيد كشخص غير سوي فيما ينظر الى الاخر (مقطوف) بأنه يمثل الله على الارض! والحقيقة عكس ذلك تماما. يوم كتبت الرواية كان المد الديني في اوجه ببلادي، لم يطلع عليها الا القليل من اصدقائي خشية ان تقع في يد من يدعون التدين وادفع ثمنا باهضا.. لكني وفي لحظة التجرد قررت اطلاقها ونشرها والغريب ان كثيرين اعتبروها مجازفة لكنهم اشادوا بما تسميه اختراق ركائز الثالوث المحرم (الدين والجنس). نحن نحتاج الى مثل هكذا أدب (Dystopia)، في القصة والرواية وحتى بقية الفنون للوصول الى غاية الادب والفن فمجتمعنا اذا ما قارناه بمجتمعات اخرى يبدو خياليا بكل ما يحمله من ادران سياسية واجتماعية، ومن هذا الباب خرجت روايتي عنبر سعيد فيما هناك رواية مخطوطة تنحو ذات المنحى.
  • س: في عنبر سعيد شيء من شجاعة وكبرياه ومرح زوربا الاغريقي .. ما القصد من وراء التركيز على شخصية بهذه المواصفات… هل عنبر سعيد هو زوربا العراقي.
  • ج: بصراحة هناك شيء كثير من شخصية عنبر سعيد فيّ، في مرات عديدة اكتبها وكاني اكتب نفسي، وفي احيان كثيرة اكتب ما لم استطع القيام به ليؤديه عنبر سعيد، ربما لاشبع رغبتي في الحياة، شخصية عنبر سعيد احببتها بحق واستمتعت بمرافقتها خلال فترة الكتابة، ربما هو زوربا العراقي !
  • س: عبد الكريم العامري الانسان الكوسموبوليتي والواحد المتعدد، استهل مشواره الابداعي بالمسرح بدزينة من المسرحيات الناجحة، وكتب في الشعر ثلاثة اعمال، و3 روايات، وحرر العديد من المقالات، وانتقل الى العمل التلفزيوني، والنشر الالكتروني بمجلة بصرياثا الثقافية…
  • اين تجد نفسك ضمن كل هذه الاهتمامات؟
  • ج: أجد نفسي في جميعها، اليوم الواحد عندي هو ورشة متكاملة، وقد تستغرب اذ اقول احيانا اكتب في اكثر من جنس ادبي في اليوم الواحد، ربما هو جنون الكتابة، اخاف جدا من الوقت، اشعر انه يسبقني لهذا اضع امامي اوراقي، مسرحا وشعرا ورواية، واعتقد هذا سبب في تأخر منجزي الادبي، رواية غزو التي انجزتها مؤخرا وارسلتها الى جائزة كتارا اخذت مني عدة سنوات، وكذلك كتابي الشعري الذي سيصدر بعد ايام عن اتحاد الادباء والكتاب بدأت به منذ عام 2000، هذا زمن طويل، والوقت يزحف والمشاريع كثيرة والعمر في تناقص! هذا العام اطلقت عليه عام المسرح، بدأت بثلاث مسرحيات الا ان هناك رواية مازالت صفحاتها مفتوحة وتنتظر لم انجزها بعد.

الحوار منشور في موقع الانطولوجيا

Share: