منزل عبد السادة البصري

مثله مثل كثير من مبدعي العراقي، يحمل وطنا جريحاً وحلما صعب المنال وهموما لا تستطيع حملها الجبال، هو الشاعر والصحافي العراقي عبد السادة البصري الذي لم يجد في هذا الوطن المترامي الاطراف منزلا يأويه وعائلته، فهو يتنقل من بيت الى بيت دون ان تسجل اسمه عقارات الدولة كعراقي يمتلك منزلا بأسمه فيما يمتلك سياسيو العراق الجديد منازل في العراق وفي دول اخرى وغذا الامر طبيعيا ذلك لان منزلة المثقف والثقافة عموما في بلد الثقافة قد تدنت كثيرا ولم يعد هناك مناخا ثقافيا سليما وسط عواصف السياسة التي تنذر بحروب طئفية بين الاشقاء!
عبد السادة البصري يبحث عن منزل يأويه وعائلته وهو حق مشروع له، لهذا فقد لجأ الى عالمه الافتراضي في فيسبوك ليشغله عن همومه، فهو يكتب في صفحته الخاصة:
(لماذا……ياوطني…
عناقيد عنبك الداليات،
يقطفها….
الناكثون ،المارقون،القاسطون….
وليس لابنائك،الصالحين،
سوى…… الفتات والحصرم !!!!!!)
فيما يقول في منشور آخر :
(ما الضير اذا وزعت الحكومة على الادباء جميعا قطع اراضي اسوة بزملائهم الصحفيين….وكذلك على الفنانين وكل المبدعين الاخرين…قبل قليل عتبت على الاتحاد العام للادباء حول هذا الموضوع ،ولكن العتب الكبير على الحكومة التي لم تلتفت للادباء والفنانين وتعاملهم على انهم تاريخ وحضارة وارث كبير…المبدعون ياسادتي هم نجوم وكواكب تشع في سماء الوطن وهم تاريخ وحضارة باقية مابقيت الحياة …هم رسل الابداع الذين يرسمون خارطة الوطن في كل سماء وفوزهم في كل مسابقة دولية خير دليل على ذلك…….اتمنى ان تلتفت الحكومة قليلا لمبدعي الوطن من الادباء والفنانين وتمنحهم قليلا من دين حبهم للوطن …..قطعة ارض وقرض عقاري لتؤمن سكنهم وراحة بالهم كي يتفرغوا للابداع ذاته (!!!!!
ومع معاناة الشاعر عبد السادة البصرة نقف وقفة المواطن والصديق الذي يستحق ان يأخذ جزءا بسيطا من حقه كمواطن ولا نريد ان نقول حقه كمبدع واديب وصحفي ومن المستغرب ان لا نجد أذنا صاغية للنداءات المتتالية التي نشرها زملاء للبصري ومنهم كاتب المقال والذي اشرنا فيها الى دعوتنا لضرورة رفع الحيف عن الزميل عبد السادة البصري:
(نــداء الى الحكومة المحلية بالبصرة: 
عبد السادة البصري هذا الشاعر والصحفي المجتهد والذي تغنى بوطنه وحمل البصرة بين جوانحه يقف حائرا امام عياله وهو عاجز عن توفير سكن لهم، أليس له الحق في ان يحصل على قطعة ارض في بصرته التي كتب لها اجمل القصائد وداقع عنها في كتاباته الصحافية..؟ الا يستحق وقفة من الحكومة المحلية في ان تمنحه حقا لم يحصل عليه منذ سنوات..؟ هذا العراقي الطاعن في الجنوب لماذا لا نوفر له وطناً صغيرا وهو لا يكلف الحكومة شيئا خاصة وان كثيرا من المواطنين حصلوا على اراض….دعوة لمؤازة الشاعر المبدع عبد السادة البصري وليعذرني الزميل ابو فراس لاني لم استشره قبل نشر هذا النداء لكن واجبي الاخوي والانساني حتم علي ذلك..)
بقي ان نقول ان الدولة التي لا تهتم بمبدعيها لا يمكنها ان تحظى باحترام ابناء الشعب لان النخب المثقفة هم قادة المجتمع وهذا ما يحدث للاسف الشديد ونعتقد ان سببه عزوف المثقفين عن ان يحشروا انوفهم في الواقع المزري الذي تعيشه البلاد، فهناك كثير من مثقفي البصرة ومنهم شعراء يفترشون الطرقات ويبيعون كتبهم واغراضهم من اجل لقمة حلال بينما ينعم ساسة البلاد بكثير من النعم والخيرات.
(ان الله يعطي الغني بقدر ما يكفي الفقير) فتلك النعم التي تبذرونها هنا وهناك في الداخل والخارج هي حق لفقراء العراق ولا نريد ان نسمي انفسنا بالفقراء في بلاد النفط والخيرات لكننا محكومون بطبقة لا تحترم المثقف.

نشر في موقع الحوار المتمدن-العدد: 4447 – 2014 / 5 / 8

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413948

Share: