هل نقول وداعاً لعوني كرومي؟

نقلت لنا الأنباء من برلين نبأ وفاة المخرج الكبير عوني كرومي ذاك الإنسان المبدع الذي ما زالت صدى اعماله تتردد في الأوساط الثقافية.. لم يكن النبأ بالهين علينا نحن الذين ابتلينا بزمن غيّب عنا الأحبة والمبدعين.. ولم يكن النبأ الا زلزالاً هدّ أركان المسرح العراقي، ذاك الذي نطمح أن يعود اليه مبدعوه ليعيدوا الزهو اليه.. ولكن حسبنا أننا نحمل بين جوانحنا ذكرى طيبة لكل الذين غادروا العراق بملء إرادتهم او عنوة.. 
من الغريب حقاً ان يتساقط المبدعون العراقيون، شعراء ومسرحيون ومثقفون، الواحد تلو الآخر في اصقاع بعيدة عن وطنهم بينما يشدهم حلم العودة الى بغداد السلام والى البصرة الفيحاء والموصل الحدباء والنجف وكربلاء وبابل والعمارة والناصرية وديالى والى كل محافظات العراق ولكن هيهات ان يتحقق الحلم في زمن غاب فيه من يشد أزر المبدعين.. اننا قبل ان ننعى الكبير عوني كرومي لا بد ان ننعى أنفسنا نحن المسرحيين الذين تيّهتنا السنوات العجاف وغيّبت عنا أحبّتنا، جواد الأسدي، محمود ابو العباس، صلاح القصب، قاسم مطرود، حميد صابر، رحيم العراقي، عزيز خيون، خليل شوقي، عواطف نعيم، عواطف ابراهيم، جاسم الصكر، .. وآخرين، ندعو للأحياء منهم العافية والإبداع والأموات بالرحمة والغفران..
سيبقى المسرح العراقي متوثباً بانتظار عودة كل المبدعين العراقيين ليوقدوا شمعة الفرح العراقي الكبير في مسرح عتيد أركانه الإبداع والمحبة للعراق الكبير..
رحم الله مبدعنا وفقيدنا عوني كرومي.. والرحمة لكل مبدعي العراق، في داخل العراق او في منافيهم.

الحوار المتمدن-العدد: 1568 – 2006 / 6 / 1

Share: