في الدائرة.. الكهرباء للمرة الألف!

دخل علينا الصيف، كما دخل علينا من قبل، بهمومه وناره، وانقطاعات الكهرباء المستمرة التي أضحت تؤرق العائلة العراقية في جميع أنحاء العراق باستثناء منطقة كردستان تلك، المنطقة التي نتمنى ان نحذو حذوها فيدرالياً وخدمياً..

الكهرباء غدت مشكلة المشاكل، وحيثما كانت بالأمس تتخذ من البرمجة طريقة لتغذية المنازل، اصبحت في هذا الصيف دون برمجة، فالانقطاعات ما دام لها ما يبررها، مستمرة والحمد لله، دون أن يضع احد في الحسبان أولئك الناس المرضى أو الأطفال.. فما بين الوطنية، والأمبيرية، والمولدة، والبنزين راح المواطن يعيش في دوامة أثرت على أدائه الوظيفي والنفسي.. ولأن آب اللهّاب لم يأتِ بعد، فأن الناس يتخوفون من صعود مباغت في مادة الثلج خاصة وأن الأمبيرية أو المولدة لا تشغل ثلاجة ولا مكيف هواء..

قديماً كان اهلنا يقولون (الصيف ابو الفقير)، ذلك لأن فقراء أمتنا العراقية كانوا يرون في الصيف مخرجاً من ازمات كثيرة، لكنه اليوم صار أرقاً يومياً للصغير والكبير، فلا الموظف يستطيع ان يقوم بواجبه على الصورة الأكمل، ولا الطالب يستطيع ان يدرس كما يجب سواء كان نهاراً أو ليلاً.

الكل يتساءل، دون استثناء، وغدا السؤال أزلياً ي الحياة العراقية اليوم، متى تقوم الحكومة بإنشاء منظومات للكهرباء، أو تأهيل ما تلف منها، أو تقديم حلاً يرضي الناس ويريح ضمير المسؤول؟ ثلاث سنوات مضت والكهرباء على حالها، لا بل أنها اليوم أسوء مما كانت عليه بالأمس، ولا نريد أن نتشائم ونقول ربما سيكون الغد أكثر بؤساً وألماً وهذا ما لا نريده ابداً ابداً!!

وسمعنا أن دول لجوار ستساعدنا في مسألة الكهرباء، قرأنا ذلك في الصحف، وأذيع في الراديو والتلفزيون، واستبشرنا خيراً، ومرت أشهر دون أن يتحقق ما سمعنا به، فلا دول الجوار مدتنا بالكهرباء، ولا نحن قمنا بحل أزمتنا، وكأن الأمر لا يعنينا أبداً.. الجميع يشملهم العناء، حتى أولئك الذين يمتلكون مولدات كهرباء عامرة، وأكثرنا معاناة، سكنة المناطق الفقيرة التي لم يزرها مسؤول عراقي منذ تأسيس الدولة العراقية في عشرينيات القرن الماضي..

المطلوب منا اليوم حملة شاملة من أجل اعادة الكهرباء لبيوتنا، حملة نشارك فيها جميعاً، حكومة وشعباً، وأن نولي الأمر أهمية كبرى، فبالكهرباء نستطيع أن نشعر بالأمان حتى وأن كانت شوارعنا مفخخة!

2004

Share: