رسالة الى عبد الكريم العامري من ليلى مهيدرة 2011

وأنا أهم  بكتابة توقيع بسيط  لكم على نسخة من ديواني الأول الذي شرفتموني بتصميم غلافه أجد أن العبارات تسابقني وترتسم علامات استفهام أكبر من كل الصفحات ، كلمات تستفزني لأعيد للرسائل الأدبية هيبتها وجماليتها وانتظار ساعي بريد يتأخر دوما وإن أتى قبل أوانه لعله يأتينا بما قد لا نعرفه ، لا أعرف أستاذي إن كنت مثلي تحن لتلك الأيام ولا تثق إلا بحروف تخطها الأنامل  على ورق أبيض بهفوات اللسان وعثرات الخط  وبغياب أية علامات للترقيم والأجمل لو تتخللها عبارات متكررة في كل رسالة وكأنما هي توقيع خاص أو كلمة سرية متفق عليها قد يكون وجودها دليل سخيف ولكنه يوحي بأمور عدة  ، أو حتى كلمات من كثر ترديدها نكاد لا ندرك إن كانت كلمة باللغة العربية الفصحى أم مندسة بين أحرفها فقط ، المهم تلك الورقة التي تأتينا عبر المسافات لتقول كل شيء خاصة ما تعجز عن قوله وساءل الإعلام والرسائل المختصرة والهواتف  و حتى الإيميلات . هل أنت معي أستاذي ، هل تحن مثلي لتلك الرسائل الأدبية التي تثلج صدر منتظر وتحمل دوما خبرا جديدا حتى وإن كان متوقعا ، إنها فكرة تراقصني منذ زمن ، لكن معك سيدي ستكون بأفق أرحب وأوسع  فأنت عراقي  وأنا ابنة المحيط الأطلسي  ، أنت اختبرت من الزمن  أمورا عدة وأنا أحتاج لخبرتك  ، لوجهة نظرك ، لأن تروي عطشي  عن أمور أجهلها عن بلد الرافدين ، عن عاصمة العباسيين وبيت الحكمة ، عن الأقدام التي دنست تلك الربوع ، عن صراخ أطفالكم  ، أتراه يشبه صراخ أطفالنا  ؟….قد  تستهزئ من حرفي هذا ومن جهلي ولكنني أفشي اليك سرا ربما تعرفه فأنا ما عدت أثق بوسائل الإعلام ، وكثرتها تجعلني أتيه  بين أخبارها ، أتوه  فيما بين  فرح مرسوم ورقصات معلنة وبين دماء مسفوكة على قناة ثانية لنفس البلد ، أهو استخفاف بالمتتبع  أم تمويه إعلامي أو ربما هو الوجه الجديد للحروب الباردة بعدما أصبحت ساخنة  ..خبرني أستاذي  عن بلد رسمته لنا كتب التاريخ شامخا ولا نراه الا كذلك مهما تهدمت بناياته ومهما نهبت آثاره ، خبرني فلعل عينيك تراه من الداخل فصورتك كإعلامي وأنت تحمل عدستك وتتجول بين شوارع البصرة كاف بأن يمنحني الثقة فيما ستخبرني به  ولعله يكون تأريخ خاص لواقع ما كان أبدا خاصة العراقيين وحدهم مع أنني أهاب الحقيقة وأخافها  لسبب بسيط أنني ولدت في مدينة صغيرة  تؤمن بالتعايش بين الأديان فلا فرق بين مسلم ومسيحي ويهودي الا حينما يختلي بربه  ، بينما أتوه في صراعات طائفية أكاد لا أستوعبها بين طوائف دينية لنفس الديانة وقبائل متعصبة تكاد تكفر الأخرى وتحرمها الحق في العيش ..ألم يكن ديننا يدعوا للتسامح والتعايش ؟

عبد الكريم العامري الذي شرفني بتصميم غلاف ديواني الأول ( هوس الحلم ) هو عضو اتحاد كتاب العراق صحفي ومعد برامج تلفزية  وكاتب من مؤلفاته  

رواية الطريق الى الملح

ديوان كل جسدي مشاع

ديوان مخابئ

ديوان لا أحد قبل الأوان

اقرأ الرسالتين في موقع الاديبة المغربية ليلى مهيدرة

Share: