رسالة الى الزميلة الشاعرة ليلى مهيدرة 2011
في البدء اهنئك على هوسك الجميل وكتابك الرائع الذي اتمنى ان احصل على نسخة منه بالرغم من اني قرأت بعض ما جاء فيه والذي ينم على موهبة سيكون لها الاثر في ادبنا العربي، ويشرفني ان تكون لي بصمة في هذا الديوان من خلال الغلاف الذي له دلالات عربية في وحدتنا فما بين المغرب والعراق خيط من المحبة والابداع والحلم العربي الذي نتمناه.
في الماضي، كنت انتظر ساعي البريد الذي يحمل اخبار الأحبة، واليوم ما زلت منتظراَ من يحمل لي خبراً يثلج فيه صدري المليء بآهات الحروب والمآسي التي تعرض لها بلدي وكانت رسالتك برداً وسلاماً لمحارب ما زال يحمل قلماً ودواة وقرطاساً.. شكرا لكل كلمة كتبتيها وربما لا استحقها امام طيبتك ورقتك واحساسك الجميل، نعم سيدتي أحنّ لايام ساعي البريد وما يأتيه في جعبته من احلام العاشقين واخبار الادب والفن من زملاء غابوا كرهاً عن مدينتي.
انا معك، في ان اعلامنا العربي لا يشبع رغباتنا، ولا يحقق طموحنا، فهو منحاز لهذا او ذاك الامر الذي حاولت منذ ان بدأت معه في منتصف سبعينيات القرن الماضي حاولت ان اتجنب الانحياز الى اي طرف وان انظر من زاوية واضحة لكل ما يحدث والحمد لله نجحت بشهادة كثيرين.
ما الذي تريدين ان تعرفينه عن بلدي بعدما هدّته صواريخ الغرباء، وأكلته ذئاب عبرت المحيطات من أجل برميل نفط لم ينفع أهلي، ما الذي ترغبين في أن اعرضه عليك عن بلد حوصر من كل مكان في زمن كان فيه الآخرون يستمتعون بأوقاتهم.. في تسعينيات القرن الماضي أكلنا الحصى وشربنا الماء المعجون بدخان آبار النفط التي احرقتها صواريخ الطائرات، وما زلنا نشرب الماء المالح ويملأ الشباب العاطلون عن العمل الشوارع.. لم يكن النفط لنا نعمة أبداً، كان نقمة علينا جميعاً..
شكراً لك سيدتي، شكراً لك لأنك منحتيني فرصة البوح والتأمل.. شكراً لك لأنك تعيشين معنا حياة نتمنى ان تكون سعيدة وهانئة
عبد الكريم العامري
اقرأ الرسالتين في موقع الاديبة المغربية ليلى مهيدرة
اترك تعليقا