تخوم نيّئة

وحدهم عرفوا سرّ المسافات: الراحلونَ
الى التخومِ النيئة.
ولأنهم يجيدون لغةَ التشظّي ،
التمسوا الرؤى في أول ضوء.
يحوكون الريح تحسّباً لما قد يكون…
لكنّهم يجيئون في آخر النهار بأيدٍ مبتلّةٍ بالزفير.
بين اكفِّ الريحِ ، فرشوا أكفانهم :
تلك التي اصطبغت بالرحيل.
فما بين قافلةٍ مضت ، وأخرى … تعرّوا.
هناك.. حيث مدن الرخام ، يجرّون مراياهم ،
يسلبهم التيه أعينهم القاحلة.
اخترعوا القول فتعلّقت بأهدابهم الصحارى
في معاطفهم تندسُّ الأيام
والأسئلة تُطفئ شفاههم.
ولنهم عرفوا سرّ المسافات ..
رحلوا 
Share: