لما يزل الرأس طرياً
قبلما تغسل الشمس طياته
كان الجسد يغور في عتمة التل
لم يعطه أحد فرصة البحث عن جدار
يستظلّ به..
أو ناقة تنقل ثقل أيامه
لكنه استأنس اغفاءته
تحت فيء ثيابه.
لما يزل الرأس طريّاً، تترصده دودة الرمل
من ثقب أسود.
عيناه مفتوحتان صافيتان كالمرآة
تسبح فيهما زرقة السماء.
لا الغيوم ولا الأجنحة تعكّر صفوهما
شمسان تسكبان الضوء على الأهداب
غافيتين في بؤبؤين متجمدين.
وهو هناك، على التل، تلد الشمس أيامها:
أياماً بوجوه متفحمة وأخرى بيضاء.
تطوّقه بقامات جذوع تمتصّ دمه البارد
تتحسس وجهه الشاحب
تبحث في ذاكرته عن نساء بنهود مالحة
وشفاه اسفنجية
ذوات شعور ملساء.
تبحث عن ليال خاملة أكلت منه الكثير
وعن بيوت ما سرّه المكوث فيها..
عن أغنية رددها مع نفسه
عن جدٍّ غاب مع الفجر تاركا سجادة ومسبحة..
عن وجوه ذابلة لاصدقاء طفولته.
ما كان في الغيب ان يترك مهملاً
على تل بارد..
لكن الحياء قاده الى الموت!
هل تموت الشمس بموت الظهيرة..؟
هل…
……….؟!
اترك تعليقا