لم يرحلوا أبداً ..
كثيرون فارقتهم وأنت تجتاز المسافة ..
كثيرون ، بوجوه مختلفة ،
كلّهم عبروا ، تاركين أصدافهم في لياليك .
تركوك وحيداً !
جناحك مكسور / فرسك كسيح
ما غادرت طيبتهم مخدعك
ولا أنفاسهم الرطبة .
تراهم هناك ، في المرايا ،
عيوناً تبحلقُ فيك ..
ينامونَ معك ،
ويصحون .
الراحلون ، لم يرحلوا أبداً ..
لم ترحل عنهم ،
استأمنوك قلوبهم
وغرفهم الخالية ..
وأحلامهم .
استأمنوك دروبهم
وفصولهم
وقبورهم.
لم ترهم ،
لكنّهم يزورونك كل مساء : فراشات ملونة
وعصافير
يحومون حولك فرحين
لم ترهم !
لكنّك – حتماً- تشعرُ بأنقباض انفاسك والحنين
هم يعيشون فيك
يعيشون أينما أخذتك قدماك.
البصرة 17/6/2001
اترك تعليقا