أعشاش العصافير.. مسرحية للاطفال
شخوص المسرحية:
1- مجموعة العصافير
– العصفور القائد
– العصفور الصغير
– عصفور/1
– عصفور/2
– عصفور/3
2- مجموعة الغربان
– الغراب الكبير
– الغراب المتمرد
– غراب/1
– غراب/2
– غراب/3
3- الارنب الحكيم
4- الارنب الصغير
5- الشجرة الطيبة
6- الحطاب
المشهد الأول
المكان/ غابة صغيرة، يعيش فيها مختلف الكائنات والأشجار، اعشاش خربة سقطت من اعلى الاشجار..مجموعة العصافير تقف منذهلة وهي ترى أعشاشها وقد سقطت على الارض وبيوضها كُسّرت..
العصفور القائد: ما هذا، خراب آخر..من ذا الذي يخرّب أعشاشنا..؟
عصفور/1: لا يمكن أن يحدث هذا، لا بد من معرفة من قام بهذا العمل الشرير..
عصفور/2: ربما الريح اسقطت اعشاشنا..
العصفور القائد: الريح ليست قوية، لا يمكن ان تسقط اعشاشنا وتهدمها..
عصفور/1: الخراب كبير، كيف خرّبت الأعشاش هكذا.. من يا ترى قام بهذا العمل..؟
عصفور/2: لا أحد يجروء على الدخول الى هنا.. لا يمكن أن يكون عصفور منا قام بهذا العمل الشرير.
العصفور الصغير: أنا أصغركم سناً لا استطيع حمل قشة!
العصفور القائد: ومن اتهمك أنت ايها الصغير..؟ هناك من يحاول طردنا من الغابة..
عصفور/1: هذا مكاننا وتلك اشجارنا لا يمكن لأحد أن يخرجنا منه مهما فعل..
العصفور القائد: هذه هي المرة الثانية التي تخرّب فيها الأعشاش..
عصفور/2: ان لم نعرف الفاعل سيكون هناك خراب آخر..
العصفور الصغير: يا الله لقد تعبنا.. نبني ويخربون، نبني ويخربون..الى متى نبقى هكذا..
العصفور القائد: الفاعل يريدنا ان نتعب لكي نرحل.
العصفور الصغير: للتو تعرفت على صديقتي الشجرة كيف سأتركها..لن ارحل..لن ارحل..
عصفور/3: لن تتركها، ستبقى معها، وسنبقى هنا مهما كلفنا الأمر، لن نترك أصدقاءنا في الغابة..واهم من يظن اننا سنترك المكان..
العصفور الصغير: أنا نعسان أريد أن أنام..اين أنام والعش خرب..؟
العصفور القائد: اذهب هناك الى صديقتك الشجرة ، نم على غصنها وحين تعود سترى كل شيء قد عاد كما كان..
العصفور الصغير: لكن كيف اترككم تعملون وأنا نائم..؟
عصفور/1: أنت صغير ولا طاقة لك على العمل، ألم تقل انك لا تستطيع حمل قشة..؟
العصفور الصغير: كلكم تقولون هذا ولا تمنحونني فرصة لمساعدتكم..لست صغيرا لدرجة أني لا استطيع ان اشارككم..
العصفور القائد: حسنا، حسنا يا صغيري لا تزعل..
العصفور الصغير: أنا احتقر نفسي لأني لا اساعدكم، اراكم تعملون ولا أعمل شيئاً، أقف بعيدا أنظر لكم وأنتم تجهدون انفسكم من أجل بناء اعشاشنا وأنا لا اقوم بشيء يشعرني أني واحد منكم..
العصفور القائد: العصافير الصغار يا صغيري غير مكلفة بالعمل، العمل لنا نحن الكبار اما أنتم ليس لكم الا اللعب والمرح في فضاء الغابة، نحن نعمل يا صغيري من اجلكم وغدا ستغدون كباراً وستعملون مثلنا تماماً وستكون هناك كثير من العصافير الصغيرة تحلق حولكم بأجنحتها وهي تمرح وتغني..
عصفور/2: الآن يا عزيزي عرفت لماذا لا نشركك في العمل.. هذه هي سنة الحياة ايها الصغير، كل منا عليه واجبات وله حقوق.
العصفور الصغير: اذن سأجمع اصدقائي وننظف المكان بعدما تنتهون من العمل..
عصفور/1: سنشارككم أيضا في التنظيف لأن نظافة المكان هي واجب الجميع..
العصفور الصغير: سعيد جدا بواجبي (يخرج راقصاً) أنا سعيد..أنا سعيد..
العصفور القائد: علينا أن نعيد الأعشاش الى أماكنها حالاً..
(موسيقى- اظلام)
المشهد الثاني
المكان: في الجانب الآخر للغابة، مجموعة الغربان مجتمعة بعدما وصلهم خبر اعادة بناء اعشاش العصافير..
الغراب الكبير: سحقاً للعصافير، سحقا لهم.. ثانية يعيدون البناء..
غراب/1: ماذا نفعل، كلما خربنا أعشاشهم اعادوها، أي إرادة تلك..؟
الغراب الكبير: سيتعبون.. حتماً سيتعبون.
الغراب المتمرد: وسنتعب نحن أيضاً لأن تخريب الأعشاش يأخذ منا وقتاً وجهداً..
الغراب الكبير: نحن لا نتعب ابداً، العصافير تتعب لأنها ضعيفة وعندها ستغادر المكان..
غراب/3: لكنها المرة الثانية التي يعيدون فيها بناء الأعشاش..
الغراب الكبير: (مصراً) سنفعلها للمرة الثالثة.
غراب/1: هل نخرّبها كما في المرتين السابقتين..؟
الغراب الكبير: هذا ما سنفعله.. (مؤكداً) هذه المرة سيكون الخراب أكبر وأشمل..
غراب/2: في المرة الأولى لم نكتف بتخريب الأعشاش أنما كسرنا البيوض أيضا..
الغراب الكبير: لأننا لا نريدها أن تتكاثر.. اينما وجدتم البيوض إكسروها..
الغراب المتمرد: ما ذنب البيوض يا كبيرنا، لم تفعل لنا شيئا..
الغراب الكبير: لا نريدها أن تفقس لتخرج منها عصافير جديدة، لا نريدها ان تتكاثر..
الغراب المتمرد: حسناً يا كبير.. لماذا نستهدف مكان العصافير وهناك أمكنة أخرى يمكننا أن نبقى فيها..؟
الغراب الكبير: لأنه المكان الأقرب الى الماء والزرع الوفير، لا نجد خيرا كهذا في أي مكان..راقبوا المكان جيدا وحين تخرج العصافير من أعشاشها وتذهب بعيدا عنها سننقض على اعشاشها ونتلفها جميعا..
غراب/1: ماذا لو رآنا أحد وشكا أمرنا لملك الغابة..
الغراب الكبير: كونوا حريصين على أن لا يراكم أحد..
غراب/2: ربما وضعت العصافير حرّاسا..
الغراب الكبير: أعرف طباع العصافير، لا تضع حرّاساً ابداً، وهي تثق بكل شيء ولا أظن أنها تعرف أننا من يقوم بتخريب الأعشاش.. والآن، استعدوا للهجوم، سنهجم عليهم في اية لحظة وإياكم أن تتركوا عشّاً سالماً..
(موسيقى- اظلام)
المشهد الثالث
المكان: في وسط الغابة، بالقرب من الشجرة الطيبة..العصفور الصغير يقف أمام الشجرة الطيبة..
العصفور الصغير: (بألم) ما الذي افعله يا صديقتي الشجرة الطيبة، كلهم يقولون عني أني صغير ولا يمكنني العمل..
الشجرة الطيبة: لا تأسى يا صديقي العصفور الجميل، حتى الصغار باستطاعتهم تقديم شيء نافع للجميع..
العصفور الصغير: (صارخاً) كيف….كيف يمكنني فعل ذلك، اخبريني يا صديقتي..
الشجرة الطيبة: إطاعة الوالدين يا صديقي الجميل هو عمل جيد وهو واجب أيضاً..
العصفور الصغير: وأنا مطيع لأبي وأمي، هما يحبانني كثيرا وأنا لا أعصى لهما أمراً..
الشجرة الطيبة: هذا جميل، أنت عصفور بار بأبيك وأمك.. أحسنت يا صديقي.
العصفور الصغير: وماذا بعد يا صديقتي الشجرة الطيبة..؟
الشجرة الطيبة: أن تساعد أصدقاءك العصافير وأن لا تكون متمسكاً برأيك..استمع لهم وحاورهم بما هو خير للجميع..
العصفور الصغير: أنا احب كل اصدقائي، ألعب معهم واساعد من هم اصغر مني ..هم يحبونني كلهم..
الشجرة الطيبة: هذا هو المطلوب يا صديقي أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك..ان تكون صديقا للجميع، تحبهم ويحبونك.
العصفور الصغير: وأنا هكذا، إن حصلت على حبات القمح اتقاسمها معهم..
الشجرة الطيبة: نعم يا صديقي العصفور الجميل، المشاركة بالخير والوفاء للآخرين والإخلاص لهم صفة الطيبين في هذه الدنيا، وأنت طيب جداً.. هذه غابتنا، كلنا نعيش فيها، نأكل ونشرب، نعمل ونلعب، نتشارك في حمايتها وازدهارها، لا ننحاز الى أي فئة أو جماعة.. مصيرنا فيها واحد..
العصفور الصغير: وأنا لا افرق بين هذا وذاك، لا يعنيني ان لعبت مع عصفور أو حمامة، المهم هو ان نمرح معا..
الشجرة الطيبة: لكن احذر يا صديقي العصفور الجميل، احذر من أن تثق بأي أحد، ففي كل مكان هناك اشرار.. وغابتنا لا تخلو منهم..
العصفور الصغير: (بخوف) وكيف أعرف الأشرار يا صديقتي الشجرة الطيبة..؟
الشجرة الطيبة: عليك أن تسأل قبل أن تضع ثقتك بهم..إسال المقربين منك عنهم وحين تعرف أنهم محل صدق ووفاء وخير صاحبهم واستمر معهم..
العصفور الصغير: الآن فهمت لماذا يحذرني أبي في كل يوم عن مصاحبة الأشرار.. لهذا فقد كان الخوف يلازمني ولم ابتعد عن عشي سوى مسافة قليلة.. ليس لدي اصدقاء جدد كل اصدقائي هم من العصافير القريبين من عشّي.. أنت الآن اصبحت صديقتي وأنا سعيد بك.
الشجرة الطيبة: أنا أيضا سعدت بك يا ايها العصفور الجميل فمنذ زمن لم يأتني عصفور مثلك، رائع وذكي، يحدثني وأحدثه، يغني لي بأعذب الألحان، أنا سعيدة بك حقا لهذا في كل يوم انتظر مجيئك فقد تعودت على سماع زقزقاتك الجميلة..
العصفور الصغير: كم كنت أود أن ترافقيني الى عشّي..
الشجرة الطيبة: (ضاحكا) كيف أرافقك الى عشك، أنا كبيرة وعشك صغير..
العصفور الصغير: (متذكرا) صحيح أنت كبيرة وعشي صغير، لماذا لم انتبه الى هذا.. عفوا صديقتي الشجرة الطيبة أنا أقصد ان تمشين معي في الغابة..
الشجرة الطيبة: ألا تعرف أني لا استطيع المشي..
العصفور الصغير: أعرف ذلك لأنه ليس لديك قدمان تسيران بهما..
الشجرة الطيبة: هكذا خلقني الله، ثابتة في الأرض لكني استطيع ان أمدّ أغصاني الى كل مكان، هي اذرعتي التي احتضنكم بها وأتحسس بها أجسادكم الدافئة..
العصفور الصغير: آه لو تاتين معي فهناك اشجار كثيرة متعددة الأشكال والثمار وهناك ورود ألوانها رائعة..
الشجرة الطيبة: قلت لك أنا ثابتة في الأرض وجذوري ممتدة فيها..
العصفور الصغير: لكنك ليست مثلي، لا تشربين الماء كما اشربه أنا بمنقاري (يتفحصها) يااه، لا يوجد لديك منقار مثلي فكيف تشربين الماء..؟
الشجرة الطيبة: (ضاحكة) خلقني الله هكذا كما خلقك، اعطاك منقاراً تأكل به وتشرب وأعطاني جذوراً اشرب بها الماء الذي ينزل تحت الأرض..
العصفور الصغير: وأيضا لا تأكلين مثلي، أنا أنقر الحب حبة حبة بمنقاري..
الشجرة الطيبة: لدي أوراق خضراء تمدني بطاقة الشمس. هذا هو غذائي..
العصفور الصغير: الله الله، أنت مختلفة عني كثيراً..
الشجرة الطيبة: ألم اخبرك عن جمال الطبيعة، هذا هو خلق الله، أن نختلف في الشكل لكننا نتشابه بالأخلاق الحسنة..
العصفور الصغير: ما أجمل الحياة، أنا فرح بما أسمعه منك يا صديقتي الشجرة الطيبة..
الشجرة الطيبة: الحياة جميلة بك أيضا يا صديقي العصفور الجميل..
العصفور الصغير: لقد تعلمت منك اشياء كثيرة..
الشجرة الطيبة: هكذا هي الحياة، كل واحد فينا يعلّم ويتعلّم فيها، ليس فينا من يعرف كل شيء حتى وان تقدم به العمر، من اصغر الأشياء نتعلم، وإعلم يا صديقي العصفورالجميل أن من يقول أنا أعرف كل شيء في هذه الدنيا فهو لا يعرف شيئاً..!
العصفور الصغير: أنت حكيمة أيتها الشجرة الطيبة..
الشجرة الطيبة: كل يوم نتعلم شيئا جديدا، وكل ما نتعلمه لا بد أن نعلمه للآخرين، لا يمكن الاحتفاظ بعلمنا لأنفسنا..
العصفور الصغير: لكنني حائر يا صديقتي..
الشجرة الطيبة: (بدهشة) لماذا انت حائر..؟ ما الذي يحيّرك..؟
العصفور الصغير: كلما بنينا أعشاشنا نجدها مخرّبة..نبنيها فتعود خربة من جديد، هل يمكن أن تخرّب الأعشاش نفسها بنفسها..؟
الشجرة الطيبة: (ضاحكة) كيف يحصل ذلك..؟ لا يمكن لأعشاشكم أن تخرّب نفسها..هناك من يقوم بذلك وهو عمل شرير..
العصفور الصغير: فكرت كثيرا بالأمر، اعتقدت أولا أن الريح هي السبب في ذاك الخراب لكن موسم الريح لم يحل بعد والعواصف لم تأت بغير موعدها..
الشجرة الطيبة: ألم أقل لك أن هناك أشراراً في الغابة، ربما يريدونكم أن تهجروا المكان.
العصفور الصغير: من له المصلحة في ذلك..؟
الشجرة الطيبة: النفس الضعيفة والخبيثة موجودة في كل مكان والأشرار موجودون في كل زمان.
العصفور الصغير: وما الحل يا صديقتي الشجرة الطيبة..؟ ما الذي يمكنني أن أفعله للعصافير وهم يعتبرونني صغيرا لا أقدر على فعل شيء..كلهم يعيرونني بذلك، يقولون أنك صغير لا تقدر على فعل شيء..!
الشجرة الطيبة: اذهب لصديقنا الأرنب الحكيم، عنده ستجد الحل..
العصفور الصغير: أرنب حكيم..؟
الشجرة الطيبة: يطلقون عليه هذه الصفة، الحكيم، لأنه قادر على حل كثير من المشاكل.
العصفور الصغير: ألا أجد عندك الحل فأنت حكيمة ايضا..
الشجرة الطيبة: (مبتسمة) لا بد من استطلاع المكان لنجد الحل وأنا كما ترى ثابتة في الأرض لا استطيع الحركة، اذهب الى صديقنا الأرنب الحكيم فهو سيساعدك أفضل مني.
العصفور الصغير: وأين أجد الأرنب الحكيم..؟
الشجرة الطيبة: هناك، بعد ذلك الجدول الصغير، مسكنه تحت شجرة كبيرة بالقرب من منزل الحطاب..
العصفور الصغير: شكرا لك يا صديقتي الشجرة الطيبة، سأذهب الآن وأعود اليك في وقت لاحق.. الى اللقاء يا صديقتي.
(يذهب العصفور الصغير بعيدا بينما الشجرة الطيبة راحت تتأمل طيرانه في الفضاء)
(موسيقى- اظلام)
المشهد الرابع
(اضاءة خافتة، مجموعة الغربان تتحرك بشكل عشوائي وهي تقوم بتخريب الاعشاش)
الغراب الكبير: خرّبوها كلها، لا تبقوا عشا عامرا، كل الاعشاش الصغيرة والكبيرة، وحتى البيوض إلقوا بها على الأرض.. اسرعوا، هيا اسرعوا..
غراب/1: كل الأعشاش اسقطناها ايها الكبير..
الغراب الكبير: حسنا أيها الغربان، هيا عودوا الى الجانب الآخر من الغابة قبل أن تعود العصافير ..هيا لنرحل (يشير الى أحد الغربان) وأنت ايها الغراب، ابق هنا وراقب ما يحدث واياك أن يراك عصفور.. (الى الغربان) هيا ايها الغربان اخلوا المكان..
(الغربان يغادرون بينما يبقى غراب بعيدا عن المكان)
(موسيقى- اظلام)
المشهد الخامس
المكان: قرب منزل الحطاب والأرنب الحكيم.
(العصفور الصغير يمشي رويدا رويدا حتى يصل بالقرب من شجرة يسكن تحتها الارنب الحكيم)
العصفور الصغير: هذا هو بيت صديقنا الأرنب الحكيم..لأنادي عليه.. (ينادي بصوت عال) يا صديقنا الأرنب الحكيم..يا صديقنا الأرنب الحكيم.. (يتحدث مع نفسه) يبدو أنه غير موجود، ماذا أفعل، هل أنتظره..؟ لكن الوقت تأخر وأخشى أن يوبخني أبي… يا الله ماذا أفعل..؟
(الحطاب يقترب منه وهو يحمل حطبا على ظهره)
الحطاب: ما بك ايها العصفور الصغير..
العصفور الصغير: (ينظر الى الحطاب بدهشة) أكيد، أكيد أنت الحطاب..
الحطاب: (ضاحكا) ومن غيري في هذه الغابة يحمل حطبا.. نعم أنا الحطاب صديق الجميع..
العصفور الصغير: وأنت صديقي أيضا حتى قبل أن أراك..
الحطاب: ما الذي يشغلك يا صديقي..
العصفور الصغير: جئت لأرى صديقنا الأرنب الحكيم لكنه غير موجود..
الحطاب: صديقنا الأرنب الحكيم لا يغادر منزله، ربما هو نائم الآن..
العصفور الصغير: متى يستيقظ ..؟ جئته بأمر مهم وأريد منه حلا..
الحطاب: أنا موجود معك هل تريدني أن أساعدك..
العصفور الصغير: (يحدّث نفسه) ها.. هل أخبره بالأمر..؟ هل تراه سيساعدني..؟
الحطاب: ما بك..؟ أراك تحدّث نفسك، هل أن الأمر خطير لهذه الدرجة..أتريدني أن اساعدك فانا حاضر..
العصفور الصغير: نحن في ورطة يا صديقي الحطاب.
الحطاب: ورطة..؟ العصافير في ورطة..؟
العصفور الصغير: ورطة كبيرة وجئت أبحث عن حل لها عند صديقنا الأرنب الحكيم.
الحطاب: لا بأس عليك اهدأ قليلا.. ربما استطيع مساعدتك.. قل لي، هل أنت تائه عن عشك..
العصفور الصغير: لست تائها..
الحطاب: ها..أكيد كنت تبحث عن طعام ولم تجده، هل أنت جائع، لدي في منزلي حبوب كثيرة..
العصفور الصغير: لست جائعا يا سيدي..
الحطاب: اذن أنت عطشان، تعال، تعال معي، لدي ماء وفير في مطبخي..
العصفور الصغير: لا يا سيدي، ليس هذا أيضا..
الحطاب: (يفكر مع نفسه) ما الذي يحدث لهذا العصفور الصغير.. (الى العصفور الصغير) حسناً، حسناً ايها العصفور الصغير، انتظرني هنا ريثما ألقي الحطب في المنزل وأعود اليك..
العصفور الصغير: سانتظر، ربما سيصحو صديقنا الأرنب الحكيم..
(الحطاب يدخل الى منزله بينما يبقى العصفور الصغير لوحده)
العصفور الصغير: (يحدّث نفسه) لقد تأخرت كثيراً، يا الله، سيقلقون علي وسأحصل على توبيخ لا محالة.. لكن ما بيدي حيلة، لا بد من الانتظار..
(يتقدم نحو منزل الأرنب الحكيم)
العصفور الصغير: (بصوت عال) يا سيدي الأرنب الحكيم..
(صوت حركة يسمع في الداخل)
العصفور الصغير: (يتحدث مع نفسه) يبدو أنه استيقظ، لأناديه ثانية.. سيدي الأرنب الحكيم..
صوت الأرنب الحكيم من الداخل: من هذا الذي ينادي بإسمي..؟
العصفور الصغير: أنا ..أنا يا سيدي الحكيم..
صوت الأرنب الحكيم: من أنت..؟
العصفور الصغير: أنا..أنا صديقكم العصفور..
صوت الأرنب الحكيم: من أي العصافير أنت..؟
العصفور الصغير: (متلعثما) أنا…أنا صديق الشجرة الطيبة..
صوت الأرنب الحكيم: وأي شجرة طيبة منها، الأشجار كثيرة هنا..
العصفور الصغير: (حائرا مع نفسه) يا الله، أي ورطة هذه، ماذا أقول له..أي شجرة..ما اسمها..!
صوت الأرنب الحكيم: لماذا تصمت..أجبني؟
العصفور الصغير: ها…لم اصمت انما أحاول أن استذكر اسم الشجرة الطيبة..
(الأرنب الحكيم يخرج ويقترب من العصفور الصغير)
الأرنب الحكيم: لا يهمني اسم الشجرة، المهم أنك من اصدقاء اصدقائي لهذا فانت صديقي أيضا.. (ينظر له وينتبه له) أووه…أنت صغير جداً..
العصفور الصغير: كلهم يصفونني هكذا..العصفور الصغير.. العصفور الصغير، لكنني لست صغيرا جدا..
الأرنب الحكيم: لم يتحدث معي عصفور في مثل عمرك من قبل.
العصفور الصغير: هذا جميل، أنا اول عصفور يتحدث مع الأرنب الحكيم..
الأرنب الحكيم: لست أول عصفور يتحدث معي، كثير من العصافير تزورني، أنا قلت أنت أول عصفور صغير أتحدث معه..
العصفور الصغير: لا بأس عليك يا سيدي، أنا العصفور الصغير الأول الذي يتحدث مع الأرنب الحكيم..
الأرنب الحكيم: ومن قال لك أني حكيم..؟
العصفور الصغير: أخبرتني صديقتي الشجرة الطيبة، قالت لي اذهب الى صديقنا الأرنب الحكيم فهو قادر على حل المشاكل..
الأرنب الحكيم: (ضاحكا) وهل لعصفور صغير مثلك مشكلة..؟
العصفور الصغير: ليست مشكلتي وحدي أنما هي مشكلة أخوتي..
الأرنب الحكيم: (مؤكدا) تقصد أخوتك العصافير..
العصفور الصغير: نعم، نعم يا سيدي الحكيم..اخوتي العصافير..
الأرنب الحكيم: ولم يجدوا أحدا غيرك ليرسلونه لي..
العصفور الصغير: لم يرسلني أحد، أنا جئتك لوحدي، مبادرة مني لحل المشكلة..
الأرنب الصغير: (ضاحكا) مبادرة منك..؟ يا لك من حريص !
العصفور الصغير: لا بد ان يكون الفرد حريصا على أخوته..
الأرنب الحكيم: ما شاء الله أنت فاهم أيضا بامر جماعتك..
العصفور الصغير: هل اعجبك حديثي يا سيدي..؟
الأرنب الحكيم: كيف لا يعجبني حديثك وعندك كل هذا الفهم..
العصفور الصغير: هذا ما تعلمته من صديقتي الشجرة الطيبة..
الأرنب الحكيم: يا لها من شجرة حكيمة.. لماذا لم تجد تلك الشجرة حلاً لمشكلتكم..؟
العصفور الصغير: طلبت منها ذلك يا سيدي لكنها لا تستطيع الحركة، هي ثابتة في الأرض..
الأرنب الحكيم: هذا يعني أنك تريد من يتحرك معك..
العصفور الصغير: نعم، نعم يا سيدي..
الأرنب الحكيم: والآن قل لي، ما هي مشكلتكم.. ربما أجد حلا لكم..
العصفور الصغير: بالتأكيد يا سيدي أجد عندك حلا..
الأرنب الحكيم: ها…هذا يعني أنك واثق بي تماما..
العصفور الصغير: كيف لا أثق بك وقد حدثتني صديقتي الشجرة الطيبة عن جهودك في حل كثير من مشاكل الغابة..
الأرنب الحكيم: ما شاء الله، سمعتي وصلت الى كل البقاع، أنا سعيد في أني استطعت أن أحل مشاكل الآخرين..
العصفور الصغير: هذا ما يسمونه التعاون، أليس كذلك يا سيدي..؟
الأرنب الحكيم: نعم، التعاون، أيها العصفور الذكي..
العصفور الصغير: (فرحا) يااااه.. أنا عصفور ذكي..!
الأرنب الحكيم: عرفت ذكاءك من حديثك معي، من يعمل من أجل الآخرين ويقطع المسافات الطويلة للبحث عن حل لأصدقائه واخوته هو مخلص وذكي أيضا..
العصفور الصغير: ليس اخلاصا يا سيدي قدر ما هو الحرص على أخوتي الذين تركتهم يعانون..
الأرنب الحكيم: أنت لم تقل لي ما هي مشكلتكم..
العصفور الصغير: كارثة…! كارثة يا سيدي !
الأرنب الحكيم: (مستغربا) يا ساتر..!
العصفور الصغير: نحن مهددون بالتهجير من الغابة يا سيدي..
الأرنب الحكيم: من ذا الذي يهددكم..؟
العصفور الصغير: لا أعرف، كلما خرجنا من اعشاشنا للبحث عن القوت نعود لنراها مخربة.. حدث هذا مرتين ولا أعرف ما الذي سيحدث لنا بعد ذلك.. نحن في خطر..
الأرنب الحكيم: خربوا اعشاشكم..؟
العصفور الصغير: (مؤكدا) خربوها كلها، وكسروا بيوضنا ايضا.. قتلوا اخوتي (يبكي)
الأرنب الحكيم: لا تحزن ايها الصغير، سنجد حلا، (يتحدث مع نفسه) كل هذا يحدث في غابتنا ونحن لا ندري..
العصفور الصغير: لهذا جئت لأخبرك سيدي الحكيم كي تساعدنا..
الأرنب الحكيم: وهل عرفتم ما قام بهذا العمل الشرير..؟
العصفور الصغير: لا يا سيدي، لم نعرفه..
الأرنب الحكيم: (مفكرا) حقا هذه كارثة كما وصفتها ايها العصفور الذكي.. قل لي، متى حدث كل هذا..؟
العصفور الصغير: منذ أكثر من اسبوع ونحن نعاني، نعيد بناء الأعشاش ثم نأتي ونجدها مخربة..
الأرنب الحكيم: هل لديكم أعداء..؟
العصفور الصغير: ليس للعصافير اعداء يا سيدي، أنت تعرف نحن أضعف المخلوقات في هذه الغابة من أين يأتي لنا الأعداء..
الأرنب الحكيم: أحيانا هناك من يغيضهم مرحكم في الغابة، ويضمرون لكم الحقد لأنكم متوحدون..
العصفور الصغير: لا أعرف كيف تخلق السعادة اعداءً..؟
الأرنب الحكيم: هذا هو حال الدنيا..
العصفور الصغير: الآن يا سيدي هل ستجد لنا حلا..؟
الأرنب الحكيم: حسناً ايها العصفور الذكي، سنفكر بالحل، وقبل الحل لابد من استطلاع المنطقة، لا تنشغل بهذا سأرسل احد ابنائي ليقوم بالمهمة..
العصفور الصغير: (فرحا) شكرا ..شكرا سيدي الأرنب الحكيم، هذا ما قالته لي صديقتي الشجرة الطيبة وهي تحدثني عنك..
(موسيقى- اظلام)
المشهد السادس
المكان: أعشاش العصافير.
(العصافير يعودون الى اعشاشهم فيجدونها مخربة من جديد)
العصفور الكبير: لا يمكن أن يحدث هذا..
عصفور/1: هذه هي المرة الثالثة التي يخربون فيها أعشاشنا..
عصفور/2: آه لو أعرف من يقوم بهذا العمل الشرير..
عصفور/3: حتى لو عرفته ما بايدينا شيء لنفعله..
العصفور الكبير: لا يا أخي، نستطيع أن نقاومه بمناقيرنا ومخالبنا حتى لو كان أكبر منا حجما، نحن نستطيع فعل كل شيء بوحدتنا..
عصفور/1: لو استمروا بتكسير بيوضنا سيقل عددنا، انظروا الى الأرض، البيوض المكسورة تملأ المكان..
عصفور/2: ما الذي علينا فعله الآن ..؟
العصفور الكبير: سنبدأ بالإعمار من جديد..
عصفور/3: لماذا لا نضع حارسا من اخوتنا قبل ان نذهب لجلب القوت..
العصفور الكبير: ونعم الرأي رأيك.. كان خطأ منا حين لم نضع أحداً يحرس الأعشاش.. منذ اليوم سيكون هنا حارس منا..
(يدخل العصفور الصغير، ويندهش لما حصل للأعشاش)
العصفور الصغير: يا الله، خراب آخر، ما الذي يحدث..؟
العصفور الكبير: هذا قدرنا.!
العصفور الصغير: هذا من عمل الأشرار..هناك شرير يريد ان يهجّرنا..
عصفور/1: وكيف عرفت ايها الصغير..؟
العصفور الصغير: لأن التخريب حدث أكثر من مرة..
عصفور/2: وهل تمكنت من معرفة الشرير أنت..؟
العصفور الصغير: سأعرفه حتماً..!
العصفور الكبير: أنت واثق من نفسك، اذا كان الكبار لم يعرفوا الشرير فكيف ستعرفه أنت ايها الصغير..؟
العصفور الصغير: لا يغرّنكم حجمي وعمري، النملة أصغر منا لكنها تستطيع ان تفعل كل شيء..
عصفور/3: نملة…؟!
العصفور الصغير: نعم نملة.. شاهدت واحدة وهي تحمل حبة قمح أكبر من حجمها بكثير..
العصفور الكبير: أتريد أن تقنعني أنك قادر على معرفة الفاعل الشرير في وقت لم نستطع فيه نحن الكبار معرفته…؟
العصفور الصغير: لم أقل استطيع معرفته..بل قلت ربما!
عصفور/2: وربما لا تستطيع..
العصفور الصغير: (يصمت لحظة) ربما..!
العصفور الكبير: والآن هيا الى العمل..
(مجموعة العصافير تذهب للعمل بينما العصفور الصغير يرافب المشهد متحدثا الى نفسه)
العصفور الصغير: هو التحدي اذن، لا بد أن أثبت لهم أن الصغير قادر على كشف الأشرار.. سأثبت لهم أني لم أعد صغيرا.. (يتحدث الى جمهور المسرح) ماذا تقولون يا أصدقائي، هل استطيع أن أنجح في مهمتي..؟ أحتاج لتشجيع منكم.. هيا قولوا لي، هل سأنجح..؟ نعم أم لا…قولوا بصوت عال..هل سأنجح…شكرا..شكرا لكم.
(موسيقى- اظلام)
المشهد السابع
المكان: (بالقرب من منزل الحطاب)
(الحطاب يقف وامامه الأرنب الحكيم )
الحطاب: اذن هذا ما أراده منك العصفور الصغير
الارنب الحكيم: انها كارثة حقا، لا يمكن ان يحدث كل هذا في غابتنا، وليس من حق أحد ان يعبث بممتلكات الآخرين..
الحطاب: الشر موجود في كل مكان، بغابتنا او في غابات أخرى، والطمع يمكن ان يكون دافعا لفعل الشر..
الارنب الحكيم: لكن هذا لم يحدث هنا منذ زمن بعيد، (مستذكرا) هل تتذكر ما فعله الثعلب الماكر وكيف عبث في قن الدجاج بمنزلك..؟
الحطاب: كيف انسى ذلك اللعين، اصطدناه وسلمناه الى ملك الغابة..
الارنب الحكيم: لهذا فان الشر لا يمكن ان يستمر..
الحطاب: نريد ان تكون غابتنا مبعثا للطمأنينة والسلام، ان يعيش فيها الجميع آمنين..
الارنب الحكيم: هل ما زال الثعلب الماكر مسجونا..؟
الحطاب: سمعت انهم اطلقوا سراحه وطردوه الى خارج الغابة.
الارنب الحكيم: أتعتقد انه عاد من جديد..؟
الحطاب: حتى وان عاد فانه لا يستطيع العبث باعشاش العصافير ، الاعشاش كثير وهو واحد، هذا العمل لا تقوم به الا مجموعة.
الارنب الحكيم: من له مصلحة في ان يؤذي العصافير ويشردهم..؟ من هي تلك المجموعة العابثة بممتلكاتهم..؟ تلك العصافير مسالمة وغير مؤذية وغناؤها يطرب كل من في الغابة.
الحطاب: الاشرار لا يريدون ان يعم الفرح في المكان أبداً، يحاولون دائما بث الرعب في النفوس.
الارنب الحكيم: ما الذي يريدونه من فعلتهم الدنيئة تلك.؟
الحطاب: ربما يريدون الاستحواذ على غابتنا وسرقة خيراتها.
الارنب الحكيم: الغابة للجميع، يجب ان نتصدى للشر جميعنا، لا يمكن ان يحصل هذا ونبقى مكتوفي الايدي.
الحطاب: رأيك صائب، لنتعاون جميعا من اجل ان لا ينتشر الشر ويستفحل في غابتنا، لنوقفه بارادة الجميع..
الارنب الحكيم: خير الكلام هذا، لنبدأ منذ الآن.
(موسيقى- اظلام)
المشهد الثامن
المكان: في الجانب الآخر من الغابة.
(مجموعة من الغربان مجتمعة في الجانب الآخر من الغابة)
الغراب الكبير: احسنتم ايها الغربان، كان فعلكم هذه المرة مؤذيا لهم ومؤثرا جدا..هذه الفرصة الاخيرة للعصافير، لا نرضى ان تبقى هنا، كل خيرات المكان لنا.
غراب/1: لكنهم بدأوا بالعمل من جديد. يبدو ان العصافير لا تكل ولا تمل من العمل.
الغراب الكبير: في المرة المقبلة سننقض عليهم ونأسرهم جميعا.
غراب/2: ماذا لو استنجدوا بالآخرين..؟
الغراب الكبير: قبل ان يستنجدوا بأحد ما ستكون هجمتنا الكبرى.
غراب/3: سننقض عليهم وننتف ريشهم ريشة ريشة..
الغراب الكبير: ما يثيرني ايها الغربان هو ذلك العصفور الصغير الغبي، أراه دائم الحركة يتجول في كل مكان.
غراب/1: هل تريدنا ان نختطفه..؟
الغراب الكبير: قيّدوا حركته وراقبوه جيدا وحافظوا على سرية عملنا كي نحافظ على وجودنا في هذه الغابة، وحين نتمكن من العصافير سنعلن عن أنفسنا ونقول وداعا للعصافير، وداعا للاجنحة الملونة التي شوهت وجه غابتنا، وداعا للغناء الممل الذي لا اطيقه…حين ننتصر عليهم سنكون نحن الاسياد ولا احد يشاركنا فيما سنحصل عليه من خير.
غراب/2: (هاتفا) الغابة لنا، الخير لنا، الارض والاشجار والمياه لا أحد يشاركنا بها، نحن الغربان أسياد الغابة.
الغراب المتمرد: هل تسمحون لي بكلمة..؟
الغراب الكبير: تفضل، شرط ان لا تكون معارضا كعادتك..
الغراب المتمرد: انا لا أرى العصافير الا مسالمة، لم تؤذ أحدا، ولم اسمع انها اعتدت على أحد بل بالعكس كل من في الغابة يحبونها ويستمتعون بغنائها..
الغراب الكبير: (ضاحكا) يستمتعون بغناء العصافير..؟ أنت تُضحكني، أي غناء هذا..؟ وهل تسمي الزقزقات المتتالية غناء.. ألا تشعر بالملل وأنت تستمع لها..؟ ولكي تتأكد أن لا أحد يستمتع بتلك الزقزقات سأسأل الغربان.. (الى مجموعة الغربان) من منكم يستمتع بغناء العصافير..
(مجموعة الغربان تبقى صامتة ولا تجيب)
الغراب الكبير: أرأيت أيها الغراب المعارض..؟ لا أحد يستمتع بغنائها، غناء العصافير ممل جدا.
الغراب المتمرد: حتى وان لم تستمتعوا به، أيحق لنا ان نعبث بأعشاشها ونفسد حياتها من أجل ذلك..؟
الغراب الكبير: من أجل كل شيء، هذا قرار الجماعة ولا اعتراض عليه..
الغراب المتمرد: ألا ترى أن الغابة بحاجة الى ألوان زاهية مثل تلك التي عند العصافير..؟
الغراب الكبير: (غاضبا) أنت تفسد علينا عملنا ووحدتنا، أي ألوان تلك..؟ (محذرا) اسمع، حياتنا مرهونة بلون واحد هو لون ريشنا الاسود، مذ خلقنا ونحن نحمل السواد على أجسادنا، هذا هو لون ريش الأباء والأجداد..
الغراب المتمرد: لكن الحياة لا تكتمل بلون واحد، لابد من تعدد الألوان لتراها أجمل.
الغراب الكبير: ألا يكفيك لون الأشجار والماء والحشائش..؟ (محذرا ثانية) إسمع أيها الغراب المعارض لكل شيء، سجالك هذا يعني التمرد وخروجك عن أمر الجماعة، أنت ترتكب خطأ كبيراً، ونحن نخيّرك بين أن تبقى معنا أو تذهب بعيدا عنا..
الغراب المتمرد: ليس تمرداً، نحن نتحاور، ألا يرضيك الحوار..؟
الغراب الكبير: (غاضبا) لا حوار بيننا، هناك قرار وكفى.
الغراب المتمرد: حتى القرارات لا تصدر الا بعد شورى..
الغراب الكبير: (ما زال غاضبا) لا شورى بيننا، أنا فقط من يحدد ما ينفع الجماعة ومالا ينفعها. أنا القائد هنا.
الغراب المتمرد: إن كان يرضيك هذا فلك ما تريد.
الغراب الكبير: كأنك غير راضٍ..ان كنت كذلك فما لك الا الرحيل.
الغراب المتمرد: سواء رضيت ام لم ارض . قرارك صدر.
الغراب الكبير: هذا قول حسن، كن هكذا مع الجماعة وستعرف لاحقا كم من الخير سيلحق بك.
(موسيقى- اظلام)
المشهد التاسع
المكان: اعشاش العصافير.
(مجموعة العصافير تنهي عملها ويبدو عليها التعب الشديد والارهاق)
العصفور القائد: والآن يا اخوتي اكتمل البناء، كنتم رائعين، انجزتم عملكم بزمن قياسي، ستعودون الى اعشاشكم وسنترك عصفورا واحدا للحراسة..من يتبرع ان يكون حارسا..؟
العصفور الصغير: أنا..أنا يا سيدي.
(مجموعة العصافير يضحكون)
العصفور الصغير: لماذا تضحكون..؟ ألا أصلح أنا للحراسة..؟
العصفور القائد: لكنك صغير ولا تقوى على الحراسة..
العصفور الصغير: الحراسة لا تحتاج الى قوة الجسد انما تحتاج الى قوة البصر وأنا بصري قوي وقوي جدا.
العصفور القائد: بهذا أنت على حق، نعم الحراسة تحتاج الى قوة بصر.. (الى مجموعة العصافير) والآن يا اخوتي ماذا تقولون بحارسنا القوي البصر..؟
عصفور/1: نجربه ليوم واحد وان فشل نستبدله بآخر.
العصفور القائد: حسنا.. (الى العصفور الصغير) وافقنا على ان تكون حارسا ليوم واحد فقط عليك ان تثبت جدارتك والا سنستبدلك بعصفور آخر.. كن قريبا من الاعشاش وراقب المكان جيدا. (الى مجموعة العصافير) اذهبوا يا اخوتي الى اعشاشكم وارتاحوا..
(مجموعة العصافير تغادر الى الاعشاش بينما يبقى العصفور الصغير لوحده يراقب المكان)
العصفور الصغير: (يحدث نفسه) ترى من أي طريق يأتي الأشرار.. من هنا (يشير الى جهة من المكان) ام من هنا (يشير الى الجهة المقابلة) لا يهمني الطريق سأختفي عن الانظار واترصد من يأتي (يتوقف قليلا) ولكن هل سأغني ام ابقى صامتا..؟ لا..هذا عقاب، كيف سأبقى صامتا الوقت كله.. نعم هذا عقاب وليس حراسة (يفكر) ها.. لدي فكرة.. (يوجه كلامه الى جمهور المسرح من الاطفال) أنتم اصدقائي ماذا تقولون..؟ هل اغني ام ابقى صامتا..ها…لم اسمعكم.. لتكن أصواتكم أعلى، هل أغني أم ابقى صامتا… (يتوقف) لا بأس..لا بأس ستغنون أنتم بدلا عني بينما أراقب المكان أنا.. ماذا تقولون..؟ ها… حسنا..حسنا.. عندي فكرة، سننقسم الى فريقين.. (يشير الى احدى جهات جمهور المسرح من الاطفال) هذا الفريق يغني…ها…ماذا تغنون..؟ لا عليكم اختاروا انتم الاغنية المناسبة أو انشدوا بأي نشيد تعلمتموه في المدرسة، أي نشيد ولكن انتبهوا ليكن نشيدكم بصوت منخفض.. وأنتم (يشير الى الصف الآخر من جمهور المسرح من الاطفال) أنتم ستكونون معي، تراقبون المكان، حين يقترب أحد من المكان نبهوني بكلمة واحدة (بصوت عال) خطر…خطر…خطر.. هل فهمتموني..حسناً يا اصدقائي، وان لم يقترب أحد من المكان اصمتوا.. لا تطلقوا أي كلمة .. هل اتفقنا.. حسناً..حسناً يا اصدقائي .شكرا لتعاونكم معي. الآن ساذهب الى خلف تلك الشجرة أراقب المكان وأنتم تراقبونه معي أيضا.
(يذهب العصفور الصغير الى خلف الشجرة، الجمهور ينشدون بنشيد متفق عليه بصوت خافت.. يقترب الأرنب الصغير الى المكان، الجمهور ينادي بصوت واحد) خطر…خطر…خطر..
(العصفور الصغير يخرج من خلف الشجرة ويقترب من الأرنب الصغير)
العصفور الصغير: هييييه..أنت..أنت ألا تسمعني..؟
(الأرنب الصغير يلتفت نحوه)
العصفور الصغير: ما الذي تفعله هنا..؟
الأرنب الصغير: لا شيء ، كنت ماراً..
العصفور الصغير: هذا ليس طريقك، وأنا لم أرك من قبل..
الأرنب الصغير: (يدقق في العصفور الصغير)
العصفور الصغير: ما بك تحدق بي، لم تجبني على سؤالي..
الأرنب الصغير: (باندهاش) هل أعرفك..؟
العصفور الصغير: لا أعرف ان كنت تعرفني ام لا لكني لا أعرفك أنا..
الأرنب الصغير: (مستذكراً) ها … تذكرت، أنت العصفور الذي كان مع أبي..
العصفور الصغير: (مندهشا) ومن ابوك..؟
الأرنب الصغير: ألا تعرفه، أبي، الأرنب الحكيم.
العصفور الصغير: أنت ابن الأرنب الحكيم..؟
الأرنب الحكيم: أنا اصغر ابنائه، رأيتك تتحدث معه..
العصفور الصغير: ما الذي جاء بك الى هنا..؟
الأرنب الصغير: أرسلني أبي لاستطلع المكان وارى اعشاشكم..
العصفور الصغير: لقد وصلت، هذا هو المكان.
الارنب لصغير: (يتفحص المكان) لا أرى أي خراب هنا، اعشاشكم ما زالت في اعلى الأشجار ولم يصبها ضرر..
العصفور الصغير: اعدنا بناءها مثل كل مرة، هكذا نحن نعيد بناء الاعشاش كلما خربها الشرار..
الأرنب الصغير: أنتم متعاونون جداً ولديكم همة كبيرة..
العصفور الصغير: لولا تعاوننا مع بعضنا لما استطعنا بناء الأعشاش من جديد ولصار هذا المكان كله خرائب.
الأرنب الصغير: لم تقل لي، ما الذي يقعدك هنا.. أراك وحدك ولا أحد معك.
العصفور الصغير: أنا حارس هنا، كلفني اصدقائي ان أحرس الأعشاش.
الأرنب الصغير: كيف جعلوك حارساً وأنت صغير.؟
العصفور الصغير: في الحراسة لا يهم ان كنت صغيرا او كبيرا، المهم ان تمتلك بصرا قوياً واخوتي العصافير اختاروني للحراسة لأن بصري قوي.. وماذا عنك أنت أيضا، لماذا أرسلك الأرنب الحكيم لوحدك وأنت صغير.؟
الأرنب الصغير: اختارني لأنني اسرع من باقي اخوتي فأنا أستطيع الركض لمسافات طويلة بسرعة فائقة دون أن أتعب.
العصفور الصغير: (بفرح) أنا سعيد لاختيارنا بالواجب..
الأرنب الصغير: وسعيد بأن اكون معك يا صديقي العصفور.. أريد ان أنضم معك بالحراسة هل تقبلني.؟
العصفور الصغير: كيف لا أقبلك فانت صديقي وعلى الأقل ان بقاءك معي يؤنسني في حراستي..
الأرنب الصغير: شكرا لك ايها لعصفور الطيب.
العصفور الصغير: والآن يا صديقي الأرنب هيا بنا نختفي خلف تلك الشجرة لنراقب المكان.
الأرنب الصغير: هيا بنا..
العصفور الصغير: (الى جمهور المسرح من الأطفال) وأنتم ايها الأصدقاء لتكن أعينكم مفتوحة معنا..راقبوا المكان كما اتفقنا..
(يذهب باتجاه الشجرة مع الأرنب الصغير)
(موسيقى- اظلام)
المشهد العاشر
المكان: بالقرب من منزل الحطاب في الغابة
(الحطاب يخرج من منزله وهو يحمل فاساً، يراه الأرنب الحكيم فيصيح عليه)
الأرنب الحكيم: الى أين أنت ذاهب ايها الحطاب الطيب.؟
الحطاب: لدي عمل ساقوم به..
الأرنب الحكيم: هذه أول مرة اراك تعمل فيها بالليل..لم ارك من قبل وقد خرجت في مثل هذا الوقت.
الحطاب: لم استطع النوم قبل أن اقوم بعمل خير..
الأرنب الصغير: من منا لا يحب عمل الخير، اخبرني أي عمل ستقوم به..؟
الحطاب: قررت أن اذهب للعصافير كي احميهم..
الأرنب الحكيم: لا تستعجل يا صديقي، أرسلت ابني لهم وسيكون معهم الليلة..
الحطاب: ابنك صغير أيها الأرنب الحكيم كيف ترسله الى المكان الخطير وهو لا يستطيع حماية نفسه..؟
الأرنب الحكيم: لكنه ذكي وخطواته سريعة جدا، سيخبرنا اذا ما حل خطر جديد هناك..
الحطاب: العصافير تحتاج الى قوتي وقوة فأسي لأنها ضعيفة وطيبة.. لقد قررت ان اقتلع كل شرير بهذا الفأس..
الأرنب الحكيم: الشر لا يكافح بالقوة فقط.. لا بد من وجود عقل يخطط للقضاء عليه.. اصبر قليلا ولننتظر حتى الصباح وقد فكرت بخطة ناجحة بإذن الله.
الحطاب: اذا كان الأمر هكذا سأنتظر حتى الصباح.
الأرنب الحكيم: ادخل بيتك واخلد الى النوم أمامنا غدا نهار طويل من العمل.
(الحطاب يدخل الى منزله بينما الأرنب الحكيم يبقى يفكر لوحده)
(موسيقى- اظلام)
المشهد الحادي عشر
المكان: بالقرب من الشجرة الطيبة.
( الغراب المتمرد يقف بالقرب من الشجرة الطيبة يتحدث مع نفسه عما جرى له مع مجموعة الغربان، الشجرة الطيبة تستمع لحديثه)
الغراب المتمرد: (متحدثا الى نفسه) لا يمكنني الاستمرار معهم، ما يفعلونه خطيئة كبرى، ما ذنب العصافير واعشاشها التي تُهدم وبيوضها التي تكسر.. أي عقل يستوعب ما يحدث، وكيف تسير الحياة بمثل ذاك الحقد الأعمى.. لماذا يريدونني ان اعيش بلون واحد ولا أرى غيره.. أنا مستاء مما يحدث، لا يمكنني أن اكون سببا في تعاسة الآخرين..العصافير جميلة ومسالمة لماذا كل هذا الحقد عليها..؟
الشجرة الطيبة: (بصوت عال) ما بك أيها الغراب..؟ اراك تحدّث نفسك..
الغراب المتمرد: (ينتبه لها مرتبكا) هذه أنت ايتها الشجرة..؟
الشجرة الطيبة: ومن غيري في هذا المكان.. قل لي ماذا كنت تحدث نفسك قبل قليل..
الغراب المتمرد: لا شيء، لا شيء ..لم اكن احدث نفسي..
الشجرة الطيبة: أنا رأيتك تحدّث نفسك، وسمعت منك كلمة او كلمتين..
الغراب المتمرد: (بخوف) سمعت مني كلمة..لا..لم أقل شيئاً..
الشجرة الطيبة: (بدهاء) ألا تعرف أن الأشجار تسمع ما لم يسمعه الآخرون..
الغراب المتمرد: ( بحذر) اذا كنت قد سمعتينني لماذا تسألينني..؟
الشجرة الطيبة: اسألك لأني أريد أن أساعدك يا صديقي..
الغراب المتمرد: (يندهش حين يسمع كلمة صديقي) صديقي !! من صديقك..؟ أنا..؟
الشجرة الطيبة: نعم أنت صديقي..
الغراب المتمرد: (بحزن) أنا ليس لي أصدقاء..
الشجرة الطيبة: لا أنت غلطان..كل الكائنات الموجودة في هذه الغابة هم اصدقاؤك..
الغراب المتمرد: أتعلمين أيتها الشجرة اني لم اسمع هذه الكلمة منذ زمن..
الشجرة الطيبة: اذا كنت تقصد كلمة صديقي فسوف تسمعها بشكل متكرر.. هل تعرف ما معنى كلمة صديقي..؟
الغراب المتمرد: (مفكرا) لا…لا أعرف..
الشجرة الطيبة: الصديق هو من صدقك، وعاملك باحترام وابدى لك الأخلاص..
الغراب المتمرد: ( متحدثا الى نفسه) ياااااه كم أنا محتاج لهذه الكلمة..
الشجرة الطيبة: ها قد رجعت تحدث نفسك..ماذا دهاك..؟
الغراب المتمرد: ساقول لك الحق ايتها الشجرة، نعم أنا بحاجة الى أصدقاء لكن الغربان لا يريدونني أن اصادق احدا أو أن أتقرب من الآخرين..
الشجرة الطيبة: هذا خطأ.. لا يمكن أن يعيش أحدنا بعيداً عن الآخر، هذه هي الحياة، أن نكون مجتمعين معاً..
الغراب المتمرد: لكن هذا سيشكل خطرا عليّ..
الشجرة الطيبة: ومن قال لك ذلك..؟ أتعرف يا صديقي الغراب بدون الصديق لا يمكنك أن تستمر بالعيش في سعادة..
الغراب المتمرد: جماعتي الغربان يقولون ان الصداقة تفسد الحياة..
الشجرة الطيبة: أي كلام هذا…؟ ما اسمعه منك غريب حقا.. الصديق يساعدك على تجاوز كل الأزمات في حياتك..يعاونك ويدفعك الى أمام ..
الغراب المتمرد: هل أنت صديقتي حقا ايتها الشجرة..؟
الشجرة الطيبة: أنا صديقة الجميع لا أفرّق بين مخلوق وآخر..
الغراب المتمرد: أنت طيبة جداً.. ما اسمعه منك الآن لم اسمعه من قبل، (متأسفا) اين كنت انا قبل أن ألتقيك..؟
الشجرة الطيبة: والآن يا صديقي الغراب، قل لي، ما الذي يشغلك..؟
الغراب المتمرد: هناك امور كثيرة تشغلني..
الشجرة الطيبة: البوح بما يشغلك سيجعلك سعيداً..
الغراب المتمرد: لا أعرف كيف اكون سعيداً، لم اجرب السعادة في حياتي، قضيت سنواتي في سجن كبير وأوامر لا يمكنني التمرد عليها..
الشجرة الطيبة: السعادة يا صديقي هي في خدمتك للآخرين وتعاونك معهم..
الغراب المتمرد: جميعهم..؟
الشجرة الطيبة: نعم، جميع من في هذه الغابة..
الغراب المتمرد: والعصافير أيضا..؟
الشجرة الطيبة: العصافير وغيرها..
الغراب المتمرد: لكنهم يقولون لي ان التقرّب من العصافير خطر كبير..
الشجرة الطيبة: يا الله، ما الذي أسمعه منك..؟ العصافير كائنات مسالمة لا غرض لها الا سعادة الآخرين، أنا أعرفها جيداً ولدي صديق عصفور صغير كل يوم ياتيني ويتقافز على اغصاني ويسمعني غناءه..
الغراب المتمرد: حتى الغناء لا يرضي الغربان..هم يريدونني أن أعيش بعيداً عن العصافير..
الشجرة الطيبة: الغربان واهمون، بدون العصافير لا يمكن أن تكون الغابة مزهرة.. العصافير هي حياة الغابة وفرحها..
الغراب المتمرد: لكني لو صادقت عصفورا فسيطردني الغربان وساكون وحيدا..
الشجرة الطيبة: كيف تكون وحيدا وكلنا معك..
الغراب المتمرد: كلكم معي..؟ (مؤكدا) حتى العصافير..؟
الشجرة الطيبة: قلت لك نحن اصدقاؤك، لا فرق بين غراب وعصفور..
الغراب المتمرد: لكن لوني يختلف عن ألوانه..
الشجرة الطيبة: وإن اختلفت ألوانكما لكنكما تتفقان في طيبتكما واخلاقكما..
الغراب المتمرد: اذن لماذا يفعلون بهم هذا..؟
الشجرة الطيبة: ما الذي فعلوه..؟
الغراب المتمرد: (مترددا) ها…لا….لا لم يفعلوا شيئا..
الشجرة الطيبة: هل تقصد تخريبهم اعشاش العصافير..؟
الغراب المتمرد: (يصمت)
الشجرة الطيبة: الآن فهمت يا صديقي..اسمعني، لا تكن مع من يحاول ايذاء الآخرين، كن مع الطيبين وبهذا ستكون مع الحق
ومع الخير..
الغراب المتمرد: الحق…الخير….ما هذه الكلمات التي لم اسمعها من قبل..؟
الشجرة الطيبة: الحق يا صديقي الغراب هو أن لا تكون مع الباطل، والباطل كل ما يؤذي الآخرين، أما الخير فهو العمل الذي يسر الآخرين ويسعدهم..
الغراب المتمرد: ما هذا ، كل شيء مرتبط بالآخرين..الآخرين..
الشجرة الطيبة: (مقاطعة) لأننا نعيش معاً في غابة واحدة ولا يمكن الاستغناء عن الآخرين، لابد أن نكون معهم في افراحهم ومسراتهم، في حزنهم ومشاكلهم، نساعدهم ونخفف عنهم.. وبهذا نكون صالحين في الحياة..
الغراب المتمرد: (كأنه اكتشف شيئا) يا الله، اشعر اني كنت في متاهة..
الشجرة الطيبة: (بفرح) والآن فهمت ، أليس كذلك يا صديقي الغراب..
الغراب المتمرد: نعم، الآن فهمت، الآن أرى الضوء بعدما كنت اغط في الظلام..
الشجرة الطيبة: وهل ستكون مع الحق أم مع الباطل..؟
الغراب المتمرد: عشت كل السنين مع الباطل، والآن اكتشفت.. نعم، سأكون مع ما يسعد الآخرين ولا يضرهم..
الشجرة الطيبة: خير العمل هذا يا صديقي الغراب..
(موسيقى- اظلام)
المشهد الثاني عشر
المكان: بالقرب من اعشاش العصافير
(العصفور الصغير والأرنب الصغير بعدما اشرقت الشمس)
الأرنب الصغير: والآن يا صديقي العصفور اشرقت الشمس وعليّ ان أعود، أبي ينتظر مني أخباراً..
العصفور الصغير: سعدت بك وبصحبتك..
الأرنب الصغير: سأخبر أبي ما رأيت، الى اللقاء..
( الأرنب يغادر المكان ويبقى العصفور الصغير لوحده)
العصفور الصغير: (محدثا نفسه) حمدا لله، انتهى الليل ولم يحدث شيئا، سأقوم الآن بتنظيف المكان ليكون جميلا، وحين تصحو العصافير ستعرف أي عمل قدمته لهم..
(يقوم بتنظيف المكان)
حين انتهي من التنظيف سأزور صديقتي الشجرة الطيبة وسأغفو هناك على احد أغصانها لأني اشعر بالراحة وأنا معها..
(الغراب المتمرد يمر ببطء، العصفور الصغير يراه، يتوقف عن التنظيف ويمضي نحوه)
العصفور الصغير: (بدهشة) شكلك غريب يا هذا، من أنت..؟
الغراب المتمرد: أنا غراب..
العصفور الصغير: لم أرك هنا من قبل، هل انت من هذه الغابة..؟
الغراب المتمرد: نعم، أنا اسكن في الجانب الآخر من الغابة..
العصفور الصغير: جميل ريشك الأسود هذا، لقد أعجبني..
الغراب المتمرد: ريشك أجمل، ألوانه مختلفة..كيف استطيع أن أجعل لون ريشي مثلك…؟
العصفور الصغير: هذا أمر بسيط يا صديقي..
الغراب المتمرد: هل قلت صديقي..؟
العصفور الصغير: نعم قلتها..
الغراب المتمرد: أتعلم أن هذه الكلمة تفرحني..
العصفور الصغير: لماذا، أليس لديك اصدقاء..؟
الغراب المتمرد: لا للأسف ليس لدي صديق لكني اليوم تعرفت على الشجرة..
العصفور الصغير: من…؟ الشجرة الطيبة..؟
الغراب المتمرد: شجرة جميلة وافكارها رائعة، هي من فتحت لي طريق النور..
العصفور الصغير: تلك هي الشجرة الطيبة..هي صديقتي أنا ايضا..
الغراب المتمرد: زرتها وكانت كريمة معي..
العصفور الصغير: حسناً فعلت..
الغراب المتمرد: والآن قل لي ، كيف استطيع تغيير لون ريشي..؟
العصفور الصغير: (مفكرا) لا يمكنك تغيير لون ريشك..!
الغراب المتمرد: لكنك قلت لي أنه أمر بسيط..
العصفور الصغير: اسمع يا صديقي، قبل أن نفكر بتغيير لون الريش علينا بتغيير سلوكنا..
الغراب المتمرد: سلوكنا..؟ ما هذه الكلمة الغريبة..؟
العصفور الصغير: سلوكنا يعني تصرفاتنا..علاقاتنا مع الآخرين..
الغراب المتمرد: يا الله، أنت تتحدث كما الشجرة..
العصفور الصغير: هي علمتني اشياء كثيرة..
الغراب المتمرد: هي علمتك كل هذا، يا لها من شجرة طيبة..
العصفورالصغير: كل كائن هنا أراه طيباً..
الغراب المتمرد: وهل تراني طيبا أنا الآخر..؟
العصفور الصغير: نعم، أراك هكذا لكني لم أجربك بعد..
الغراب المتمرد: هل تقصد انك لا تعرف أحداً الا بعد أن تجربه..؟
العصفور الصغير: لا بد من تجربة من سيكون صديقك..لكنك يا صديقي تبدو طيباً..
الغراب المتمرد: ربما لأني اختلف عن الغربان الآخرين..لا تعجبني حياتهم..
العصفور الصغير: أليسوا هم أهلك..؟
الغراب المتمرد: نعم هم أهلي لكنني اختلف عنهم.. أنا أحب كل الكائنات في الغابة وهم لايحبونهم ولا يتقربون منهم..
العصفور الصغير: أيعقل هذا…؟ نحن في غابة واحدة ومصيرنا واحد نعيش من خيرات الله وعلينا أن نكون قريبين من بعضنا..
الغراب المتمرد: هذا ما اقوله دائما لكنهم يوبخونني..هل أنا على حق أم هم..
العصفور الصغير: أنت على حق وهم الخطأ..
الغراب المتمرد: (فرحا) هل اعجبك…؟ جرّبتني ها… صرت الآن صديقك…؟
العصفور الصغير: ألف صديق ولا عدو واحد.. أنت الآن صديقي حتى وان لم أجربك.. المهم أن النوايا سليمة..
الغراب المتمرد: وما هي النوايا…؟ كلماتك لا أفهمها..
العصفور الصغير: النوايا هي ما نضمره في صدورنا ، ما نخفيه في أنفسنا من خير أو شر..
الغراب المتمرد: أريد أن أبقى معكم…
العصفور الصغير: وتترك اهلك..؟
الغراب المتمرد: (بحزن) هم ليسوا اهلي، أشعر بأني غريب بينهم، أنا اختلف عنهم كثيرا، يجبرونني أن أعيش كارها للآخرين..
العصفور الصغير: (مستغربا) حسنا يا صديقي، سأخبر العصافير لتكون واحدا منا..
الغراب المتمرد: وهل ستعلمني الغناء…؟
العصفور الصغير: الغناء والرقص أيضا…ساعلمك كل شيء..
الغراب المتمرد: (فرحا) يـــاه كم أنا سعيد اليوم…شكرا لك يا صديقي العصفور ، الآن ساذهب وغدا ان شاء الله سآتي لكم واتمنى ان أجد موافقة اصدقائي العصافير لبقائي معهم.. الى اللقاء يا صديقي..
العصفور الصغير: الى اللقاء.
(موسيقى- اظلام)
المشهد الثالث عشر
المكان: امام الشجرة الطيبة
(الحطاب والأرنب الحكيم يتحدثان مع الشجرة الطيبة)
الحطاب: الغراب هو من أخبرك بكل هذا..؟
الشجرة الطيبة: نعم، أخبرني بذلك..اشعر انه ناقم عليهم، لا يحبهم..
الحطاب: حقا يخرج الطيب من الخبيث..
الأرنب الحكيم: اذن علينا تنفيذ الخطة، وما دام احد الغربان قد صار الى جانبنا سيسهل علينا تنفيذ خطتنا التي اعددناها..
الحطاب: سنمسك بهم جميعا..لن يفلت من قبضتنا احد..
الشجرة الطيبة: الغراب الذي جاءني طيب جدا.. شعرت بطيبته وأخلاقه.. هو يختلف عنهم بكل شيء..
الأرنب الحكيم: ولأنه طيب لم يرض على افعالهم الشريرة..
الشجرة الطيبة: أخشى أن يؤذونه لو عرفوا بأمره..
الحطاب: سيبقى امره سرا بيننا..
الأرنب الحكيم: وسيعيش بيننا معززا مكرما..
الحطاب: والآن هيا الى العمل وتنفيذ خطتنا للإيقاع بالغربان الأشرار..
(الأرنب الحكيم والحطاب يغادران)
الشجرة الطيبة: (الى جمهور المسرح من الأطفال) والآن يا اصدقائي بدأت الخيوط توضح.. هل سينتصر الحق على الباطل…؟ ما الذي سيحصل للغراب المتمرد على الأشرار..؟ هل عرفتم لماذا تمرد عليهم وان كانوا من أبناء جنسه..؟ ذلك لأنه طيب ويحمل في قلبه الحب للآخرين..
(موسيقى- اظلام)
المشهد الرابع عشر
المكان: الجانب الآخر من الغابة حيث موطن الغربان.
(الغربان مجتمعون ويبدو أنهم يرومون بالهجوم الأخير على مجموعة العصافير)
الغراب الكبير: لقد سئمنا العيش بهذا المكان، علينا أن نعد العدة للذهاب حيث أعشاش العصافير، اليوم ستكون خاتمتهم، سننقض عليهم بشكل كامل، لا تبقوا على أحد منهم، اطردوهم جميعا.. المكان لنا والخير لنا..
غراب/1: وهل سنأخذ صغارنا معنا..؟
الغراب الكبير: لا لن نأخذهم الا بعد أن ننتهي من العصافير ونطردهم..
(الغراب المتمرد يدخل مقتربا منهم)
الغراب الكبير: أين كنت ايها الغراب…؟
الغراب المتمرد: ذهبت لمراقبة المكان..
الغراب الكبير: (بغضب) وهل طلب أحد منك فعل ذلك…؟
الغراب المتمرد: لا يا سيدي، كانت مبادرة مني..
الغراب الكبير: (متشككا) ها…قلت مبادرة منك…نعم مبادرة.. قل لي ماذا وجدت..؟
الغراب المتمرد: العصافير ما زالت غافية في اعشاشها..
الغراب الكبير: غافية لحد هذه الساعة…؟
الغراب المتمرد: حين تركتهم كانوا يغطون بنوم عميق يبدو أن العمل أتعبهم..
الغراب الكبير: وهل بنوا كل اعشاشهم…؟
الغراب المتمرد: رأيتها كاملة وكأن شيئا لم يحصل..
الغراب الكبير: حسنا فعلت، هكذا أريدك لأرضى عليك.. لا اريدك أن تكون معارضا متمردا..
الغراب المتمرد: (بدهاء) لا خير بي إن لم اكن مع اهلي..
الغراب الكبير: (مازحا) هل ملأت معدتك من خيرات المكان، هناك الحبوب وفيرة..
الغراب المتمرد: ما ذهبت طلبا للأكل، ذهبت لاستطلاع المكان كما قلت لك يا سيدي..
الغراب الكبير: هذا أمر حسن…(الى مجاميع الغربان) والآن هيا اعدوا العدة للانقضاض على العصافير ..
(الغربان يخرجون وهم يهتفون بينما الغراب المتمرد ينظر لهم بذهول..)
(موسيقى- اظلام)
المشهد الخامس عشر
المكان: منطقة العصافير
(الحطاب والأرنب الحكيم مع مجاميع العصافير)
الأرنب الحكيم: عليكم الآن مغادرة المكان..
العصفور القائد: الى أين نذهب ايها الأرنب الحكيم..؟
الأرنب الحكيم: اختفوا بعيدا عن الانظارلحين مجيء الغربان..
الحطاب: اليوم سنصطادهم جميعاً ونخلصكم من شرهم..
العصفور القائد: حسناً.. لكن هل أنتم متأكدون أن الخطة ستنجح قبل أن يهدموا أعشاشنا..؟
الحطاب: كن مطمئناً، الآن وبعدما نصبنا الشباك سيكون كل شيء على ما يرام.. قد يخربون عشا أو اثنين لكنهم لن يتمكنوا من كل الاعشاش قبل أن تنزل عليهم شباكنا..
العصفور الصغير: أخشى ان يكون صديقي بينهم..
العصفور القائد: (مستغربا) أي صديق هذا…؟ هل صادقت غراب..؟
العصفور الصغير: غراب لكنه يختلف عنهم تماما..
العصفور القائد: مهما يكن سيبقى غرابا..
الحطاب: لا بأس عليك ايها العصفور القائد، نحن نعرف ذاك الغراب اخبرتنا صديقتنا الشجرة الطيبة عنه.. هو لا يشكل خطرا علينا..
العصفور القائد: بعد كل ما فعلوه بنا هل تثقون بغراب..؟
الأرنب الحكيم: وجوده سيعزز من خطتنا، جميل أن يخرج من بين الأشرار فردا طيبا..
الحطاب: والآن، كل منا عرف دوره في الخطة..
العصفور الصغير: ولا تنسون الاصدقاء في هذه القاعة (يشير الى جمهور المسرح من الأطفال) سيكونون معنا…ماذا تقولون يا اصدقائي، هل أنتم معنا…ها..لم اسمع صوتكم…هل أنتم معنا….نعم..نعم.. شكرا لكم..علينا جميعا أن نتعاون لطرد الأشرار..
الأرنب الحكيم: وأنت ايها العصفور الصغير الذكي..
العصفور الصغير: (مقاطعا) ها…هل سمعتم الأرنب الحكيم، يصفني بالذكي…أنا ذكي (يرقص) أنا ذكي…ذكي…ذكي..
الأرنب الحكيم: دعني أكمل جملتي..اترك الرقص واسمعني سيكون لك وقت للمرح..
العصفور الصغير: كلي آذان صاغية لك أيها الأرنب الحكيم..
الأرنب الحكيم: أنت ستذهب بعيدا حيث صديقتك الشجرة الطيبة..
العصفور الصغير: وهل تريدون أن تحرمونني من فرصة الدفاع عن أعشاشي..ورؤية الأشرار وهم يسقطون في قبضتنا..؟
الحطاب: اسمع ايها العصفور الصغير، نحن لا نريد ان نحرمك من أي شيء، فقط نريدك أن تكون بعيدا عن هذا المكان..
العصفور الصغير: اذا كانت هذه رغبتكم وأجمعتم عليها فلا بد من الابتعاد عن المكان..ساذهب لصديقتي الشجرة الطيبة لكي اتعلم منها اليوم شيئا جديدا.. الى اللقاء..
(يذهب العصفور الصغير)
الأرنب الحكيم: والآن علينا أن نختفي وننتظر.
(موسيقى- اظلام)
المشهد السادس عشر
المكان: بالقرب من الشجرة الطيبة
(الشجرة الطيبة تنتظر مقدم العصفور الصغير)
الشجرة الطيبة: لقد تأخر كثيرا صديقي العصفور الصغير..يا الله لماذا تأخر، آه لو كان لي قدمان لبحثت عنه..(تلفت يمينا وشمالا) لقد تأخر كثيرا..اين انت يا صديقي، هل التقى بالغراب المسكين، هل تحدث معه.. انا قلقة عليه يا اصدقائي.. (مع جمهور المسرح من الاطفال) ساعدوني ما الذي افعله..العصفور الصغير، صديقنا، تأخر.. لم يأت..
(من بعيد يظهر العصفور الصغير)
الشجرة الطيبة: (بفرح) يـــاه…ها هوذا قادم… صديقي العصفور الصغير جاء..
العصفور الصغير: (يقترب منها) لم أعد عصفورا صغيرا يا صديقتي الشجرة الطيبة.. صرت كبيرا..
الشجرة الطيبة: مرحى بمقدمك يا صديقي..نعم، أنت كبير بعقلك.. والآن اخبرني، ما الذي حدث..؟ هل التقى بك الغراب المسكين..؟
العصفور الصغير: نعم ..نعم ، جاءني.. واعجبني لونه الاسود..
الشجرة الطيبة: لكنه مستاء من لونه..
العصفور الصغير: يريد ريشا ملونا، طلب مني ان ابدل لونه..
الشجرة الطيبة: (ضاحكة) كل واحد منا يريد ان يغير لونه لكن هذا الامر ليس بأيدينا فقد خلق الله تعالى كل مخلوق بشكل مختلف..
العصفور الصغير: لماذا لا تكون ألواننا متشابهة..؟
الشجرة الطيبة: هذا هو التنوع يا صديقي، الحياة لا تكون جميلة الا بهذا التنوع، لهذا حين نجتمع معا سنشكل لوحة جميلة متعددة الألوان..
العصفور الصغير: ماذا لو أراد أحدنا تغيير لونه..؟
الشجرة الطيبة: لا يمكن أن يحصل ذلك، لا تستطيع أنت ولا استطيع أنا أن نغير لونينا، لكننا نستطيع أن نغير ما بأنفسنا، أن نكون متعاونين محبين للآخرين..نعمل الخير من أجل الجميع..
العصفور الصغير: نعم، نعم..كل الألوان جميلة واذا ما اجتمعنا سنشكل لوحة رائعة..
(يقترب الغراب المتمرد منهما)
الغراب المتمرد: (لاهثا) يا اصدقاء ..يا اصدقاء..
الشجرة الطيبة: ما بك ايها الغراب..أراك جئت لاهثا..؟
الغراب المتمرد: الغربان سيهجمون على الاعشاش الآن..
العصفور الصغير: (بخوف) مـــــاذا…؟!
الغراب المتمرد: تحركوا ..تحركوا قبل قليل وهم يقولون أن هجمتهم هذه ستكون اشد قوة..
الشجرة الطيبة: يا صديقي العصفور اذهب الى العصافير وحذرهم..
العصفور الصغير: حسنا..حسنا أنا ذاهب..
الغراب المتمرد: خذني معك يا صديقي العصفور..
العصفور الصغير: هيا..هيا بنا لنسرع..
(يذهبان )
الشجرة الطيبة: أرأيتم يا أصدقائي أن الفرد يمكن أن يتغير اذا كان يمتلك ارادة التغيير وأن الشر مهما استطال فأن يوم نهايته قريبة..
(موسيقى- اظلام)
المشهد السابع عشر
المكان: بالقرب من أعشاش العصافير
(الهدوء يعم المكان، الجميع يختفون خلف الاشجار، يقترب العصفور الصغير ومعه الغراب المتمرد)
العصفور الصغير: (مناديا) لقد جاءوا…لقد جاءوا…خطر…خطر….خطر..!
الغراب المتمرد: احذروا يا اصدقائي، الغربان قادمون..
الحطاب: (يخرج من خلف الشجرة) هل حقا ما تقولون..؟
الغراب المتمرد: الغربان سيهجمون على اعشاش العصافير..هم الآن في طريقهم الى هنا، جئنا نحذركم..
العصفور الصغير: صديقي الغراب رآهم وهم يتجهون نحونا..
الغراب المتمرد: سمعتهم يقولون أنها هجمتهم الأخيرة..احذروا يا اصدقاء..
الأرنب الحكيم: (من بعيد) حسنا يا اصدقاء، كل شيء على ما يرام اعددنا خطة جيدة للايقاع بهم ولا يستطيعون تنفيذ شرهم..تعالوا هنا، اختفوا خلف الاشجار..لا وقت لدينا..
العصفور الصغير: هيا بنا نختفي..
(يختفي الجميع خلف الاشجار)
(تصل مجموعة من الغربان، الغراب الكبير يتفحص المكان)
الغراب الكبير: ما هذا، لا أحد هنا..كيف يقول ذاك الغراب أن العصافير غافية في أعشاشها..
غراب/1: المهم يا كبير جئنا لكي نستحوذ على المكان..
الغراب الكبير: هيا ايها الغربان الشجعان..قوموا بعملكم، خربوا كل شيء ..
(الغربان يتحركون بشكل عشوائي لتخريب الاعشاش، فيما يقوم الحطاب والأرنب الحكيم باسقاط الشباك عليها وتصطادهم)
الغراب الكبير: (من تحت الشباك مندهشا) لقد اصطادونا..اخرجوا..هيا اخرجوا منها ايها الغربان..
غراب/2: لا نستطيع الخروج لقد علقنا..اجنحتنا مقيدة..
غراب/3: ما العمل ايها الغراب الكبير، اخرجنا من هنا..
الغراب الكبير: مزقوا الشباك بمناقيركم..
غراب/1: لا نستطيع ..لا نستطيع..
غراب/2: اخرجنا ايها الغراب الكبير..
الغراب الكبير/ كيف استطيع اخراجكم، انا عالق مثلكم ايضا..
غراب/3: أنت من تقودنا وعليك تخليصنا..
الغراب الكبير: لم اضع في الحسبان هذه المصيدة..
غراب/2: ستأتي العصافير وترانا..
(يخرج الجميع من خلف الاشجار، الحطاب والارنب الحكيم والعصفور الصغير والغراب المتمرد)
الارنب الحكيم: (الى الغراب الكبير هازئا) هيا خلصهم ايها الغراب، ألم تكن أنت كبيرهم الذي علمهم الشر..خلصهم الآن..
الحطاب: لا تستطيعون الخلاص، لقد سقطتم في شركم أيها الغربان الأشرار..
العصفور الصغير: (فرحاً) هيـــه هيـــــه.. لقد نجحنا..لقد نجحنا..
الغراب الكبير: خلصونا من هذه الشباك وسنعدكم أننا لن نكررها ثانية..
الأرنب الحكيم: لن نخلصكم منها ابداً ..
الغراب الكبير: لكننا لم نفعل ما يؤذيك أيها الأرنب..
الأرنب الحكيم: لكنكم آذيتم اصدقائي..خربتم اعشاش العصافير..
غراب/1: لقد غرر بنا.. ما كنا لنقوم بهذا الفعل لولا الغراب الكبير..
الغراب الكبير: اصمت ايها الغراب اللعين، من غرر بكم..؟ أنـــا..؟
غراب/2: نعم أنت…أنت من غرر بنا، أنت من كنت تقودنا الى الشر..
الغراب الكبير: لماذا كنتم تسيرون خلفي..؟ أليست لديكم عقول تفكر..
الغراب المتمرد: ألم اقل لكم من قبل ان الشر يؤدي الى الهاوية..خذوا جزاءكم..
الغراب الكبير: أنت من خاننا وأوقعنا بهذه المصيدة..
الغراب المتمرد: ليست خيانة، ما قمت به هو عمل خير ضد الشر..
الأرنب الكبير: اسمع أيها الغراب، لم يكن هذا الغراب الوفي الا واحدا منا، تعاوننا جميعا أوقعكم في هذه الشباك..
(تدخل مجموعة العصافير وهي ترى الغربان في المصيدة)
العصفور القائد: احسنتم يا اصدقاء..احسنتم لولاكم لكنا الان مهجرين مشردين..
الحطاب: الآن وقد تخلصتم من الشر عليكم البدء من جديد بحياة سعيدة هانئة بلا أي تهديد او تهجير وتشريد..
مجموعة العصافير: شكرا لكم ايها الأصدقاء…شكرا لكم.
(مجموعة العصافير تغني متراقصة)
الليل مهما طال
لا بد من نهار
ونبني من جديد
ما خرّب الأشرار
في الغابة السعيدة
في غابة الأحلام
الكل اوفياء
بالحب والسلام
والليل مهما طال
لا بد من نهار
( اظلام/ستار)
البصرة/ 2016
اترك تعليقا