لم يزدني دهشة
العائم في الغيم ، يفردُ شراعاً من ضباب
يعكس وجه نجمٍ بعيدٍ
وأرامل منزويات في غرفٍ سود..
ما زال يعومُ وما بينَ عينيهِ أملٌ
مرّةً سألتهُ عن سرِّ احتفاء الياسمين بطلعتهِ
واحتقان وجوه الضفادع.
لم يزدني دهشةً وهو يولّي وجهَهُ
نافذاً عبر سرابات الذاكرة..
صرتُ أراهُ في الحلمِ … ويراني
لم يغب ليلةً ..
يعرفُ انّ كلابَ مدينتنا ما هزّت ذيولاً لغيره..
قلتُ: لأجربن حظي وأمسك أذيال الغيوم
فكانت تهربُ من بين يديّ ، تاركةً بياضاتها على راحتي
بياضات كتلك التي كشفت الريح
فانفلق الضوء من مساماتها.
تبعثُ في الجسدِ شهوةَ البوحِ ومتعة الإكتشاف
اكتشفت أن (لا أحد، قبل الأوان) شاهدةٌ صغرى
وأن (مخابئ) تشير إليّ
تلمستُ دربي بأصابع تشتعل بياضاً
رأيتك ، على ضفة النهر، تمسك الوقت
وتبصقُ في وجه الماء.
منذ متى تحفرُ في الماءِ قبوراً ؟!
تشبعُ رغبتك في دغدغة الموج
تنبتُ فيها أصابعك ووجهك القزحي
كم قبراً حملته الغيوم
من تلك الأصابع ؟
أشك أنك تحصي انتصاراتك
في مرايا الماء..
لم ترني.
رأيتكَ في زيِّ الحرب
تفتحُ باباً أخرى ..
من آتونها تطعم عيالك ..
في سوح الموت الذي أجّلكَ كثيراً ..
كانَ رأسك عالياً..
عالياً جداً .
لكنك رجعت ، ثانيةً ، محني الظهر..
جبهتكَ رأسُ حذاءٍ..
أيّةُ هزيمة باغتتكَ في عيادة الطبيب
في دكاكين السوق ؟
تحملُ شهادةَ فقر الدم ،
وشهادةَ فقر الحال!
اطوِ أوراقكَ يا شاعر ، لا تغرنّكَ القصائد ،
فالصيدليات لا تستقبل الشعر!
اترك تعليقا