سيدة الصبر
لم نكنْ هكذا قبلَ أربعينَ عاماً..
لكنكِ مازلتِ تحتفظينَ ببهائِك.
يا سيدة الصبرِ.
أعرفُ أني لم أكنْ جديراً بالتحملِ مثلك..
ولم أحققْ لكِ في زمنٍ مضى،
الا مزيداً من الأنتظار.
لكنني أقرّ بأنّكِ أكثر صبراً مني.
طويتِ السنواتِ العجافَ بصبركِ وعنفوانكِ،
حملتِ على كتفيكِ وزرَ الحصارِ!
وتمسكتِ بعشّنا الصغير..
أعرفُ كلّ ذلك، واستعيدهُ لحظةً بلحظةٍ..
تشهدُ على ذلك كاميرتي الروسية الصنع،
وأصباغُ السكرين..
والأثوابُ التي تخيطينها حتى الفجر..
تشهدُ على ذلك كتبي،
وأنتِ تخبئينها يوم هروبي الثاني عام ٢٠٠٦
أعرفُ أنكِ تسخرينَ يومذاك منها،
لأنها لم تأتِ لكِ بالعافية.
لكنكِ تجدينَ جنوني بها.
اليوم، وبعدَ أربعين شوطاً..
مازلتِ تتربعينَ في قلبي، ملكةً للصبرِ والوفاء.
لا تدانيكِ كلّ ملكاتِ العالمِ ووصيفاتهنّ..
وحدكِ أنتِ..
الملكة.
——
٢٢ تموز ٢٠١٩ لبنان-صور
اترك تعليقا