مسرحيات العامري بين الكاروك والتابوت – نصوص – حيدر الاسدي
يقول الكاتب المسرحي البصري عبد الكريم العامري في احد اللقاءات الصحفية بانه في بداياته بقضاء الفاو ” احب السياب وادغار الن بو ورامبو” حيث ان هؤلاء من الكتاب الذين استخدموا الرموز بصورة واضحة في كتاباتهم وربما يعود التأثير الاول لاستخدامات العامري الرمزية الى تأثره بهؤلاء الكتاب من خلال كتابة مسرحيته كاروك احدى مسرحيات عبد الكريم العامري التي تضج بالوجع العراقي، رغم اننا عرفنا العامري شاعرا وهذا ما قد يلاحظ تاثيراته على هذه المسرحية كون ايقاع النص ومفرداته كلها جاءت بلغة شعرية،وشعرية عالية، ولكنها حافظت على الحدث الدرامي وتصاعده ولم تهيمن الجزالة اللغوية والمفردة الشعرية على الفعل في النص،ولان زمن كتابة النص، هو زمن تهيمن فيه سلطة قمعية تقبع الحريات وحرية الراي فكان لزاماً على المؤلف العامري ان يتخذ الرموز ،وسيلة لايصال المعاني التي اراد توصيلها للمتلقي، فبدأت الرمزية منذ عتبة النص (العنوان ) فمفردة كاروك تشير الى مهد الولادة يعني (الحياة) والفرح وبداية المنطلق في الطريق ولكن كيف اذا كان هذا الكاروك مصنوعاً من خشب التابوت،هنا يختلط مفهوم الموت والحياة ويتزاوجا معا في علاقة جدلية اراد الكاتب ان يعبر عنها بلغة ترمز الى ان الانسان العراقي يولد بمستقبل ميت في تلك الفترات ، حيث ان مفهومي (التابوت) و(الكاروك)يحملا التناقض في المعنى فالاول يوحي للموت (والنهاية) والثاني يوحي للولادة (وبداية الحياة) فكيف اذ ما تداخلا وكانا هما منطلق بداية الفرد عبر الصرخة الاولى لهذا الفرد.حيث ان علماء الدلالة يولون العنوان اهتماما ويعدوه بانه نظاماً سيمائيا ذا ابعاد دلالية ورمزية،كما يشير لذلك بسام قطوس في كتابه(سيماء العنوان) فان هذا العنوان (كاروك) يوقظ ما يمتلكه المتلقي من مخزون معرفي واجتماعي حول الموضوع ومع هذا يبدا فعل تأويل العنوان يقول ((الابن : يا خشبا يتناثر كالثلج ،من أي بقاع قطعتك الايدي…؟)) وكذلك في حوار اخر الابن :يا خشبا كن تابوتاً ))(( كن حطبا ،لعباً ،كن موتا في زي حياة !)) ما يمكن تاشيره في نص كاروك ان المفردات التي تدل على اشياء حسية مدركة في الواقع كانت تحمل رمزية سياسية ،ففي حوار الابن الذي يبداه بنداء الى (الخشب) يرمز هذا الى ان المنادى مجهول الهوية بدلالة “من أي بقاع قطعتك الايدي” هذه الهوية المجهولة…تمثل رمز السلطة الفاسدة انذاك، الذي لا يحمل هوية(الانسان)وهو بحق يمثل الموت بزي حياة كما يقول الابن في حواره.وتقول المراة : ((من هذا الكاروك ستحبو يا ولدي….تكبر كالشجر النابت في الارض ارضعك الصبر… الصبر المنقوع بنار التنور… ارضعك الغيرة ..كي تبقى عيناك تحرس هذي الدار…يا ولدي:الارض شيلة امك فاحفظ شرف الارض))لو احصينا المفردات التي تدل على البؤس والمعاناة لراينا ان المسرحية تمثل حزن داخلي متهجم على الواقع،حتى المفردات التي في ظاهرها رؤية نحو التمجيد ،فهي تهكم ساخر يبرزه المؤلف كما في حوار المراة ، تهكم واضح على رجال السياسية بذلك الوقت الذين يشبهون (الارض/الوطن) بشرف الانسان الجندي وتحت يافطة هذه المقولات الكبيرة التي يرفضون معارضتها يجبرونه للسير نحو حتف مجهول،وفي حوار المراة تقول لطفلها المنتظر بانها سترضعه ( الصبر) والطبيعي والمنطقي ان الام ترضع وليدها (الحليب) ولكن الفرد العراقي انذاك كان يحتاج(الصبر) حتى يكمل المسير كانسان ليكبر كالشجر النابت في الارض هذه الارض هي (الوطن) وما فعلت الام ذلك الا لكي (تبقى عيناك تحرس هذي الدار) الدار التي ترمز الى الوطن.اية حياة هذه التي يولد الطفل فيها ليجهز للمقاتلة؟ اليست هذا تهكم واضح من المؤلف فالام بالفطرة لا تربي وليدها ليموت بل لتراه ينمو امامها بزهو واشراق،وهنا تشكل مفردة( ارضعك الصبر) تشابه لغوي جميل من حيث (الصبر) الذي هو صفة للانسان الذي يتحمل، و(الصبر) المادة التي تستخدمها الامهات لفطم الوليد من تناول الحليب بعد السنتين الاولى من عمره،هذا التشابه ينحو لمعنى ان الام لا ترضع وليدها الحليب بل ترضعه تلك المادة منذ بداية عمره ليكون رجلا منذ الولادة…!يستطيع ان يحمي هذه الارض.يقول ((الابن : ما كنا ندافع عن وطن حسب ..كنا نشد الروح على فوهة المدفع…كي يبقى هذا الكاروك معافى )) لابد ان ناتي بحوار لاحق من المسرحية حتى نفهم سياق ورمزية كلمة (وطن) التي جاءت بحوار الابن حيث يقول العامري في احداث متقدمة من المسرحية حيث قال عن الوطن( اما كان عليه ان يعدل) ، أي يعود فيما كان عليه من تسلط وعنجهية ، هذا الوطن الذي جاء نكرة بدون (الـ) كان يختزله راس السلطة لنفسه في ذلك الوقت،فاذا قيل الوطن قالوا (هو) وتبرير الابن بان الدفاع لم ياتي عن رمز السلطة وحسب بل عن هذا (الكاروك/رمز حياتنا ووطننا الحقيقي) .ويصف مجهولية قدوم هذا الرمز المتسلط بالمدخل للمسرحية : ((وجئت كذئب هوى من سحاب…تزوغ طريداً…غريباً بكفيك يجثو اليباب)) فقدوم غريب الجذور هذا !القى بظلاله على الانسان العراقي فبكفيه يجثو اليباب وفعلا عانى الانسان العراقي الحصار والقحط على يديه ،ان العامري وعبر ثنائيتي (ألحياة،والموت) التي سايرت الفعل المسرحي على طول الاحداث كان يرمي الى ان الفرد العراقي يعيش حياة قلقة ممزوجة بموت لصيق عبر اللحظة،كل هذه تاتى بفعل الحروب اليومية،مع البلدان،ومع السلطة نفسها،وكان الكاتب احد ضحايا تلك السلطة،والتمس هذا الامر جيداً،وعبر هذه المعادلة يمكن تفسير المعنى الرمزي للكاروك كمهد وكتابوت .الكاروك (كمهد ) الابن: ( ندخلها بصراخ يهتك لب القلب ) والكاروك (كتابوت) الابن : (نخرج منها بصراخ اخر مطعون).هذه الثنائية،التي تتشكل عبر الدخول والخروج،تمثل المصير الانساني للفرد العراقي،في ظل اتون الحرب اليومية التي يقاد لها،فيدخل لهذه الحياة ولا يرى منها سوى الحرب،حتى يخرج منها بوصف الصراخ رمز الحروب،فالصراخ اعمى لا يفضي لصيغ تفاهم كما الحرب كذلك .وكذلك نرى الابن ينتقد هذه الوضعية ،الحرب وماسيها ويطالب بثورة حيث يقول : ((الابن : هل قدر للمرء ان يبقى طريداً طول العمر يخشى من ظل يتبعه او صوت يمنحه الياس…؟النجار : ( صارخا به ) اجننت…؟ من اجل تخاريف تصرخ الابن : (يشير الى صورة جده المعلقة )-ذاك المكوار الشاخص في الحائط هل كان تخاريف …؟)).الظل الذي يتبعهم هنا يرمز الى رجالات السلطة،التي ما كانت تنفك تلاحق كل فرد عراقي من اجل كسب ولائه للسلطة وسوقه للحرب،ولكن الاب (النجار) كان يرى ان هذا التمرد مجرد تخاريف لا جدوى منه..فياتي الرد من الابن بان (المكوار) المعلق على الحائط هو حقيقة وليس وهم،وهنا بصراحة اشارة الى صورة جده رامزا لها بالمكوار ، والمكوار هو منذ سنوات صار رمزا للتحرر والثورة لانه رمز ثورة العشرين التي قادها العراقيون وصورة الجد هنا هو ماضي تلك الثورة والتي يراها الابن بانها حقيقة وليست تخاريف.وممكن تعاد،وهذا ليس صعباً كما يرى الابن.ولكن ياتي الرد المهزوم من النجار (الاب) (النجار: تلك جذور تمنحنا الزهو يا ولدي….الابن : صرنا مثل شظايا لا تعرف باي مكان تسقط!)ما يمكن تأشيره على نص كاروك كثرة المسكوت عنه،والتي غالبا ما يعبر عنه الكاتب بعلامات الترقيم والفراغات (……..) او (….؟) او (..!) وهذا يدلل على ان ثمة كلام موجود حذف لضرورة ما ،وهو يدلل على ان هذا الكلام من المسكوت عنه ،بفعل الضغط السلطوي في فترة كتابة النص.ولكن يفهم من هذه الفراغات ان ثمة اقوال يتورع المؤلف عن قوله لاسباب سياسية وجمالية كذلك،وتعبير الابن بقوله( صرنا مثل شظايا لا تعرف باي مكان تسقط) يدل على ان الرامي لنا (واحد) حيث المعروف ان الشظية تطلق من فوهة معلومة تتوزع وتتقسم وتتشظى عند السقوط، وهنا الرامي هو (المركز/السلطة القمعية/القائد الاوحد) الذي شظى الشعب الى امكنة مجهولة لا يعرفون حتى هم الامكنة التي يسقطون عليها أي تحولت امكنتهم الى لا مستقرة،مجهولة البعد والمستقبل،حيث ان الشظية لا يعرف اين ستسقط باي بقعة،وهذا حال الفرد العراقي.وكذلك الرامي حينما يلقي تلك الشظايا المتناثرة التي هم الافراد حسب قول الابن،فان تلك الشظايا ستذهب ازاء اجساد اخرى،وتستقر بها،وهو ما يمكن فرزه من استخدام السلطة القمعية للفرد العراقي كوقود للحروب،مع البلدان الاخرى.وكما هو معروف ان الشظية لن تستعيد وضعيتها قبل التشظي،وهي رؤية لانكسار الفرد العراقي ازاء النكبات التي مرت به.وشخصية المجنون التي اعتمدها المؤلف كقناع رمزي في مسرحية كاروك تدل بوضوح على استخدام المجنون للانفتاح على حرية التعبير،حيث يقول المجنون((المجنون : كم عيد مر ولم تأت الطفلة ..كم عيد مر ولم تأت نور!))ويقول المعلم ((يا فرح الحي بهذا الطفل ..صام الحي طويلاً)) ان اسم الوليدة المنتظرة ( نور) لم يأتي اعتباطاً من قبل المؤلف ،بل انه كمسمى للشخص المنتظر يرمز الى (التحرر،والحياة القادمة ) وهو رمز يتعارض مع الظلمات وهو رمز التصاعد، والاستنارة ورمز انتصار،وهو رمز للحياة، وهذا ما تحدث عنه فيلب سيرنج في كتابه عن الرموز في الاديان والفن والحياة،وكذلك تحدث شيلنج عن ( النور المنقذ) واشار الى انه ( ان يظهر في الطبيعة شخص منقذ مشابه لمسيح التاريخ) كما ان سيرنج يذهب الى ان ((طقوس الولادة والموت غالبا ما تعمق رمزية الوطن)) وهذا القول يتماثل مع تحليلنا لعلاقة الوليد المنتظر بالكاروك والوطن.ويمكن الذهاب اليه كدليل لرمزية المولودة(نور) في حوار المجنون التالي..المجنون: يسالني الشارع عنها))والشارع جماد لا يسال، والتعبير هنا جاء للدلالة على سؤال الراي العام (الناس برمتهم) عن موعد التغيير،من الظلام نحو الحياة الجديدة التي كان يرنوا لها الجميع في قرارة انفسهم،ويقول المجنون:(( المجنون : كيف يكون البيت الامن قبرا يجمع اهل البيت …؟)) كما يقول المجنون : ((ما نفع السقف اذ لم يحمي اهل الدار )).نعرف ان رب الاسرة يعبر عنه بالخيمة لاهل الدار والسقف الذي يظلل على ابنائه،وهو ما كان يطلقه رجال السلطة انذاك على الرمز الاوحد للسلطة،بانه خيمة العراق والعراقيين،وهو تهكم واضح من المؤلف الذي يقول ( ما فائدة السقف اذ لم يحمي اهل الدار) دلالة على عدم نفعية الحاكم لابناء اسرته.ويقول المجنون كذلك : ((أي جنون هذا والموت على الابواب …يطرق بابا بابا يتركهم مثل اللحم المثروم )).يدل على عنجهية رجالات السلطة،وهم يطرقون الابواب ليقتادوا الشباب عنوة لحتفهم المحتوم في الجبهات،ويمكن ادراك هذا الامر عبر الازمنة التي مضت والتي شاهدنا كيف يقتاد الشباب عنوة في دور سكناهم الامنة ليشاركوا في الحروب،وهو يدل على ان الموت دخل كل الابواب العراقية،ففي فترة ما كان في كل بيت ثمة شهيد ملفع بالعلم العراقي!ويقول كذلك المجنون :((من يغفر للايدي وهي تميت الابناء!))ص98 . هذا انتقاد واضح وصريح لايدي السلطة التي تقتاد الابناء للموت المؤكد.وشخصية المجنون تاتي كبعد يدل على عدم قبول الواقع وعلى الكشف والرفض والتمرد كما يذهب لذلك جبران خليل جبران في كتابه(المجنون) فمجنون العامري رافض للوضع القائم انذاك :كيف يكون البيت الامن قبرا يجمع اهل البيت ..((ما نفع السقف اذ لم يحمي اهل الدار ))ويقول في حوار اخر :((أي جنون هذا والموت على الابواب …يطرق بابا بابا يتركهم مثل اللحم المثروم)) يستخدم المؤلف رمز الغراب بما يحمل من تشاؤمية واضحة وسوداوية بالنسبة لرؤية الانسان العراقي عليه لكي يكون رمزا لاعلى رمز في السلطة القمعية وذلك على لسان الابن الابن : أي غراب حط على راس الدنيا فازدادت شؤمنا)) وبالعودة الى المشهد الاستهلالي في النص المسرحي الذي جاء فيه الحوار التالي :(وراح الغراب يدق البيوتات دون اكتراث))يدلل ما ذهبنا اليه الى ان هذا الغراب الشؤم هو رمز قائد الموت ، والقمع الذي اراد تعريته الكاتب بتشبيهه بهذا الطائر الشؤوم. لانه ازاد الشؤم على العراقيين حينما جاء ليدق البيوتات دون اكتراث. فالغراب رمز التشاؤم بوصفه طيراً جالباً للنحس كما في قصتي النبي نوح وقصة هابيل وقابيل،حتى ان الاغريق ماكانوا يسمحون للغربان بان تحط فوق المعابد لانهم يرون بان هذا فال سيء كما انهم يرون ان هبوط الغراب على المنازل هو نذير بموت احد ساكني ذلك المنزل،وقال كمال الدين الدميري في كتابه(حياة الحياة) بان العرب اشتقت من لفظه الغربة والاغتراب والغريب.ويقول المجنون : (قل للسقف ارفع ثقلك عن تلك الاجساد )).
ان السقف جماد،لا يسمع من يناديه ،ولا يملك ارادة نفسه،وهو تشبيه بانسانية رمز السلطة (المتحجر) انسانياً،والذي رمى بثقله المتحجر وظلمه على كواهل الناس ويقول النجار:((النجار: (يمسك الكاروك) :نحارب يا ولدي من اجل هذا الا يستحق منا الدماء….؟)).هنا تتجلى فاعلية التغيير في رؤية النجار،نحو الايمان بالحياة،والوطن،او ان النجار اراد ان يفرز ما بين من اختزل الوطن بشخصه وما بين الوطن كملك لابنائه، او ان النجار اراد ان يقول اننا نحارب من اجل مستقبل(ميت) صنع من اخشاب التابوت كل تلك الاحتمالات واردة على لسان النجار.ويقول المجنون ((اغلقوا الابواب لا تنظروا الى السقف الموت يأتيكم من سقف الدار)).فخيمة الدار وسقف الابناء رمز الدولة(الذي اختزل الوطن بشخصه) صار منه ياتي الموت.ويضيف المجنون :لكني ابكي ضعفي ما كان بيدي رد الصاروخ)).المجنون هنا لا ينتقد نفسه فحسب بل كل اولئك الضعفاء الذي لم يكن بمقدورهم رد السلطة التي تقودهم للموت،هذا الموت الذي ياتي كالصاروخ سريعا لا يستطيع رده الانسان وحيداً،فهو كما تهاوى على اسرة المجنون تهاوى على الاف غيره،لم يكن بمقدورهم رد ذلك الصاروخ الموجه بقصدية.يقول الابن :تبا لخفافيش الليل لن يلحق بالكاروك اذى فالكاروك هنا في هذا الصدر)).هنا الخفافيش يرمز بها على رجالات السلطة وطرقهم الملتوية في ايذاء الانسان العراقي.وكذلك ثمة حوار يدين هؤلاء ويؤكد بانهم سبب موت ابنة المجنو (نور) حيث يقول:((يا عار خفافيش الليل… التراب يكفنها..تراب السقف)) ويقول النجار: ((قد هياتك ليوم جاء ستترك صمتك)).
فالكاروك يؤكد مرة اخرى رمزيته للحياة ضد الظلم والظلاميين.حيث ياتي يوم يترك الصمت ويشق جدار الضعف بانتفاضة الانسان كما يتضح من الحوار السابق.ولكن تتولد الرؤية التشاؤمية في نهاية المسرحية وهي رؤية خاصة بمنظور المؤلف لطبيعة الفرد والمجتمع حيث يأتي الحلم القادم المنتظر ميتاً .وانا اراه جاء في غيبوبة وليس ميتاً بدلالة نكران الام لهذا الموت التشاؤمي فالكاروك (الوطن) لا زال نظيفا خيرا ابيضا يتمتع برجالاته التي يوماً ما ستحييه.((لقد مات طفلك مريم!الام : لا لم يمت فكاروكه ابيض كالجناح)).
وكما يقول شيخ المتصوفين محي الدين بن عربي”الشجرة هي الانسان الكامل” ولان المادة التي ينشأ منها تواليا التابوت والكاروك هي ( الخشب) فالمعنى يتجه الى الانسنة بوصف الكاروك حياة الانسان عبر شقي الالم والامل،الالم يتمثل بالتابوت والامل يتمثل بالكاروك كمهد.
اترك تعليقا