أبناء الله
أيها التأريخ، اكتب:
انهم فتية آمنوا بوطنهم،
فازدادوا حبّاً.
أحلامهم واحدة،
وأفعالهم تملأ شاشات التلفاز.
وقفوا بصدورٍ عارية، عامرة بالحب،
تحت نصب الحرية.
بينما خفافيش الظلام/القنّاصون،
يرشقونهم بالرصاص!
أيها التأريخ، اكتب:
ان جسر الجمهورية،
صارَ غابة أجساد تتوق للحريّة.
وكل المدن المجبولة على ضيم،
تصرخ بصوت واحد:
“نريد وطناً”.
أيها التأريخ، اكتب:
أنّ الأحرار غيّروا الأسماء، كل الأسماء.
وصار “المطعم التركي” مسلةً للنصر،
وجنائن مزدانة بالشباب.
وغدت كل الشوارع مزامير فرح قادم.
أيها التأريخ،اكتب:
أن عراق اكتوبر تحلّق في فضاءاته
أرواح غرّة،
هم أبناء الله، وأحباؤه.
اكتب سِفر العراقيين وهم يشرّعون أبواب مستقبلهم.
يتغنّون بفجرٍ آتٍ.
أيها التأريخ، اكتب:
أن سارة وحسين وصفاء واخوانهم،
ما زالوا في الساحات.
لم يخذلوا الثائرين، ولم يستطع القتلة إبعادهم عنّا.
اكتب أيها التأريخ:
أن وطناً فاقَ من غيبوبته،
اسمه العراق.
——-
البصرة/ساحة الاعتصام/٣٠ اكتوبر ٢٠١٩
اترك تعليقا