ليس هناك مرة قادمة!

تحية الى رجال الاطفاء في عيدهم !

الشخوص:

المرأة

الرجل

رجل الاطفاء

مجموعة فريق الاطفاء

طفل1

طفل2

مجموعة من الناس

منزل يحترق، يتجمع الناس، لا أحد قادر على فعل أي شيء.. الرجل يمسك بالمرأة ويخرجها من النار.

المرأة: يا الله، تخرجني عنوة من النار وتركت أولادي في المنزل.

الرجل: أنت تربكينني. تجعلينني لا أستطيع أن اتخذ أيّ قرار.

المرأة: (صارخة به) أين هو قرارك؟ أولادك داخل المنزل، والنار تأكل كل شيء فيه وأنت تقول هذا.

الرجل: ما الذي تريدينني أن أقول لك. هذا ليس وقت الشجار.

المرأة: أقول لك أولادي يحترقون. يا الله. ما الذي أقوله لكي يقتنع.

الرجل: اطمئني. اتصلت بفرق الدفاع المدني وسيأتون.

المرأة: مت يأتون. ستتحول الدار الى رماد. هل ننتظرهم حتى يأتون. أولادي يحترقون وأنت تنتظر. (مستدركة) لا بل تفر بجلدك كأنهم لا يعنونك.

الرجل: لم أفر بجلدي. أنا انقذتك حين أخرجتك من النار.

المرأة: ليتك تركتني هناك احترق مع أولادي.

الرجل: ان كنت خائفة على الأولاد فأنا خائف عليهم أكثر منك.

المرأة: أنت..؟ أنت خائف عليهم. كيف؟ أخبرني كيف؟ بوقوفك هنا وانت تنظر الى منزلنا الذي يحترق. (تركض نحو المنزل بينما يمسكها الرجل)

الرجل: (غاضبا) ما الذي تفعلينه.

المرأة: اترك يدي ودعني اذهب اليهم.

الرجل: هل جننت يا امرأة؟

المرأة: (صارخة باكية) نعم، أنا مجنونة. أرأيت أماً عاقلة وأمامها أولادها يحترقون.

الرجل: قلت لك اصبري. فرق الاطفاء في طريقهم الينا.

المرأة: (ترفع يديها للسماء) يا رب. ارحمنا. بردا وسلاما على أولادي. يا رب. ما الذي أقوله لهذا الرجل الذي لا يهمه أمر أولاده؟

الرجل: ومن قال لك أني لا أهتم لهم.

المرأة: اذن اذهب اليهم واخرجهم قبل أن تلتهمهم النار.

الرجل: أعرف أنهم في الغرفة الخلفية. النار بعيدة عنهم.

المرأة: ستمتد اليهم. ان لم تنقذهم ستباغتهم النار. يا الله (بحيرة) ما الذي فعلته كي تعاقبنا هكذا. يا رب. خفف عنا. النار تستعر في صدري (الى الرجل) هل تسمع؟ هل تسمع صراخهم. اذهب اليهم يا رجل. ان لم تذهب فسأذهب أنا.

(صوت سيارة الاطفاء تقترب منهم، فريق الاطفاء ينزلون ويقومون بواجبهم)

الرجل: ألم أقل لك اصبري؟ ها قد جاءوا.

المرأة: ليتهم يستطيعون اطفاء النار قبل أن تمتد اليهم.

الرجل: يعرفون عملهم جيدا. انهم متدربون جيدا. يعرفون من أين يدخلون وكيف يطفئون النار. عملهم هو انقاذ الأرواح.

المرأة: ليتهم يفعلون.

الرجل: لا شك في هذا . ألم تريهم ؟ أنهم يعملون.

المرأة: هم ايضا أولادي، رجال يضحون باعمارهم لكن قلب الأم اكثركم حرقة.

(المرأة تركض نحو رجل الاطفاء)

المرأة: قل لي أنكم ستنقذونهم. اولادي في الداخل.

رجل الاطفاء: اطمأني يا خالة. أولادك سينجون. كم عددهم؟

المرأة: اثنان. اولادي اثنان!

رجل الاطفاء: الشباب يقومون بالواجب وما هي الا دقائق معدودات وسيكون أولادك معك.

الرجل: هل أدخل مع الشباب؟

رجل الاطفاء: نحن نحرص على حياة المواطن ولا يمكن ان نعرضك للخطر. اذهبا بعيدا عن النار.

المرأة: قلبي لا يطاوعني. اريد أن اراهما.

رجل الاطفاء: لكن وجودك هنا وفي هذا المكان خطر عليك.

المرأة: لست أكثر خطرا منهما. لا يهمني الخطر. فلذتا قلبي في الداخل والنار تستعر في صدري.

رجل الاطفاء: أقدّر ما تشعرين به. أنا ايضا أب واعرف خوف الاباء على ابنائهم.

المرأة: هو ذا الأب (تشير الى الرجل) هل رأيته كأن الأمر لا يعنيه.

الرجل: كيف لا يعنيني. خوفك لا يعادل خوفي أنا.

المرأة: أين هو خوفك؟ لا يبدو عليك أنك خائف مثلي.

الرجل: ما الذي تريدينني أن افعل؟ أنا اقف معك بلا حول ولا قوة. قلت لك لننتظر فريق الدفاع المدني فهم أعرف مني ومنك في مثل هذه الظروف.

رجل الاطفاء: ما يقوله الرجل صحيح. ليس عليك اتخاذ أي قرار في وضع كهذا. كل ما عليك فعله هو اخبارنا بالحادث ونحن نقوم بعملنا. هل ترين أولئك الشباب (يشير الى رجال الاطفاء) انهم يقومون بعملهم.

(احد رجال الاطفاء يجلب الولدين معه، تنظر الام لهما وتركض نحوهما)

الأم: ولداي. ولداي (تحضنهما)

رجل الاطفاء: أرأيت. هم بخير.

الرجل: (الى رجل الاطفاء) الشكر قليل بحقكم.

رجل الاطفاء: هذا واجبنا لا نشكر عليه. وما دام الضرر بالممتلكات فيمكن تعويضه. الحمد لله ان الولدين بخير . اذهب اليهم (يشير الى المرأة والولدين). كونا حذرين في المرة القادمة.

الرجل: (ينظر له مبتسما) لا توجد مرة قادمة. هذه الأولى والأخيرة. سنكون حذرين قدر المستطاع.

انتهت

12 كانون الثاني 2021 البصرة

Share: