طيبة
شخوص المسرحية
- الرجل
- المرأة
- الأول
- الثاني
- الثالث
- رجل1
- رجل2
- صوت
المشهد الأول
سوق، محال مغلقة، بعض الناس يمرون، في وسط المكان وضعت بعض الأواني المنزلية القديمة دون انتظام.. امرأة تنفرد من المارة تقترب من الأواني، تجلس، تقلّبها واحداً فواحد. يمر بقربها رجل، ينظر لها، يقترب منها.
الرجل: ألم تأتِ؟
المرأة: (وهي ترفع قدراً، تنظر له) أسبوع مرّ ولن تأتِ..
الرجل: ألم تسألي عنها؟
المرأة: أسأل من والجميع حائرون بغيابها..
الرجل: لم تغب من قبل، ما الذي جرى لها؟
المرأة: حالي كحالكم، لو كنت أعرف عنها شيئاً لأخبرتك..
الرجل: (حائراً) كل من سألته عنها قال هذا.. لكن، لا بد من سبب لغيابها..
المرأة: أعرف طيبة جيداً، لم تكن تلك عادتها، كانت حتى لو مرضت لا تغادر مكانها في السوق.
الرجل: كأنها ملح وذاب!
المرأة: هي قمر وغاب! آهٍ لو أعرف سبباً لغيابها، أو أعرف وجهتها، قبل أسبوع كنت هنا معها. لم تقل شيئاً، ولم أر ما يزعجها.. (تصمت قليلا) وأنت، ما الذي يجعلك تسأل عنها، ما شأنك أنت؟ لماذا تهتم بها…؟ (تقف، تحدّق به)
الرجل: (يشعر بالإحراج)
المرأة: هل لك يد بغيابها؟
الرجل: (متلعثما) أنا.. أنا.. أعوذ بالله، (يهزّ رأسه سلباً) لا.. لا علاقة لي بغيابها..
المرأة: (ما زالت تحدّق فيه) لأنك سألتني عن سبب غيابها.. (تصمت قليلا) لماذا أنت مهتم بذلك؟
الرجل: بصراحة.. بصراحة كن أبحث عنها كي أعتذر لها..
المرأة: (مستغربة) تعتذر لها؟ لماذا…؟ ما الذي فعلته كي تعتذر منها…؟
الرجل: (بخجل) لأني تحدثت عنها بسوء مع بعض الأصدقاء.. (بصوت أعلى) لكن والله ما كنت أقصد شيئاً.. كلمة خرجت من لساني ولا أعرف كيف..
المرأة: (ما زالت باستغرابها) ومن أنت كي تعكّر صفو حياتها…؟ من يجرؤ على التحدث عن طيبة بسوء.. (بعصبية) قل لي، ما الذي قلته عنها؟
الرجل: (صامتا وهو ينكّس رأسه)
المرأة: (بصوت عال) قل لي، ما الذي يجبرك على الاعتذار منها ما دمت قد تحدّثت عنها بسوء؟
الرجل: (دون أن يرفع رأسه) رأيتها…!
المرأة: (تمسكه بيديها) أين…؟ أين رأيتها؟
الرجل: (بألم) عاتبتني على ما قلته وكأنها سمعت قولي..
المرأة: (بعصبية وهي تهزّه) متى حدث هذا؟
الرجل: (بعد صمت) البارحة…!
المرأة: هل تعرفك؟ كيف وصلت اليك، ومن دلّها على بيتك…؟
الرجل: (بندم) الطيبون لا يحتاجون الى دليل..
المرأة: كف عن هذه الألغاز وقل لي، كيف جاءتك.. أنا أقرب الناس اليها ولم تأتني، لم تدخل بيتي أبداً..
الرجل: لم أقل إنها جاءتني..
المرأة: لكنك قلت إنك رأيتها.. لقد حيّرتني يا رجل، ما الذي أصابك.. هل جننت؟
الرجل: لم يصبني شيء، لا يشغلني الآن إلا أن أجدها وأعتذر منها. منذ ليلتين وهي تحاصرني.. تباغتني في احلامي، تعاتبني، طيّرت النوم من عينيّ.. لم أعد أطيق ما أنا فيه. لم أعد احتمل ما يجري. سألت نفسي مراراً، أي مخلوق تلك التي ما زالت تعذّبني.
المرأة: أيّ لغز أنت.. إن كنت لا تعرفها، وهي لا تعرفك، كيف سمحت لنفسك أن تطعن بها.؟
الرجل: كلهم يشيدون بها ويحبونها!
المرأة: من لا يحب طيبة في هذه البلدة..
الرجل: ولماذا طيبة دون كل تلك النساء…؟ ألا يوجد غيرها في البلدة…؟
المرأة: لا تقل لي أن محبّة الناس لها زاد من استيائك…؟ أيّ قلب حقود في صدرك. ألم تستحِ مما قلت؟ عذرك أقبح من قولك. (بإصرار) يحبّ الناس طيبة لأنها امرأة صلبة. تحدّت كل الظروف، وتحمّلت كل صنوف الضيم، اعتدت بنفسها، وساعدت كثيرا من أهل البلدة، قلبها كبير، وروحها مرحة. (متسائلة) أتدري لماذا يحبها الناس، ويهتمون بها؟ لأنها انسانة لم تلد البلدة مثلها. نزلت للسوق لتبيع تلك الأواني كي لا تمدّ يدها لأحد. عزيزة نفس، حكيمة، لا تشوبها شائبة.. ومن العار أن يأتي من هو مثلك ليطعنها..
الرجل: لكنني ندمت!
المرأة: وما الذي ينفعك الندم الآن…؟ تأخرت كثيراً، غابت طيبة، وغاب معها كل شيء جميل في البلدة..
الرجل: نادم أنا، ألا يكفي هذا وقد جئتها بقدميّ لأعتذر..
المرأة: (متهكمة) هيا.. تفضّل. اعتذر.
الرجل: (مستغربا) أعتذر لمن…؟
المرأة: اعتذر لتلك القدور التي تركتها طيبة (تشير الى الأواني التي على الأرض) اعتذر للمكان الذي غابت عنه، اعتذر للناس الذين عرفوا صبرها وطيبها..
الرجل: (صارخا بها) ارحميني يا امرأة.. قلت لك، كلمة وخرجت مني وأنا نادم..
المرأة: قد تشعر بالندم، لكنك لن تستطيع أن تمحو ما سببته لها من أذى. (متسائلة) هل كنت تظنّ أن الندم سيمحو ما قمت به.
الرجل: اعطيني ما يمكن أن يعيد بوصلة روحي الى ما كانت عليه، أريد أن أزيح عن كاهلي هذا الجبل..
المرأة: لست معنية بهذا.. ما يجري لك هو العقاب الذي لابد منه..
الرجل: حسناً، حسناً.. سأقف هنا في وسط السوق وأنادي بعلو صوتي، أنا نادم يا طيبة، ربما ستسمعني وتجيء، ربما تهدأ روحي، ويرتاح ضميري.
المرأة: (تكتفي بالنظر اليه وتهمّ بالمغادرة)
الرجل: الى أين؟
المرأة: (تلتفت نحوه) تأخّر الوقت. وقوفي هنا لن يعيد لنا طيبة.
الرجل: لنذهب معا ونبحث عنها..
المرأة: لا طريق يجمعنا، اختر أنت طريقك! (تغادر)
الرجل: (مع نفسه) تبّاً لك أيها اللسان، أما كنت تستطيع أن تتوقف عن اللغط والثرثرة.. ها آنذا أدفع ثمن ثرثرتي.
(اظلام)
المشهد الثاني
في مكان ما من البلدة. مجموعة من الأشخاص يتجمعون
الأول: رأيتها هنا، جالسة بعباءتها، ولحظة اقترابي منها تناثرت كأنها غبار!
الثاني: (ضاحكا) كأنها غبار؟
الأول: لن يصدّقني أحد، تصوروا حتى زوجتي اتهمتني بالجنون.
الثالث: (ضاحكا) ومن تراه أن يصدّق كلامك هذا…؟
الأول: (مستغربا) أنت أيضا لم تصدّقني..
الثالث: لأن ما تقوله لا يخرج عن دائرة أفلام الخيال العلمي.
الأول: (مصرّا) والله رأيتها كما أراك أنت الآن أمامي.
الثاني: (مع الثالث، ضاحكا بسخرية) استر على الرجل يا رجل كي لا يتناثر صاحبنا مثل الغبار..
الأول: (غاضبا) ما الذي تريدونني أن أفعله لكم كي تصدقونني..
الثالث: أخبرنا بالحقيقة، واترك عنك الغبار، والاختفاء الذي لا يصدّقه عقل.
الأول: (يلتفت جانبا بذهول وكأنه يرى شيئا)
الثاني: ها.. هل رأيتها ثانية…؟
الأول: (ما زال منذهلا)
الثالث: ما بك…؟ أراك تفقد عقلك.
الأول: (يضع يديه على أذنيه وكأنه يستمع لشيء)
الثاني: لقد جنّ الرجل…!
الأول: ألم تسمعوا ما أسمعه؟
الثالث: (بدهشة) ماذا تسمع؟
الأول: أسمعه جيداً، آه.. هو ذاته..
الثاني: يا لك من رجل غريب.. ما الذي تسمعه؟
الأول: أنين طيبة.
الثاني والثالث: (يضحكان)
الأول: (صارخا بهما) أنتما تضحكان بينما تئنّ طيبة!
الثاني: (يضحك) ألم أقل لك. لقد جنّ الرجل.
الثالث: (يهزّ رأسه إيجابا) يبدو ذلك!
الأول: (بصوت عال) لست مجنوناً.. أنا أسمع أنينها، وأسمع صوتها، (يستمع) انها تعاتبنا.. تعاتبنا جميعا.. أسمع عتبها.
الثاني: كنت لطيفا معها، لم أسمعها كلمة تغيظها.. بالعكس، كانت اذا أرادت أن تكلّفني بشيء تقول لي: تعال يمّه!
الأول: (الى الثالث) وأنت…؟ ألم تقل لي أنها كانت تبيع اللبن ممزوجا بالماء؟
الثالث: قلت هذا، لأني سمعته من الناس.
الأول: سمعته ولم تره! هل يكفي أن تسمع شيئاً لكي تصدّقه؟ كلنا مذنبون. حتى أولئك الذين صمتوا.. كانوا مذنبين. ما كان علينا أن نتركها لوحدها وهي التي كانت بمثابة أم لنا جميعا.
الثاني: غيابها غريب! ما الذي جرى كي تترك البلدة؟
الأول: ألا تظنّ أنكم قسوتم عليها.؟
الثالث: كلام يقال مثل أي كلام، لا يلزم أن تتركنا بهذه الطريقة.
الأول: (مؤنبا) ونحن تركناها أيضا.. نسيناها واهتممنا بأنفسنا. ربما هي الآن تبحث عن أناس أكثر اهتماما بها منّا، أو مكان أكثر ألفة من هذا السوق.
الثاني: ما كنت أظنّ أنها ستتركنا، أو على الأقل أن تترك المكان الذي كان تأنس له.
الأول: والآن تأكدت…؟ بماذا تنفعنا ظنونك بعدما غابت؟
الثاني: (بعصبية) لا تجعل من الحبّة قبّة!!
الأول: لم أجعل من المصيبة التي وقعت على البلدة ما هو أكبر منها، طيبة كانت أمّنا جميعا، صغاراً كباراً، تحترمنا جميعا، وتعطف على صغارنا، في أيّام العيد كان الأطفال يتحلّقون حولها، توزّع عليهم العيديّات. (يصمت قليلا) أتعلم ما يعني ذلك؟ هل تعرف أن مقاييس الحب لا تكمن الا عند الأطفال؟ إذا أحبّوا صدقوا.. ما الذي سنخبرهم إن سألوا عنها والعيد على الأبواب…؟
الثالث: اطمئن، ستعود.. دائما هناك للغائب حجّة.
الأول: (ساخرا) ستعود…؟ ما الذي يجعلك واثقا من ذلك؟
الثالث: ليس لديها مكان آخر غير هذه البلدة..
الأول: وما الذي جنته منها غير هذا الذي نسمعه…؟ كانت طيبة تقول إن أرض الله واسعة، وأعرف أن كل البلدات القريبة تتوق لها.
الثاني: لا يمكن أن تغيب طويلا وهي المتعلقة بالأطفال. كل من هذه البلد شبّ وكبر أمام عينيها. هي تحبّهم ولابد أن الشوق لهم سيرجعها..
الثالث: (مفكرا) يا جماعة، لماذا لا نتأكد من البئر القريبة ونبحث فيه، ربما سقطت دون أن يراها أحد.
الأول: لم يبق مكان في البلدة دون أن نبحث عنها، حتى تلك البئر القريبة. لا أثر لها.
الثاني: مذ غابت طيبة وكل ما في هذه البلدة توقف، وتغيّر.. بغيابها قد حلّت اللعنة علينا جميعا، صرنا لا نعرف ما نفعل، أصبحنا بأسوأ حال.. إن لم تعد لا نعرف ما الذي سيحل علينا.
الثالث: لنسأل عنها في البلدات القريبة..
الأول: أرسلنا بعض الرجال ولم يجدوا لها أثرا، أو يسمعوا خبرا.
الثالث: (يفكر) حسنا، لديّ فكرة ربما ستنفع. هناك صديق لي يعمل في صحيفة معروفة ومشهورة، ما رأيكم في أن ننشر صورتها فيها وبهذا يمكن أن نتوصل لها.
الثاني: وهل لديك صورة لها؟
الثالث: أنا…؟
الأول: لا أعتقد أن هناك من لديه صورة لها..
الثالث: اذن لنكتفي بذكر اسمها..
الثاني: الأسماء تتشابه، ونحن لا نعرف الا الاسم الذي أطلقه الناس عليها.. طيبة.
الثالث: وما الحل اذن؟
الأول: علينا الانتظار، وهذا أضعف الايمان.
الثالث: الى متى ونحن ننتظر…؟
الثاني: لم يبق أمامنا الا انتظارها.. ان لم تعد للبلدة بإرادتها فمعناه أننا لن نراها مرة أخرى.
الثالث: أكاد أن أجن.. أيّ بلاء هذا الذي حلّ بنا..
اظلام
المشهد الثالث
أناس يدورون حول أنفسهم، لا حول لهم ولا قوة، يبحثون في كل زاوية
رجل1: سمعت أحدهم يقول إنه رأى طيبة وهي تغيب أمام ناظريه.. تلاشت أمامه كأنها غبار.
رجل2: لم يقل هذا..
رجل1: (مؤكدا بإصرار) سمعته بأذنيّ هاتين..
رجل2: سمعته معك قال إنه رآها مثل شعاع انطفئ..
رجل1: لا فرق بين الغبار والشعاع..
رجل2: لكنك تغيّر الحكاية، وتضيف عليها من تخيلاتك.
رجل1: أنا سمعته مثلما سمعته أنت.
رجل2: سمعناه معا، لكنك حشوت الحكاية ببعض ما ليس منها.
رجل1: لا يهم، الأمر كله يتعلق باختفائها.
رجل2: هناك من يقول إن طيبة التي عاشت بيننا زمنا طويلا لم تكن الا ملاكا أرسل الينا ليخلّصنا من القيل والقال.
رجل1: كيف تكون ملاكا وهي تأكل وتشرب مثلنا.
رجل2: لكنها لم تكن مثلنا أبدا، كانت أكثر طيبة من الجميع، لم نسمع منها أو نر ما يغضب.
رجل1: صحيح، لم أرها غاضبة أبداً.
رجل2: عاشت وسط ذئاب.
رجل1: أسبوع مرّ وهي بعيدة عن البلدة.
رجل2: ربما انتهت مهمة الملاك، وغادرتنا بسلام!
رجل1: العيش دونها لا يطاق.
(تدخل المرأة وقد حملت شمعة وضعتها في صينية)
المرأة: (تردد النداء بصوت عال) إشعلوا الشموع كي تعود أمّنا طيبة. إشعلوا الشموع كي تضيئوا أرواحكم. إشعلوا الشموع واطفئوا ما بأنفسكم من أدران، لن تعود أمّنا طيبة قبلما تتخلوا عن كرهكم لبعضكم. لن تعود أمّنا طيبة حتى تثبتوا لها أنكم أبناء بررة لا يأكل أحدكم لحم أخيه.
رجل1: (يقترب منها) هل من خبر عنها؟
المرأة: (دون أن تنظر له وهي تكمل نداءها) اخرجوا من دوامة الكره، وتحلّوا بالحب. لم ترد أمّنا طيبة منا الا أن يحب بعضنا بعضا.
رجل1: تقولين الحب.. وكيف ينمو الحب وسط هذا الخراب!
المرأة: ان استمر فلن تعود أبدا.
رجل2: لا أصدّق أنها غادرت.. لا يمكن أن تتركنا طيبة ونحن نخوض في نزاعاتنا.
المرأة: (مؤنبة) اسألوا أنفسكم.. ما الذي جعلها أن تغيب فجأة وتترككم..
رجل1: من يجرؤ على أن يسأل نفسه وهو يحمل بداخله الخوف. نخاف نحن من كل شيء، ونخاف من اللاشيء أيضا.
المرأة: البدايات صعبة، لكنها يمكن أن تكون مفتاحا لنجاتكم.
رجل2: (يائسا) اليأس يغلّفنا.. من أين نبدأ؟
المرأة: لا تكن ضعيفا..
رجل2: لم نكن، ولن نكون. لكننا بشر فينا من الضعف يمنعنا
المرأة: وفيكم من اليأس ما يضخّم ضعفكم!
رجل1: كل من في هذه البلدة يائس.
المرأة: تبحثون عن حلّ لعودة أمّنا طيبة لكنكم تؤكدون يأسكم، واستسلامكم، ما هكذا تورد الإبل، وما هكذا تؤخذ الأمور، وتحل المشاكل. ان كنتم تنتظرون من يعينكم في هذا فلا تنتظروا أحداً، لا خير في قوم قد سلّموا مفاتيح بلدتهم للغرباء ومن ثم راحوا يندبون حظّهم! وينتظرون مخلصا ينتشلهم من البؤس.
رجل2: مذ غابت طيبة ونحن في شتات.
المرأة: تحتاجون لأنفسكم أكثر من حاجتكم لأمّنا طيبة. لتعش في دواخلكم، تنظّف صدأ عقولكم.. وتوحّدكم، وتنثر الحب في أرجاء بلدتكم. ليكن كل واحد منكم طيبة.
رجل1: (ساخرا) كيف أكون أنا طيبة؟ أيعقل هذا؟ هل أحلق شاربيّ لأكون مثلها…؟
المرأة: يا لبؤس عقولكم، بؤسكم. ستبقون في دوامة اليأس والبلوى. احتفظوا بشواربكم حتى يأتي اليوم الذي تتمنون فيه نتفها بأيديكم.
(اظلام، أصوات جلبة تملأ المكان)
صوت من الخارج: انتظروها، ستعود أمّنا طيبة، وتعودون كما كنتم، انتظروها، في يوم غير معلوم ستكون بينكم، ستثمر كل أشجار البلدة التي ذبلت بغيابها. انتظروها ولا تسمحوا لليأس أن يدبّ فيكم. لم يكن غيابها الا اختبار لكم. انتظروها عاما أوعامين أو أكثر ستشرق أمّنا طيبة وتضيء بيوتكم المظلمة.. (يستمر الصوت بالنداء حتى يختفي)
اظلام- ستار
البصرة
27-2/ 20-4-2022
اترك تعليقا