عبد الكريم العامري يرسم مشاهد الطفولة وذكريات المكان وبقايا الحروب في رواية الطريق الى الملح بقلم: د. عمر الخواجــا/ الأردن

في رواية الطريق الى الملح يقودنا الروائي عبدالكريم العامري نحو المكان مباشرة حيث يرسم للقارئ لوحات مشهدية من ذاكرة تحمل داخلها تضاريسا واضحة لمكان مُحتشد بذكريات مليئة بالأحاسيس والوجدان والعواطف ( … هو المكان ذاته الذي تركته من قبل مجبرا وها أنذا أعود إليه ثانية ومعي صورة صاحبي أحمد الصالح ومفتاح صندوق تركته هناك تحت شجرة سدر في حوز الجبيلة .. ص 4 ) … يبرزُ المكان في بداية الراوية كمحور رئيسي للحدث فيظهر مُكتظاَ بالتفاصيل الدقيقة والتي اختزنتها ذكريات الطفولة حيث الأشجار والنخيل والمساحات الخضراء والتي تحمل داخلها مشاهد الحرب والتحرير وتدفق سيل من دماء الشهداء ( أيها الزائر أرض الفاو تمهل وأمعن النظر وكن رقيقا رفيقا بارض الفاو فإنها الأرض التي سالت عليها دماء 52948 شهيدا … ص 5 ) … وهو المكان الذي يعيش داخل وجدان ســكانه فيتمسكون به ويرفضون التخلّي عنه ويفضلون الموت بشرف فوق ترابه الحنون ، فها هو شيخ عارف يصرّ على التّمسك بالبقاء في بيته الغالي حتى الموت ( … في وحدة الميدان الطبية لفظ شيخ عارف آخر أنفاسه .. كانت عيناه مفتوحتين كأنّهما تودّعان عبر شق في الخيمة المدينة التي احبها ، مات شيخ عارف فحملناه وسط قصف شديد إلى المقبرة ، هناك كان التراب يغطي جسدا باركه الشط والنخيل والملح ، مات شيخ عارف وماتت معه نبوءاته لكنني كنت اراه كل ليلة يجيء من المقبرة على فرس بيضاء يدور في الازقة القديمة ثم يعود مع أول خيط للفجر الى قبره ليرقد في سلام … ص 42 ) …. وهو المكان الذي يحوّله العامري لرمز عابق بالحكايات الخارقة والقدرات غير الطبيعية مما يُنتج خليطا من المعجزات البشرية التي تربط بين هالة القداسة التي يُضفيها الكاتب على أبطاله وأجواء المكان العابقة بالعاطفة والأحاسيس فيستنتج القاري أن هذه المدينة التي يتحدّث عنها الكاتب ليست مجرد بيوت وشوارع وأسواق وحجارة وتراب بل هي كائن يملك قلبا نابضا بالحبّ والعاطفة الصادقة وعيونا ترى آثار الحرب المدمرة ومشهد هروب السكان فتختلط المشاعر بالحزن والدموع تجاه أهلها الذين رحلوا بفعل الحرب نحو المدن الأخرى ( … كل صباح أزور سوق المدينة أتوقف عند مكتبة الفاو ومطعم حبيب عنبر ودكان إسماعيل المصور ومقهى كريم ناصر ، أزور سوق الأسماك التي ما زالت تحتفظ بالزفر واصوات الباعة وكأنها تخرج من نفق عميق ، كلّ مكان يذكرني بصاحبي احمد الصالح ، عند إسماعيل المصور جلس ذات يوم على كرسي حديدي امام صندوق الكاميرا كان إسماعيل المصور يدحو برأسه في القماشة السوداء لا نعرف ما الذي يفعله في داخل الصندوق ألا اننا كنا ننتهز فرصة للضحك دون أن يرانا ، كان ذلك قبل التحاق احمد الصالح بالجيش كل شيء بقي ساكنا باستثناء سيارات الايفا والجيب العسكرية حتى محرقة المدينة التي كان ينبعث منها الدخان طوال أوقات النهار والليل توقفت وتوقف الباور هوز وحركة الرافعات في الميناء وأصوات باعة النفط والغاز والملح المتجولين ، توقف كل شيء وبقي قلب المدينة نابضا وعيناها مشرئبتان لأهلها الذين تلقفتهم المدن … ص 43 )
في رواية الطريق الى الملح رواية نجد ذكريات الطفولة وقد ارتسمت في قلب المشهد السّردي كعلامة مميزة تحمل داخل تفاصيلها قصصا مليئة بمشاعر الفرح والحزن والأحاسيس المختلفة ( … كنا نقضي ساعات نهاراتها في ماء النهر ، لم يكن نهر الجبيلة عميقا لكنه كان يغص بنبات الجولان ، ننزل الى الماء بدشداديشنا نضحك لانتفاخها وهي ترفعنا الى أعلى وحين نغوص في الماء نسمع أزيز محركات محركات السفن وهي تنتقل لنا من شط العرب الكبير ، كان جدي يجلس فوق عتبة باب البيت على حصيرة خوص النخل والمهفة المبللة بالماء لا تغادر يده ، حدثنا عن رحلاته الثيرة وعن موانيء تمتد على طول البحر ، حدثنا عن آخر رحلاته الى مومباي قبل أن يقعده حادث سقوطه في غرفة المكائن ، كنت أراه سندبادا يجوب البحار حاملا غبار المدن التي وطأتها قدماه ورائحة البحر الذي اغتسل جسده فيه ص 6 )
في ذكريات الطفولة يرسمُ عبدالكريم العامري عددا من المشاهد المؤثرة ذات الطابع الوجداني العميق ويؤسس لذكريات نُقشت في ذاكرة الانسان والجغرافيا ومنها حادثة فيضان النهر حيث يصوّر الكاتب بعناية فائقة مشهد تعاون سُـكان المدينة في مواجهة هذه الحادثة المفاجئة المؤلمة ( فيضان النهر مصيبة ، وهو يقتحم الأبواب ويملأ البيوت ماء ، خرج الرجال والنسوة وخرجنا نحن الصبية معهم ، يبدو النهر كقدر فاض ماؤه وكان على الرجال ان يوقفوا تدفق الماء، صار الشارع نهرا ، الرجال يعملون تساعدهم النساء ونحن نلعب فرحين بالماء الذي زار بيوتنا ، تغوص سيقاننا فيه حتى الركب غير آبهين بما سيحدث ، لا أعرف لم صرخت امي وهي ترى الماء يدخل غرف البيت وقد سمعت منها ذات يوم ان الماء في الحلم يعني الخير الوفير ، هل صرخت امي من خير يقتحم علينا البيت بعدما أكل القحط والفقر من أجسادنا الكثير ؟….. ص 7 ) ومن خلال الصور المتعددة لذكريات الطفولة تظهر شخصية بطل الرواية الصديق احمد الصالح بحكاياته وافعاله المدهشة والتي تُمثّل بتفاصيلها ركنا أساسيا من أركان المشهد الروائي فمن هو احمد الصالح صاحب هذه الانطباعات والذكريات المؤثرة ؟ احمد الصالح حكاية مفعمة بالمحبة والأخلاق والوفاء فبعد أن فقد انتمائه العائلي حيث لم يعرف له عائلة او نسب أو ام أو اب اختار ان يكون منتميا لكافة سكان مدينته فهم اهله وأصدقائه وجيرانه وهم مصدر سعادته وفرحه ( … لقد أحب المدينة والناس وكثير ما سمعته يردد بين حين وآخر أنه في الفاو ولد وفيها يموت وعندما خاطبته ضاحكا : لا أحسبك تموت في الفاو .. قال بإصرار لم أره فيه من قبل : حتى لو راودني عزرائيل في آخر الدنيا سأطلب منه فرصة ان يميتني فيها .. ص 14 ) لقد جسّد احمد الصالح بوفائه قيم الصداقة الحقيقية من خلال انتمائه لناسه وأهله وتعلقه بهم وقد ظهر ذلك بوضوح كبير من خلال تأثره الشديد بعد أن حُرم من الالتحاق بالمدرسة لعدم امتلاكه أوراقا ثبوتية ( … وعرف أن لا قيمة له دون أوراق ، في الأيام التالية كان يقضي الوقت وحيدا بعد أن التحق كل أولاد المحلة بالمدرسة ، وتغيرت حياته ولم يعد ذلك الولد الشقي المشاكس ، لم يعد ذلك الجني الذي تراه في كل مكان وفي وقت واحد ، صار اكثر هدوءا وصمتا وبدت الشكوك تنال منه والأرق يهد قواه فهو وأن كان الصبي ذا الست سنوات الا انه يدرك كل شيء … ص 15 ) لم يستسلم احمد الصالح لواقعه المحزن ولم يترك للظروف القاسية مجالا بأن تحرمه من التعلّم بل ازداد إصرارا على التحدي والمواجهة فأخذ يتعلم بنفسه عملية القراءة والكتابة ( … في المساء يجالسني وأنا أحضر واجباتي المدرسية ، كان يشاركني في كل شيء .. يسألني بين حين وآخر عن كل مفردة في كتاب القراءة ، أقرأ فيقرأها بعدي ، تعلم الحروف الأبجدية .. في اليوم التالي جاءني بورقة سلمها لي قائلا : اقرأ .. حدقت فيها ثم نظرت اليه مبتسما قال : كتبت اسمي واسمك … ص 26 ) ولكن الإنجاز الكبير الذي اعتبره احمد الصالح اثباتا حقيقيا على كونه شخصا مهما هو التحاقه بالجيش وانجازاته العسكرية المميزة والتي أشعرته بقدرته على تجاوز الصعوبات وتحقيق المستحيل ( التحق احمد الصالح بالجيش ولم تكن مسألة تقدير عمره صعبة فقد ساعده المختار في ذلك ، كان سعيدا إذ استطاع ان يحصل على ما يثبت وجوده انسانا فما معنى أن يعيش المرء في مجتمع دون أوراق أو هوية .. ص 31 ) ولكنّ احمد الصالح بشخصيته القوية وحبه للتحديات لم يتوقف عند أهمية تجاوز عقبة عدم امتلاكه أوراقا ثبوتية بل تخطى هذا الامر نحو تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز بعد أن غادر مربع الطفولة نحو حياة العسكرية القاسية (… في آخر رسائله قال لي أن قائد الفرقة قد زار وحدتهم واختير هو وثلاثة جنود آخرين أفضل جنود في الانضباط العسكري وقد رفّع الى رتبة جندي أول وارسل لي رسما لجندي يزين ذراعه اليسرى خيط اسود واردفه بتعليق كتبه بقلم القوبيا بعد ان نقعه بالماء : هذا انا الجندي الأول احمد الصالح ألم أقل لك أنني سأكون مهما ؟! .. ص 32).
في رواية الطريق الى الملح يرسم عبد الكريم العامري صورة الحرب بكلّ أبعادها المفزعة من دمار وخراب وجراح وموت حيث تبدأ الحرب مع صفارة الإنذار والتي تُطلق صوتا طويلا معلنة بداية ملحمة من المعاناة والآلام والدموع ومع مشـاهد الرحيل والهجرة والتشرد تتعمق حكاية المعاناة الإنسانية والنفسية (…. بدأ الذعر يتسرب الى البيوت وما ان خرجت أول شاحنة من الفاو وهي تحمل أثاثا لعائلة حتى أعقبتها عدة شاحنات … عدة عوائل ارتحلت ولم يبق الا القليل … زارنا المختار وتحدث مع أبي لا اعرف ما دار بينهما من حديث لكنني من خلال القلق الذي رايته فيه وعبوس وجهه أحسست أن هناك أمرا ما يحدث هنا قال بصوت خفيض: علينا أن نرحل ص 36) ويواصل العامري رسم ملامح الحرب وردة فعل الأهالي واصفا حالة القلق والتردد والإنكار التي ترتاب ســاكني الفاو فأغلبهم غير مصدق أن عليه أن يترك بيته وحارته وجيرانه ( …أنترك الفاو في فك الموت بينما ننجو بجلودنا؟ قال رجل: الجيش سيحميها يا شيخ عارف وهو أقدر منا على ذلك ص 38) وهكذا تبدأ الحرب التي تجعل من المدينة التي غادرها السكان ساحة ملتهبة من القذائف التي تدوي معلنة ان المدينة تواجه مصيرها دون نوم او راحة او هدوء ( .. بعد اليوم الثاني والعشرين من أيلول عام 1980 أصبحت الفاو مرمى للقذائف والصواريخ … ص 39) ومن خلال سرد وقائع هذه الأحداث المؤلمة والتي تمتد طويلا يعود بنا الروائي العامري نحو رحلة البحث عن البطل احمد الصالح كفكرة رئيسية في رواية الطريق الى الملح، ترى اين استقر احمد الصالح وأين اخذته هذه التحولات القاسية …؟ احمد الصالح بخوض غمار المعارك مُتسلحا بشجاعته وبحب الناس له فها هو عبر المذياع وفي خضم اشتعال نار القذائف والانفجارات الملتهبة يرسل بتحياته لناسه وأصدقائه وجيرانه ذاكرا أسماءهم فردا فردا وكأنه ما زال يعيش بينهم أو كأنهم ما زالوا يسكنون في قلبه وعقله (… ذات ليلة حين توقف القصف وبقيت مشاعل التنوير معلقة في الفضاء كملائكة تحرس المدينة سمعت صوت صاحبي من خلال المذياع، كان يتحدث في برنامج خاص بالمقاتلين … الصقت اذني على بدن المذياع وسمعته واضحا: أني المقاتل أحمد الصالح أنقل تحياتي الى جميع أهل الفاو … وراح يردد الأسماء فردا فردا، لم ينس أحدا، شعرت به يبكي انتقلت دمعته عبر الأثير واستقرت ما بين أهدابي .. ص 41 ) وفي رحلة البحث عنه يرسم الروائي صورة المقاتل البطل الذي يجسد روح التضحية والفداء وصورة الشجاعة والاقدام مما أهله كي يحصل على لقب الصاروخ بين زملائه المقاتلين فهو يلبي نداء الواجب دون تردد او خوف انه احمد الصالح الانسان الوفيّ لأصدقائه وجيرانه والمخلص لوطنه ورفاقه المقاتلين ، ولكنّ البحث عنه لا يثمر عن شيء سوى نفحات من شجاعته في الميادين التي خاضها فاسمه ليس بين قائمة الموجودين كما انه ليس بين الشهداء اذا هو مفقود ( … رجل مثل أحمد الصالح ان لم يكن شهيدا فلا يمكن أن يكون إلا حيا فهو أقرب إلى الحياة منه إلى الموت .. ص 48)
في رواية الطريق الى الملح يروي الأديب عبد الكريم العامري قصة البطولة والتّضحية والشجاعة ، ولكنه قبل كل ذلك يتحدث عن البطل الحاضر الغائب عن الصديق الوفيّ العاشق وعن الجندي المخلص لوطنه أحمد الصالح … انها رواية البحث عن خصوصية المكان وتفاصيله الكثيرة ، ورواية استحضار ذكريات الطفولة وتقاطعاتها مع الحاضر والمستقبل ، وهي رواية الحرب وما تُخلّفه من رحيل وعذاب ودمار ، في هذه الرواية المميزة يرسم العامري مشاهد الطفولة لوحات عابقة بالفرح والحزن والمعاناة ويؤسس لذكريات المكان التي تتجذّر في الذاكرة رغم ويلات الحرب وآثارها المدمرة ، فنجد بين ثنايا المكان الرئيس تفاصيلا دقيقة للسّـوق والمطعم والمكتبة والدكانة والمقهى والشارع والنّهر ، لقد استخدم العامري لغته القوية القادرة على حمل رسالته الأدبية معتمدا على جملة قصيرة تستطيع أن تأخذ القارئ نحو الفكرة دون سفسطة او تعقيد ، ولكنّ الكلمة عند العامري تحمل بُعدا روائيا خاصا فهي تؤدي وظيفتها في البناء الروائي العام وتترك أثرها الكبير لدى القارئ وتحثّه على مزيد من الخيال والتصور والرؤية ان اختيار الكاتب لعنوان روايته الطريق الى الملح دليل على قدرته على استخدام مفرداته وكلماته كدلالات تحمل كثيرا من الأفكار والأهداف والصور ، كما استطاع الكاتب بكل جديّة توظيف العتبات الأولى لنصّه الروائي ضمن سياق الرواية القادر على حمل الرؤية الأدبية وما تحويه من هدف مركزي بحيث انتظمت هذه العتبات كعنوان الرواية ( الطريق الى الملح ) ولوحة الغلاف للفنان صدام الجميلي والاهداء ( الى الأرواح الطاهرة التي ما زالت تحلق في فضاءات الفاو ) مؤطرة غاية العمل الادبي وشارحة بعضا من أهدافه الفكرية ، كما برع الكاتب في توظيف أسماء ابطاله ضمن السياق الروائي ( احمد الصالح ،معتوق الحداد ، الحبيبة نازك ، شيخ عارف ، الحاج عباس، الام الاب الجد المختار ) من خلال هذه الرواية نجح الكاتب في ترسيم احمد الصالح ايقونة تحمل في أبعادها المختلفة كل معاني الخير والتضحية والفداء لقد اختار الكاتب لأبطاله مصائرهم وطريقة حياتهم فبعضهم اختار له أن يكون شهيدا في ارضه رغم الحرب والعدوان وبعضهم تفرق وابتعد عن مكانه بسبب الحرب وويلاتها ولكنّ بطل العامري في هذه الرواية كان في منزلة اعلى لقد انتقل من صورته البشرية المفعمة بالصدق والحب والإخلاص الى صورة البطل الأسطورة والذي نجد افعاله وآثاره في كل مكان ولكننا لا نستطيع الوصول اليه مهما بحثنا او اجتهدنا ، رغم ذلك ما زال هناك امل كبير يزرعه الكاتب لدى القارئ بعودة ميمونة للبطل الأسطوري احمد الصالح ( .. سيعود أحمد الصالح ذات يوم مثلما يعود الطير المهاجر الى عشه الأول ، سيعود ما دامت صورة مدينته مرسومة في عينيه باهلها ونخلها وملحها وشطها الكبير وخليجها الواسع بذكرياته فيها واحلامه وحبه الطاهر ولم يكن غيابه الا مرحلة تتفتح منها آفاق جديدة لحياة أخرى ، لا يمكن ان يقنعني سطر صغير ما بين عدة اسطر في سجل الموقف اليومي ان عودته مستحيلة ، سيخرج احمد الصالح ثانية من نهر الجنوب او من كثبان الملح او بساتين النخيل تاركا طعمه في الرطب البرحي والبمبر والنبق ولونه في الحناء والعنبر ووجوه الأطفال وصوته في زقزقة العصافير وغناء الفواخت وهلاهل الأمهات ورائحته في الآس والورد وخبز التنور ورائحة الأرض سيعود صاحبي احمد الصالح حتما مثلما عادت الفاو بوجه مشرق على اكف آلاف الشهداء وارواحهم وسيكون طريقه الى الملح دائما … ص 52 ) وبهذه الكلمات الجميلة والمؤثرة يؤبن الروائي عبدالكريم العامري بطله الأسطوري بحيث اختار ان يختم روايته بهذا الأسلوب الشاعري الجميل .

Share: