الأمنية التي وحدتنا!
لا ادري كم مرة تحدثنا فيها عن الأمن، وكم مرة تحدثنا عن الإستقرار الذي تنشده العائلة العراقية.. لكننا نعرف أن الأمن يشغل كل الناس، الذين يعملون في السياسة والذين لا يعلمون.. الأمن شاغل الكل، فأنك لا تجد عراقياً دون أن يسرك بحاجته الى الأمن.. ذاك الأمل المنشود، والأمنية التي وحدت جميع العراقيين.. والحمد لله اذ وجدنا شيئاً يوحدنا بعد ان فرقتنا الضغائن والنفوس الأمارة بالسوء..
الجميع يحلم بالأمن، الذين يعملون واللا يعملون، فقراء الأمة وأغنياؤها، والأمن هو صمام الأمان للقضاء على كثير من المشاكل التي تحدق بالعراق، فهو يقضي على البطالة.. ويقضي على الفساد المستشري، ويقضي على كل بذور الطائفية، والتهجير.. كل ذلك اذا ما تحقق الأمن المنشود، حلمنا جميعاً..
الطريق الى الأمن واحد، منه تتفرع كثير من الممارسات.. وفيه ينصهر الحب للوطن والناس.. وفيه أيضاً يعلو البناء ويشمخ الوطن..
الأمن بأيدينا وليس بأيدي غيرنا.. لا الغرباء ولا المحتل.. نحن من يصنع الأمن، ومن يعززه، ويكيفه لخدمة الناس جميعاً..
بوحدتنا، وحبنا للآخرين، وتعاوننا ان نكون عيوناً تحرس بوابات العراق، من شرقه وغربه، شماله وجنوبه.. وان نكون جميعاً حراساً مؤمنين بأن الوطن للجميع.. والقانون فوق الجميع.. لا فضل من احد على أحد، ولا منة منه في أن يعمل بنكران ذات.. بعيداً عن (المحسوبية)و(المنسوبية).. لا قوة لأحد على أحد، بعشائريته او حزبيته اوكتلته، الكل يحترم القانون، والقانون فوق الجميع..
أحب لأخيك ما تحب لنفسك، فالعراقي أخوك في الوطن، والألم.. الجميع اكتووا بنار الحروب، وتجرعوا سم السنوات العجاف.. الجميع قدموا التضحيات، بالمال والأنفس.. (منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر..)، الجميع شهدوا الزمن المر، ولاكتهم الآلام وطحنتهم رحى الأيام المعتمة..
(ما آمن بي من بات شعبان وجاره جائع) قول الرسول الكريم (ص) أين نحن منه؟ ومن هذا كثير، وصاياه الكريمة بالجار باعتباره الأخ الذي لم تلده أمك..
تلك أخلاقنا الحميدة، وهذا هو ما نرجوه ولكن…. انقطعت بنا السبل، ووهنت الجذور التي تربطنا بماضينا الذي كان عتيداً.. وصرنا مثل رغيف الغوث تأكلنا المنافي، وتعبث بأنفسنا الضغائن والحسد.. نحسد الغني لماله، والفقير لعافيته.. ورضينا بالموت الذي يدق بيوتاتنا نهاراً جهاراً دون أن نرد الرصاص وخناجر الغرباء..
من خاصرة الوطن يدخل أشرار الدنيا، فيأويهم من في قلبه مرض وحقد أعمى.. يقتلون بالأبرياء، أطفالاً ونساء وشيوخاً..
كل ذلك جعلنا نتأوه ونحن نتذكر الأمن، لا شيء غير الأمن، أمنية الصغار والكبار في وطن صار فيه الأمن أمنية وحلم.. ومثلما جمعتنا هذه الأمنية نتمنى أن نصحو ذات يوم وقد توحدنا حقيقة لا شعارات.. يجمعنا العراق الواحد الكبير الذي سيبقى كبيرا معافى.
نشر في موقع الناس بتاريخ الثلاثاء 14 /11/ 2006
اترك تعليقا