الطفل العراقي ميمون المالكي ما زال مفقوداً

كثيرة هي القصص التي تمر على العراقيين طيلة السنوات التي عاشوها، وتلك القصص تذكرنا بمأساة هذا الشعب الذي عانى كثيراً وما زال يعاني رغم مرور اكثر من عام ونصف العام على سقوط النظام الدموي الذي ازهق الأرواح ونفى الطيبين الى بقاع مختلفة من الأرض.. هذه القصص ما تزال تدور على ألسنة الناس، في مجالسهم ودواوينهم وبيوتهم، فيكاد لا يخلو حديث عن قصة لهذه العائلة اوتلك.. كلها قصص حزينة ، حقيقية وليست مثل أفلام هوليود او الأفلام الهندية المفبركة عن أحداث تخيلها المؤلف.. هنا القصص واقعية، وطبيعية، فيها الألم والحزن والدماء الطاهرة..
قبل عام، زارنا حيث مكان عملنا في صحيفة المنارة العراقية والد الطفل ميمون المالكي باحثاً عن ولده، قدم تقارير، واوراق من الصليب والهلال الأحمرين، تقارير مختلفة من المستشفى الميداني 34 تؤكد أن ولده نقل بعد إصابته بجروح بليغة اليهم، كان ذلك في 29/4/2003.. كان عمره آنذاك عشر سنوات، ومن ذلك الحين والى اليوم لم يرَ ولده.. رغم مراجعاته المتعددة لم يجد أحد يأخذ بيده حيث ابنه المفجوع به.. قال لنا والد ميمون ان ابنه أصيب بقذيفة في حرب الخليج الثانية ومن غرائب الصدف ان تكون ولادته في حرب الخليج الأولى ليضيع ثانية في الثانية، وما بين الحربين حياة لطفل أراد له ان يكون لبنة في مجتمع عراقي جديد ولكن…. 
يقول والد ميمون أن يدي ولده قد قطعتا جراء الإنفجار وقد نقل في حينه الى المستشفى الميداني 32 في الشعيبة ومنذ ذلك اليوم لم يجد له أثراً.. واستنجد بالمنارة (الصحيفة) وناشد كل الشرفاء في هذا البلد أن يضغطوا على القوات البريطانية والتي أخذت الولد ان ترجعه له!!
يقول والد ميمون ايضاً: أنه شاهد عبر إحدى الفضائيات فيلماً عن أطفال فيتناميين تاخذهم القوات الأميركية من بيوتهم ليعودوا بعد سنوات الى بلادهم كباراً بحيث لم يجدوا اهلاً لهم ولا بيوت!! 
• وهل تظن أن ولدك أخذه البريطانيون مثلما فعل الأميركيون في الفيلم الذي شاهدته؟
– ربما .. فأنا مثل غريق قد اقنع نفسي بقشة!
• هل ذهبت الى القوات البريطانية؟
– ذهبت وهناك لقاء أجرته مندوبة صحيفة المنارة العراقية مع القائد العام للقوات متعددة الجنسيات في جنوب العراق الجنرال وليم رولو أكد فيه على أنهم (أي البريطانيون) لا يعرفون شيئاً عن الطفل ميمون المالكي.. وهذا الأمر غريب لأني في بداية إصابته هم اخذوه مني فكيف يقنعني القائد بهذا الكلام.. انه ولدي ولا يمكن ان أسكت عن المطالبة به.. ترى لو اختفى احد الجنود البريطانيين هل سيسكت توني بلير؟ او قائد القوات المتعددة الجنسيات.. أن الأمر ليس فقط ولدي انما هو عراقي وأنا أطالب الحكومة العراقية أن تبحث عن ولدي وهذا واجب بسيط يقومون به من اجل مواطنهم..
هكذا روى لي والد الطفل ميمون المالكي قصة اختفاء ابنه، وهو يطالب القوات البريطانية بإعادة إبنه أو إرسال تقرير عن حالته ويطالب أيضاً بتعويضات لما لحقه من ضرر نفسي وصحي جراء اختفاء ولده..
ونحن كأدباء وكتاب نتعاضد مع هذا العراقي المفجوع بفلذة كبده ونطالب المسؤولين وجماعات حقوق الإنسان بالبحث والتقصي عن الطفل العراقي ميمون سلام المالكي لأنها مسؤوليتهم أولاً واخيراً تجاه أبناء شعبهم.
ملاحظة: ما زال ميمون المالكي الطفل العراقي مفقوداً ..

الحوار المتمدن-العدد: 1382 – 2005 / 11 / 18

Share: