جرذ.. مسرحية
شخوص المسرحية
1- الراوي
2- رجل1
3- رجل2
4- رجل3
5- الحارس
6- الاول
7- الثاني
المشهد الاول
(مقهى عتيقة يجلس فيها مجموعة من الناس فيما يعتلي المنبر/المنصة الراوي)
الراوي: يا سادتي يا كرام، بعد التحية والسلام، اقول قد جئتكم بنبأ عظيم.. لايستعجلنني احد منكم في فك طلاسمه لأني سأتوقف عن الكلام.. (يصمت) حسنا.. حسنا.. من اجلكم سأعيد ما قلته.. (يكرر) يا سادتي يا كرام بعد التحية والسلام ..
رجل1: (مقاطعا) اووه.. ما هذا.. منذ ساعة ونحن صامتون ننتظرك ان تكمل .. اكمل القصة ايها القصة خون
الراوي: ألم اقل لكم.. لا اريد احدا ان يقاطعني .. انت ايها الرجل لقد قطعت سلسلة افكاري..
رجل1: انت لم تقل شيئا مفيدا واحدا..منذ ساعة وانت تكرر نفس الكلام.. (مقلدا) يا سادتي يا كرام بعد التحية والسلام ..عرفنا هذه وحفظناها عن ظهر قلب.. ماذا بعدها..
الراوي: اتريدني ان ادخل للحكاية هكذا.. دون مقدمات.. لا شيء يأتي دون مقدمات .. اسمع يا هذا ، اذا اكلت طعامك مثلا مثلا.. لا بد ان تبدأ بالمقدمات، المنمنمات.. واذا اردت ان تصارح احداهن لا بد من مقدمات .. منمنمات..
رجل1: ابدأ ايها الثرثار ولا تتفلسف علينا..
الراوي: (غاضبا) انا ثرثار..؟ تقول عني ثرثار.. حسنا.. وما الذي يجبرك ان تجلس مع ثرثار مثلي..
رجل1: لأنك الوحيد في هذه المدينة الذي ينسينا ما نحن فيه من هم وغم ويضحكنا..
الراوي: اضحككم..؟ وهل رايتني قرقوزا امامك لاضحكك..
رجل2: الرجل يقصد ان حكاياتك تسلينا.. هذا كل ما في الامر.. احكي لنا يا شيخ.. البارحة لم تكمل حكايتك ووعدتنا انك ستكملها الليلة..
الراوي: وما هي الحكاية..؟ البارحة لم اكن معكم ولم اقصص عليكم شيئا..
رجل2: هل نسيت يا شيخ..؟ البارحة كنت معنا وبدأت بحكاية الطبال الضخم والراقصة الحسناء..
الراوي: لم اكن أنا.. ليست تلك من حكاياتي.. انا لا اخوض بمثل هذه الحكايات الوقحة..
رجل2: كل من في هذه المقهى يشهد ان الذي بدأ الحكاية هو أنت..
الراوي: قلت لك لست أنا.. ألا تصدقني..؟
رجل1: بل أنت ولا أحد سواك..
الراوي: ربما هناك من ينتحل شخصيتي .. (متوعدا) وهذا خرق للقانون..
رجل2: وهل بقي قانون هنا لم يخرق .. بقيت على شخصيتك يا شيخ..
الراوي: القانون فوق الجميع..
رجل1: وهناك من هو فوقه..
الراوي: لا أحد فوق القانون.. كل ما تقوله من نسج خيالك..
رجل1: اكرمنا انت بنسج خيالك واكمل لنا الحكاية..
الراوي: (مستغربا) حكاية..؟ اية حكاية..
رجل1: تلك التي جئتنا بها اليوم..
الراوي: أتريدونني ان اكمل حكاية الطبال الضخم والراقصة الحسناء..؟
رجل2: ها.. هو أنت اذن..
الراوي: قلت لك لست انا..
رجل2: لكنك اعترفت بلسانك قبل قليل..
الراوي: كيف اعترفت..
رجل1: طلبت منا أن تكمل الحكاية..
الرواي: اية حكاية..؟
رجل2: الطبال الضخم والراقصة والحسناء..
الراوي: طبال ضخم وراقصة حسناء.. أين هما..؟
رجل1: في مخيلتك ونحن ننتظر ان تكمل لنا حكايتهما..
الراوي: حكاية وقحة لا أريد ان اقحم نفسي في سردها..
رجل2: اذن أنت تعرفها..
الراوي: أعرف ماذا..؟
رجل1: الحكاية..
الراوي: أية حكاية..؟
رجل2: اوووه.. أنت تلعب بنا..
الراوي: (يضحك) خلقتم ليضحك عليكم الآخرون..
رجل1: ألم اقل لك.. أنت ثرثار وبائس..
الراوي: وتستمع لثرثار وبائس.. يا لشقاؤك وبؤسك..
رجل1: يبدو ان هذه الليلة لن تنتهي على خير..
الراوي: الخير الذي تتحدث عنه ولّى من زمان.. أي خير تريدون وانتم من أزالتموه بأيديكم..
رجل1: اسمع ايها البائس هل جئت لتوبخنا .. ما هذا الهراء الذي نسمعه منك..
الراوي: هذه هي الحقيقة تجلسون هنا في هذه المقهى العتيقة المعتمة لتتسلوا بحكايات تدغدغ مشارعركم وتتركون نساءكم يتضورون حسرة .. هل ما قلته هراء.. ان لم يعجبكم هرائي فابقوا على ما انتم فيه كتبت عليكم الذلة والمسكنة..
رجل1: انت تتجاوز حدودك..
الراوي: الحدود مفتوحة انسل منها كل من هب ودب..
رجل2: حدودك انت وليس تلك الحدود..
الراوي: وما الفرق.. ان انهارت تلك الحدود فسينهار كل شيء..
رجل1: يا الله .. ما الذي اسمعه منك.. انت لست القصة خون الذي كان..
الراوي: ألم أقل لكم.. لست انا..
رجل2: ومن تكون أنت..
الراوي: احزروا من أكون..!
اظلام
———————-
المشهد الثاني
(في زنزانة صغيرة ، شباك صغير في الاعلى ينفذ منه خيط من الضوء.. الرجل يقف امام الحائط ويضيف بطبشور عاما جديدا الى الاعوام التي سبق وان كتبها (1958، 1963، 1968، 2003))
الرجل: الأعوام تمضي سريعا، تترك مآسيها وترحل غير آبهة بنا.. تتركنا حطاما في مقبرة الأيام.. سنوات كأنها سيوف صدئة تحزّ رقابنا.. كل عام ينقضي نقول الآتي افضل.. ومن عام الى عام تتدحرج أحلامنا وتكبر آلامنا..
(الحارس من الأعلى): أما زلت هنا..
الرجل: (فزعا) من..؟ من هناك..؟
الحارس: أجبني..
الرجل: نعم/، نعم يا سيدي، ما زلت هنا.. فمن انت..
الحارس: أنت تسأل كثيرا.. عليك فقط الإجابة..
الرجل: لم تسألني كي اجيبك.. كل عام تاتيني وتردد علي ذات الأحاجي.. لم افهم منك شيئا..
الحارس: ستفهمها عاجلا أم آجلا..
الرجل: متى..؟ منذ سنوات وانا عالق هنا.. من حقي ان أعرف أنا اين ولماذا..
الحارس: هذا أمر لا يهمك..
الرجل: اذن يهمّ من..
الحارس: هو الآخر لا يهمك..
الرجل: حسنا ايها السيد.. هل سيطول بقائي هنا..
الحارس: لا ادري ليس من شأنك ان تعرف هذا ايضا..
الرجل: ومن الذي يدري..؟
الحارس: قلت لك، امر لا يهمك..
الرجل: أنت لا تعرف غير هذه الجملة.. أمر لا يهمك.. أنا اعاني وانت ببرود تأتيني كل عام لتقول لي أمر لا يهمك.. لماذا تجيء اذن..
الحارس: كي اطمئن عليك..
الرجل: لتطمئن أني ما زلت على قيد الحياة..
الحارس: الأوامر هكذا..
الرجل: تبا لمن يعطيك الوامر.. ما الذي فعلته لكم كي تحجرونني في هذا المكان النتن..
الحارس: صمتك خير من ثرثرتك.. كل شيء هنا مسجل بالصوت والصورة..
الرجل: انا مواطن صالح لم اؤذي احدا.. اسألوا الناس عني هم يعرفونني جيدا..اخرج صباحا الى المقهى انزوي بعيدا لا علاقة لي بالسياسة او حتى الدين ، لست سيئا.. اسألوا عني الناس.. لم اطلب شيئا.. عاطل عن العمل منذ ولدت لم اطلب عملا بالرغم من انه حق لي.. لم اطلب معاشا او منزلا كي لا اثقل عليكم.. (يصمت قليلا) ايها السيد هل ذهبت..؟ الم يعجبك كلامي…. الا تتشفع لي شهادة حسن السلوك كي تفتح لي هذه الجدران.. ايها السيد اين ذهبت..؟ عد ايها السيد.. بالله عليك لا تذهب.. لا تقل انك ستأتيني في العام المقبل بنفس كلماتك.. عد اليّ، اشعر اني فقدت احساسي بكل شيء.. ايها السيد اين ذهبت.. لست بالانسان المهم كي تضعونني في هذه التجربة القاسية..ارجوك..عد وكلمني احتاج الى من اكلمه..(يتفحص المكان) اين هي الكاميرات التي قلت انها تسجل كل شيء.. اين هي.. اريد ان اكلمكم.. انتم يامن تستمعون بالخارج، تنعمون بالهواء الطلق.. هل تسمعونني..؟ انا انسان وليس جرذ مختبر.. عليكم بانهاء هذه المهزلة.. اعدكم اذا ما اطلقتم سراحي فلن اتفوه بأي كلمة..لا اخبر احدا بما جرى لي.. ساحتفظ بهذا لنفسي.. (يصمت) الا يعجبكم ما قلت..؟ اخبروني ما الذي يعجبكم ، ما الذي تريدونه مني.. سأنفذ كل ما تطلبونه مني.. فقط اخرجوني من هذا المكان.. لقد كرهت نفسي.. كرهت كل ما يدور حولي..
اظلام
———————
المشهد الثالث
(غرفة تحكم مع اجهزة متطورة ، ثمة رجلان وهما يراقبان الرجل في داخل الغرفة المعتمة)
الأول: هل ما زال يهذي..
الثاني: يبدو انه لن يسكت ابدا..
الأول: لا تغفل عنه.. سجل كل حركاته وايماءاته..
الأول: ارى انه لا يبدو عليه ما يمكن أن يشكل خطرا..
الاول: لكنه مثير للريبة..
الثاني: اراه اكثر صدقا من الاخرين
الاول: هذا ما يجعلني ان احتفظ به.. لماذا يختلف عن الاخرين.. سجلاته تقول انه ليس لديه اصدقاء ولم يتزوج رغم بلوغه الستين ولم يبحث عن عمل رغم انه يمتلك شهادة جامعية .. ليس لديه هاتف ليتواصل مع الاخرين ، كل تلك الامور تجعله مثارا للريبة..
الثاني: وما الريبة في هذا.. انسان سوي لا يريد ان يشغل نفسه بتفاهات الحياة..
الاول: الزوجة والاصدقاء والعمل والتعبير عن الرأي تسميها تفاهات..ما قيمة المرء ان لم يكن متواصلا مع الاخرين..
الثاني: تلك حياته وهو حر لما يختار لها..
الأول: (غاضبا) ليس حرا.. عليه ان يختار مثل بقية الناس..
الثاني: هذا يعني انك تشك أنه قادم من كوكب آخر.. (يضحك)
الأول: لا اشك، انما أنا متيقن أنه ليس من كوكبنا..
الثاني: ولم هذا اليقين..؟
الأول: الناس هنا متفاعلون، يعطون ويأخذون.. وهذا لا يعطي شيئا ولا يأخذ..
الثاني: تلك هي قناعته..
الأول: وهذا هو عملنا.. أن نعرف ما يخفيه.. ان سلمنا انه انسان فلماذا لم يتذمر مثل كل الناس للحياة التي يعيشها، لماذا لم يقل كلمة فيما يحدث..؟
الثاني: هو راض بما كتبه الله له..
الأول: بل قل لا يمتلك احساسا ولا مشاعر كالآخرين..
الثاني: هناك من يخفي مشاعره واحاسيسه..
الأول: لماذا يخفيها..؟ هنا المشكلة..!
الثاني: ألم تسمع صراخه.. اليس هذا كافيا لتعرف انه انسان مثلنا..
الأول: يصرخ لنفسه لكن لا يبدو عليه الألم..
الثاني: وما ادراك ما بداخله..؟
الأول: ما يحدث بالداخل يقفز الى الخارج أليست هذه طبيعة البشر..؟
الثاني: ما زلت تظن أنه ليس بشراً..
الأول: وأصرّ على ذلك.. عد الى التسجيلات الأولية هل ترى أي تغيير في تصرفاته.. مذ وضعناه هناك وهو واحد لن يتغير.. هل هذه بربك طبيعة البشر..؟
الثاني: اقترح عليك ان نطلقه ونراقبه عن كثب..
الأول: ربما يهرب ولن نجده ثانية..
الثاني: اطمئن هذا النوع لا يغيّر مكانا ولا طريقة بالعيش.. يسير في نفس الشارع ويأكل نفس الطعام ويجلس في ذات المقهى..
الأول: حسنا سآخذ برايك.. لنجرب ذلك ونرى..
اظلام
————————
المشهد الرابع
(في ذات الزنزانة الرجل جالسا .. الباب يفتح على مصراعيه.. يدخل الثاني ينظر له الرجل بذهول)
الثاني: غريب امرك يا رجل.. كان حلمك ان تفتح لك الابواب وحين فتحناها لك لم تحرك ساكنا..
الرجل: ليس هذا هو حلمي..
الثاني: ألم تكن تحلم بالخروج من هنا..؟
الرجل: كنت ارغب في الخروج ولم اكن احلم، ثمة فرق كبير بين الرغبة والحلم..
الثاني: لست بسيطا كما كنت اظن..
الرجل: نعم انا بسيط في العيش كما كنت تظن يا سيدي..
الثاني: وتحمل افكارا كبيرة..
الرجل: بل قل خبرة الحياة..
الثاني: انت خبير اذن..
الرجل: لست بخبرتكم
الثاني: لكننا لم نستطع ان نغير فيك شيئا.. انت هو انت مذ دخلت الى هنا حتى اليوم..
الرجل: انت واهم يا سيدي.. انا الان لست الذي ادخلتموه الى هذه القوقعة، كثير من الاشياء اختلفت فيّ.. جسدي انهار ولم تعد لي قوة على السير السعادة التي كنت اصنعها لنفسي لم تعد كما هي.. كل شيء تغير.
الثاني: يا لغرابتك.. من اي مكان انت..؟
الرجل: المكان الذي انا فيه انساني كل الامكنة.. لم تعد الامكنة تهمني، الوحدة انستني كل شيء.. لم اعد اتذكر حتى اسمي..
الثاني: اطمئن اسمك مسجل في سجلاتنا ستأخذ كل اوراقك وترحل..
الرجل: ارحل..؟ الى اين..؟
الثاني: الى منزلك..
الرجل: هذا هو منزلي..
الثاني: يا الله، ما اغباك يا رجل.. تئن الليل والنهار وتطلب منا ان نخرجك ومن ثم تتمسك بالمكان.. اي صنف من البشر انت..؟ حيّرتني بامرك.. اكاد ان اجن..(غاضبا) هيا اخرج من هنا ليس لدينا الرغبة في بقائك..
الرجل: من انت حتى تطردني من منزلي..
الثاني: (صارخا) ليس منزلك.. منزلك هناك في الضفة الاخرى من النهر..
الرجل: وهل ابقيتم نهرا في مدينتنا..؟ عبثتم في كل شيء.. وغيرتم كل شيء.. امكنتنا وسلوكنا.. صرنا نزداد حنينا الى الماضي.. الحاضر لا يهمنا والمستقبل لا نفكر فيه.. كل شيء صار هدفا لاطماعكم..
الثاني: لستم مجبرين على طاعتنا..
الرجل: حين تكون السكين على رقبتك يصبح القرار للسكين وحاملها..
الثاني: يا لخيبتكم، رغم كثرتكم لا تفعلون شيئا.. روضتم انفسكم على الذل ورضيتم به.. اي بشر انتم..؟
الرجل: بل اي بشر انتم.. تسوقوننا حيث العذاب والألم تحملوننا ما لا طاقة لنا به تمتصون قوتنا ودماءنا اخذتم اعمارنا وطمستم سنواتنا بالبلوى..
الثاني: أين السنتكم..؟ لماذا سكتم.. ان كنا نحن بهذا القبح لم لا تحركون سواكنكم.. لم رضيتم بنا.. صفقتم لنا.. وروجتم لافكارنا ..(صارخا) لسنا سببا فيما انتم فيه..
الرجل: كنا نظنكم من طينتنا.. وجوهكم تشبه وجوهنا، جئتم لخدمتنا.. لم نكن نعلم ان قلوبكم مملوءة حقدا وشراهة لدمائنا..
الثاني: لسنا قساة كما تظن..
الرجل: وماذا تسمي ما حل بي.. رافة وحنان وطيب معاملة..؟
الثاني: (بسخرية) الله الله.. ما هذه الرومانسية .. لم يبق الا الحب..
الرجل: بفضلكم نسيناه.. علّبناه في مكان أمين على أمل أن نعيده ذات يوم..
الثاني: وماذا عن الكره..؟
الرجل: لن أكره احدا.. الكراهية تذبل الروح..
الثاني: حتى أنا… لم تكرهني..
الرجل: ولماذا اكرهك..؟
الثاني: لأني تسببت في نفيك..
الرجل: أنا منفي منذ ان فقدت بلادي..
الثاني: أليس هذا هو بلدك..
الرجل: كان.. كان بلدي قبل ان يصبح رمادا..
الثاني: انت تؤكد لي انك مختلف عن البشر..
الرجل: اذا سلبت منك اشياؤك الجميلة لم يبق لك ما يمكن ان يشار اليك انك واحد من البشر..
الثاني: لا اقصد اشياءك الجميلة .. ما قصدته هي الطبائع التي يمتاز بها البشر..
الرجل: (يصمت)
الثاني: اراك صمت..ليس لديك اجابة.. اعرف انه سؤال صعب..
الرجل: ليس اصعب مما انا فيه..
الثاني: ها.. قل لي، بماذا تشعر.. هل تشعر باليأس .. بالقلق.. بالخوف.
الرجل: لست خائفا..
الثاني: لكنك قلق ويائس.. قلها ارجوك لاثبت انك بشر..
الرجل: وهل تراني غير هذا..
الثاني: هيئتك هيئة بشر وتفكيرك يتجاوز ذلك..
الاول: لانك لم تجرب الفقدان..
الثاني: هل جربته انت..؟ اخبرني.. ماذا فقدت..؟
الرجل: فقدت ما اخذتموه مني..
الثاني: لم نأخذ منك شيئا.. رأينك وحيدا محبطا واردناك فاعلا متفاعلا..
الرجل: وجعلتموني جرذ اختبار .. تختبرون قوتي وردة فعلي… اتراني نجحت..؟
الثاني: (يضحك بصوت عال) هيا يا رجل اخرج من هنا وعد لحياتك .. استمتع بوقتك.
اظلام
—————–
المشهد الخامس
(ذات المقهى العتيقة في المشهد الاول الراوي جالسا والناس يتحلقون حوله)
الراوي: عرفتم الآن من أنا..
رجل1: اشغلتنا بالاحاجي والطلاسم.. أجئت تضحك علينا..
الراوي: شغّلوا عقولكم الجامدة.. فكروا قليلا..
رجل2: خيوطك متشابكة ضيّعتنا بحكايتك..
الراوي: أي حكاية..؟
رجل1: تلك التي سردتها علينا..
الراوي: وهل سردت عليكم حكاية..؟ انا لم افعل.. للآن لم اقل شيئا..
رجل2: ما زلت تهذي.. لا نفع فيك..
الراوي: ان لم اكن نافعا فما الذي يجبركم على ان تستمعوا لي.. اغربوا عن وجهي ..لا احتاج لكم..
رجل1: ومن ترى سيستمع لحكاياتك..؟
الراوي: انتهت كل الحكايات .. ليست لدي اي حكاية..
رجل1: وحكاية الطبال الضخم والراقصة الحسناء..؟
الراوي: قلت لكم تلك حكاية وقحة ليس من اللائق ان اسردها في هذا الجمع المؤمن..
رجل2: (مستغربا) جمع مؤمن..؟
(الجميع يضحكون)
رجل1: مؤمن..مؤمن.. هذا الجمع المؤمن..
الراوي: (مستغربا يتحدث مع الجمهور) لماذا هم يضحكون.. بشر غريب.. من اي كوكب جئتم..؟
اظلام
ستار
19 نيسان 2018 البصرة- العراق
اترك تعليقا