قبل يوم من الإنتخابات العراقية

في تجربة وصفت بالديمقراطية يدلي العراقيون بأصواتهم لإنتخاب اعضاء الجمعية الوطنية الجديدة بعدما مارسوا ذات العملية في شهر كانون الأول من العام الماضي بحماس قل نظيره، ومن الطبيعي أن تكون انتخابات هذا العام اكثر دقة وتنظيماً من سابقتها لأن المفوضية العليا للأنتخابات قد مارست تجربتين سابقتين في انتخاب الجمعية الوطنية السابق والتصويت على الدستور وعرفت اخطاءها (إن كانت هناك أخطاء) وعرفت ايضاً الخروقات التي جرت ابان عملية الانتخاب او الإستفتاء وهي خروقات مثبتة في أجندتها ولا نعتقد ان العملية التي ستجرى ستكون مثالية في التطبيق والإجراءات ذلك لأن عملية تجاذب وتنافر الأطراف الداخلة فيها والكيانات التي طرحت برامجها مرت بمخاض عسير تخللها شد نفسي كبير واتهامات متبادلة حتى وصل الأمر الى قتل الأشخاص المروجين لهذا الطرف أو ذاك.. لا نعتقد ان عملية الإنتخابات التي ستجرى ستكون بعيدة عن الخروقات ولا نعتقد أيضاً أننا سنكون بعيدين عن التدخل من عدد من الأطراف حتى وان كانت خارجية معروفة لكننا سنخوض التجربة بثقة طالما اننا تقبلنا أن نذبح في المرحلة السابقة وتقبلنا الأخطاء التي وقعت في الدورات السابقة ولأول مرة ستكون اصواتنا ذات اهمية بعد ان غيبنا في سنوات صدام وما بعد صدام.. غداً تجرى الإنتخابات ولم نرَ نحن المغلوب على أمرنا أي مرشح لعضوية الجمعية الوطنية وهو يزورنا ويتفقدنا ويلمّ باحتياجاتنا ويعرف همومنا.. لم يأتِ احد منهم ويخبرنا بشكل مباشر عن برنامجه الإنتخابي رغم انهم صرفوا ملايين الدولارات على الحملات الدعائية لصالح القنوات الفضائية العربية والعراقية ولم يكلفوا أنفسهم أن يتصلوا بأناسهم الذين يشكلون الحجر الأساس لبقائهم في النعيم الذي ينتظرون..والرفاهية التي بانتظارهم، لم يكلفوا أنفسهم أن يزوروا الناس في مناطقهم السكنية ولا نعرف السبب وعسى أن لا يكون السبب هو الإستنكاف من العراقيين الشرفاء الذين ضحوا بدمائهم من أجل ان يحصل عضو الجمعية الوطنية العراقية على آلاف الدولارات بسبب خدمته العظيمة من أجل العراق العظيم.
الإنتخابات ستكون خطاً فاصلاً بين ما يتمناه المرء وما بين ما يدركه، ولا نريد أن نكون متشائمين ولكن ما نسمعه من الناس في الداخل والذي يؤكد عدم وعي كثير من العامة وقد يصل هذا الكثير الى نسبة 75% من الشعب وهو أمر سيشكل خطراً على ما ستؤول أليه الأمور خاصة وان الجمعية القادمة ستستمر لمدة اربع سنوات وهي سنوات كافية لأن تعيدنا الى الوراء قرناً كاملاً لا سامح الله اذاما جاءت التوقعات التي نخشاها ولكن ليكن عزاؤنا في وطننا ولنكن مخلصين للتراب الذي مات من اجله ابناء لنا وآباء وربما اجداد والله اعلم!

الحوار المتمدن-العدد: 1399 – 2005 / 12 / 14

Share: