اهلاً عام 2006

احتفل العراقيون قبل أيام بميلاد سيدنا المسيح عليه السلام، نبي السلام والصفح الذي بدأ بميلاده تأريخاً جديداً للإنسانية جمعاء.. ومسيحيو العراق اقتصروا احتفالاتهم هذا العام بتبادل التهاني فيما بينهم والإكتفاء بذلك مؤكدين وقفتهم الى جانب أطياف المجتمع العراقي وفئاته لما يمر به البلد من ظرف استثنائي بسبب الأعمال التي تشهدها الساحة العراقية، وقد مضى عام 2005 وهو يحمل معه جملة من الأحداث والآلام وتقف على رأسها أحداث جسر الأئمة تلك الكارثة الكبيرة التي راح ضحيتها المئات من أبناء العراق.. ولجسامة تلك الحادثة فهي ما زالت تشكل ألماً للناس في العراق وربما في خارجه.. ومن أحداث هذا العام أيضاً محاكمة صدام تلك التي تابعها العراقيون في بادئ الأمر بشغف كبير لكنهم حين أيقنوا أنها لا تخرج عن كونها مسرحية راحوا يتابعونها كمن يتابع فيلماً قديماً معاداً !.. ومن أحداث العام الماضي 2005 والذي أصبح منذ اليوم ماضياً، تجربة الإستفتاء على الدستور العراقي والإنتخابات التي جرت في اليوم الخامس عشر من شهر كانون الثاني الماضي.. التجربتان الرائدتان رغم ما اعتراهما وأعقبهما من اعتراضات وآراء وانتقادات الا ان العراقيين أثبتوا أنهم أهلاً لخوض تجارب ديمقراطية مماثلة في المستقبل القريب وخاصة ما يتعلق بمجالس المحافظات.. 
مر عام 2005 مروراً سريعاً بأحداث متفرقة شهدت دماء كثيرة لعراقيين راحوا ضحية بعض الإعمال المسلحة ولا ننسى العمليات التي قامت بها القوات الأميركية في عدة مناطق عراقية لمكافحة الإرهاب (حسب زعمهم).. تلك الأعمال الكبيرة التي هجرت الكثير من العوائل العراقية في مدن شرق وغرب العراق.. أحداث كثيرة شهدتها الساحة العراقية على مدى عام كامل.. أحداث تصدرت الصفحات الأولى من الصحف المحلية والعربية والعالمية.. وتصدرت النشرات الإخبارية لفضائيات العالم.. وكان العراق هو سيد الأخبار خلال عام 2005 وكان أيضاً مادة دسمة لكل الباحثين عن مجد شخصي! 
اليوم نقولها وبألم كبير وداعاً عام 2005 ونقولها بأمل كبير أيضاً أهلاً عام 2006 ونأمل أن يكون عاماً للوفاق والتوافق والتآزر بين كل الأطياف والفئات والشرائح، وأن يكون عام القوة والمنعة للنسيج الإجتماعي العراقي، وأن يكون عاماً للتسامح والتآلف والمحبة والسلام في عراق الطيبين الباذلين أرواحهم ومهجهم من أجل إعلاء اسم العراق العزيز.. نتمنى أن يكون عاماً للإخلاص ونكران الذات وتحقيق الأحلام، ونتمنى أن يكون العام الذي مضى فلتراً لكل الأدران والشوائب التي علقت فينا جراء سنوات الحروب والحصار وليكن العام الجديد عام الصفاء والنقاء الاجتماعي والسياسي..
وكل عام وأنتم بخير. 

الحوار المتمدن-العدد: 1416 – 2005 / 12 / 31

Share: