تيه

أجدني، أكثر حاجة ، للمتعةِ الأولى ، والدهشةِ البِكر .
للقلبِ ،
للجسدِ الطري ونهديها البضّين ..
لأولِ حُلُمٍ / لأولِ الذنوبِ وآخرها ..
مَنْ يُعيدُ دورة الريحِ الى أولها ؟
من اين لي بالعصا والعصيّ غيّرت مساراتها ..
عصيٌّ للرقصِ ..
وأخرى لعمي القلوب يتحسسون مفاتن الجسد ..
من اين لي بيدٍ بيضاء
والكلاب على مرأى النجوم ؟
برؤوسٍ آدميةٍ وذيول افاعٍ ..
تلتقطُ أنفاسي / تُجهضُ نشوتي
أتملّصُ من زمني ، على بغلٍ ، قفاهُ بركةٍ ،
عيناهُ قمرٌ ..
يشدّني الى مهد التراب
الى المتعةِ الأولى .. والدهشةِ البِكر .
أشدّهُ من عينيهِ : حارسي .
أرنو الى أغنيةٍ سمعتها كثيراً ..
تقبّلُ جوفَ البئرِ ، يحاصرها العاقول والضفادع ..
كان اصبعُ الفجرِ مضيئاً ..
مضيئاً وبارداً ..
الحدقاتُ تترصدني
تحفرُ في صدري ثقوباً ،
ثقوباً قاسيةً ..
لا النجم يشعف ضالتي ولا الطريق ..
في بقعة التيهِ ، تمرّغني الأوقات
أوزّعها بالمجان :
بيوت أرّقتني كثيراً
أجدني اكثر حاجة لها ..
لتلك الوجوه ..
حيث المتعة الأولى ،
والدهشة البِكر.

الحوار المتمدن-العدد: 1429 – 2006 / 1 / 13

Share: