فيدرالية ثقافية
حين يكون الأديب مشبعاً برائحة الطلع والطين والحياة، قريباً من واقع ما زال يرضخ تحت نير الاستلاب الآيديولوجي والإجتماعي.. لصيقاً بهموم أبناء وطنه، حاملاً نزاهته وطيبته وفطرته على كفٍّ واضحة ليس من السهل إقناعه بسقط اليومي المعاش ما لم يتوج ذلك بما يليق به، إنساناً ومثقفاً.. دفعني لأن أبدأ بمقدمتي البسيطة هذه قرار استقالة الأديب المبدع مجيد جاسم العلي رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة وهو ما يجرنا لأن نبحث فيما جرى في المربد لنكون متيقنين ان توقيت قرار الاستقالة لم يكن صحيحاً وكان من الأجدر ان يتم ذلك خلال انعقاد دورة المربد ليؤكد امتعاض البصريين لما دارت عليه النوائب في المربد العتيد..
وما نعرفه عن الزميل العلي من حسن خلق وكياسة يجعلنا نشكك في سبب الاستقالة التي ذكر أنها لأسباب صحية وهذه (الأسباب) نعتقد أنها ذات علاقة لما حصل في المربد، وليعذرنا المربديون في أننا خصصنا أكثر من عمود للإشارة لما جرى في المربد خلال أيامه الثلاث.. المهم أنه لم تنطل على أدباء البصرة بعض ما حصل وأنهم اذا ما أرادوا أن يستمر انعقاد المهرجان في المدينة التي أسس فيها عليهم ان يؤازروا العلي وان لا يسمحوا لأحد أن يشوّه وجه المربد البصري وأن الدعوة لفيدرالية ثقافية قابلة للنقاش في هذا الوقت الذي ما زال تهميش أدباء المحافظات والنظر اليهم من منظار آخر على استناد أنهم أدباء من الدرجة العاشرة وليس غريباً أن يحدث ذلك خاصة وان المربد لم يجف ماؤه بعد..
تحية لمجيد جاسم العلي في موقفه الشجاع وتحية لأدباء البصرة الذين قالوا وداعاً للتهميش والتغييب تحت اية ذريعة!
الحوار المتمدن-العدد: 1560 – 2006 / 5 / 24
اترك تعليقا