من ملفات الاعلام العراقي (4)

(4)
العلاسة!

قد يبدو غريباً أن ابدأ الجزء الرابع من سلسلة ملفات الاعلام العراقي بهذه المفردة (السخيفة) والدخيلة على مجتمعنا.. لكن الذي لم يعرف العراق اليوم، ولم يشتغل في حقله الاعلامي الجديد لا يعرف ما الذي تعنيه مفردة (العلاسة) في قاموسنا الاجتماعي عامة والاعلامي على وجه الخصوص..
العلاسة تعني الايقاع بالمرء بغية ايقاف كل حياته وهي جريمة يحاسب عليها القانون العراقي ويعتبر (العلاس) (بتشديد اللام الوسطى) شريكا في الجريمة وربما ركنا اساسيا في الجريمة التي تقع.. واعتقد ان كثير من الناس راحوا ضحية هذه الطريقة غير الانسانية والتي تعبر عن مدى الكره والحقد الذي يكنه (العلاس) للحياة.. وكثير من الاعلاميين قضوا بسبب الايقاع بهم من قبل أفراد طارئين على الوسط بغية افساح المجال لهم للعمل فوجود المهنيين الحريصين على عملهم والعارفين بعملهم بما يمتلكون من معرفة وموهبة يشكلون خطرا جسيما على استمرار (ارباع) الصحفيين واشباههم! 
نعرف جيدا ان هناك من يكتب، وهناك من له حق الرد في الصحافة العراقية وهذا امر معمول به منذ ان ارسى الصحفيون العراقيون اسس صحافتهم في العراق.. لكننا لم نكن نرى في السابق من يرد على الكتابة او الابداع بطريقة همجية تصل الى ازهاق الأرواح وتهديد ارواح المهنيين.. هذا ما يحدث اليوم في حقلنا الاعلامي الواسع وللأسف الشديد.. ولهذا فرغت كثير من وسائلنا الاعلامية من المبدعين المنتجين واضحى يرعى فيها المتطفلون والطارئون والباحثون عن المال بطرق ابتزازية ووصولية لا تمت بصلة لاعلامنا العراقي العريق النزيه.
(العلاسون) كثر في مجتمعنا وهم يعيشون بيننا بضمائر ميتة وقلوب حجر.. يصلون الى اعلى المراكز لكنهم لا يعلمون ان طريقهم قصيرة، وأيام زهوهم أقصر منها! 
على مسؤولي الوسائل الاعلامية في العراق ان ينتبهوا لأولئك الذين يأتوا بما هو باطل وان يتريثوا باتخاذ قرارات قد تصل الى حد الاجحاف بحق هذا المهني الجيد او ذاك بسبب فتنة بثها المتصيد بمياه ضحلة من أجل افراغ المكان له ولأمثاله من الأغبياء..
كثير من الاعلاميين العراقيين دفعوا حياتهم ثمناً لعملهم المهني وأغلبهم بسبب (علاسة)فلان الفلانيوعلينا ان ننتبه جيداً والا فأننا سنصبح في وسط غابة يديرها أولئك العلاسون. 

الحوار المتمدن-العدد: 2107 – 2007 / 11 / 22

Share: