من ملفات الاعلام العراقي (2)
(2)
ارضاء الضمير ام ارضاء المدير؟
تطالعنا الصحف اليومية، وقنوات التلفزيون المختلفة، بكثير من الأخبار والتقارير والتحقيقات والبرامج.. واذا ما تفحصناها سنجد اننا امام طريقين: هناك ما يكتب لإرضاء الضمير المهني.. اما الطريق الثاني فهو لإرضاء المسؤول، أو ولي النعمة، دون أن يضع الكاتب في الحسبان مصلحة المجتمع او المواطن ومن هذا كثير في اعلامنا العراقي، حيث يكفيك ان تتابع شيئاً لتجد نفسك في معمعة لا تنتهي.. لا نريد ان نتحدث عن الكاتب الذي يعمل من أجل ارضاء ضميره المهني فهذا الأمر محسوم رغم ان كاتباً من هذه الفئة نال ما نال من الاساءات في احدى وسائلنا الاعلامية وهو ليس مجرى حديثنا..
ارضاء المدير طريقة ليست بالجديدة على الاعلام العراقي، ففي زمن النظام السابق كان هناك من يتراكض من اجل ارضاء مديره حتى بالباطل، وفي هذا الزمان ايضاً ظهر من يتزاحم ويتراكض ويتملق من أجل ارضاء هذا المسؤول ادارياً كان او حزبياً حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن التي نعتبرها هي المصلحة العليا.. فالمسؤول الفلاني هو نبي عصره، بالنزاهة والأمانة وروح التسامح والمحبة وان (كرشه) لم يجيء من مال سحت حرام (حاشاه) انما بسبب ما يحمله من هموم الشعب العراقي الصابر على جوعه وألمه!! والمدير العلاني رجل عظيم، عينه على الفقراء والمحتاجين، لا يطرد هذا، ولا يغبن حق ذاك.. كل موظفيه عنده سواسية (كأسنان المشط) !! اما الأخير فهو حق خليفة الله في الأرض لولا الخوف من الله لقلنا انه من الملائكة الصالحين.. ولو كشفنا عنهم لوليتم فراراً، فالليل الذي يخبئ كل شيء يخبئ معهم ما لم يقله الصحفي (الفلتة) هذا او ذاك.. لا يهم ما يجري في الليل او تحت جنح الظلام المهم انه وجد له مكاناً خصباً يعتاش عليه وفيه!! مثل أولئك الاعلاميين كثر في العراق.. وكثير منهم موجودون في وسائل اعلام متميزة وباستطاعة القارئ المتابع ان يكشف هؤلاء.
الحوار المتمدن-العدد: 2097 – 2007 / 11 / 12
اترك تعليقا