الناقدة المسرحية كلثم أمين: من مميزات هذا المؤلف انه ينقل لنا طبائع البشر كما هي
الجلسة النقدية بعد عرض مسرحية في راسي بطل للكاتب عبد الكريم العامري واخراج رضا الحساوي/مملكة البحرين
مسرحية في رأسي بطل للمؤلف عبد الكريم العامري والمخرج رضا الحساوي الممثل الول محمد العلوي والممثل الثاني محمد البيراوي سيناغرافيا واشراف حسن محمد موسيقى سالم الجارح.
بدانا بالتعريف للمؤلف عبد الكريم العامري فهو شاعر وروائي وكاتب مسرحي عراقي من مواليد البصرة العراق عضو اتحاد الكتاب العراقيين والعرب عضو في العديد من النقابات والجمعيات الثقافية والفنية مؤسس ورئيس تحرير مجلة بصرياثا الثقافية الادبية كما قدمت له العديد من المسرحيات في بلدان عربية مختلفة.
من مميزات هذا المؤلف انه ينقل لنا طبائع البشر كما هي، خاصة فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي المر والواقع السياسي في العراق وعندما حللنا مسرحية في رأسي بطل سنجد ان زمن كتابة النص هو زمن تهيمن عليه سلطة قمعية ضد الحريات وحرية الرأي فكان على المؤلف عبد الكريم العامري ان يتخذ الرموز وسيلة لايصال المعاني التي اراد توصيلها للمتلقي.
من خلال الحوار بين الاول والثاني نتساءل: هل هما صوتان لشخص واحد فدلالة الالوان تعيش في جسد الشخصية الاولى التي تحاول قيادة الثانية بالسيطرة على مسار حياتها وسلبها الارادة ويمكننا انستنباط تفسيرها من خلال العنوان فهنا الانا يعيش في رأسها بطل!
ان الحوار اللامعقول والوهم الذي تعيشه الشخصية الثانية ما هو الا مرآة هذا الواقع وهي شخصية مستلبة حبيسة بالوهم والخلاص من سجنها ولو من ثقب لا وجود له ، انه صراع بين الانا والانا الاخرى التي يريد ان يراها من حوله او هي وسيلة التخلص من عذاب النفس والمعاناة التي تتحكم في هذا الجندي العائد من الحرب واعتباره بطلا بينما لا يجد نفسه سوى قاتل تجبره السلطة للسير نحو حتف مجهول.
في النص الحرب كالكوابيس المقيمة على ارض الواقع كما انها تسد الافق على الشخصية الاولى وتسهم في اذلالها انها شخصية اخرى تقف حائلا دون تحقيق الاحلام الصغيرة التي باتت تفتقدها الشخصية الثانية.
كما توالى الحوار بين الاول والثاني الى رموز السلطة التي ما تنفك تلاحق الفرد من اجل كسب ولائه للسلطة وسوقه للحرب ومنعه من حرية التعبير فهو في لحظات لا تسمع له كلمة ولا يملك ارادة نفسه.
هذا النص يدور حول عبثية الحروب المتناسلة التي لا تنتهي الا لتبدأ من جديد حتى أمل الخلاص وهو الحاسوب وما يمثله من تقدم علمي تحول الى مرتش يزور الحقائق خدمة لواقع مريض وشخصية تعاني انفصاما مرعبا يتجاذب حياتها.
النهاية كانت مأساوية فعند مغادرة الشخصية الاولى يصبح العيش مستحيلا لانها كانت عبارة عن الوهم لنجاة المخيلة.
اترك تعليقا