حقيبة الجنوب
المساء الماطر يبلل مدينة صور القديمة
أعمدة المعابد تزداد بريقا مثل وجه أمرأة غازلها الندى..
لا أحد في الساحل سواي وبائع اختبأ خلف عربته..
خطواتي تلثم المطر، أتعثر بالقطرات وأنا أمسك بأوراقي المبتلة..
أنظر للأفق، هناك، في حافة البحر حيث الأمواج المتلاطمة..
تشرئب أعناقها وتختفي تحت الصخور..
أنا، رجل المطر، القادم من مدينة بلا مطر..
أحمل أوجاع حروب ولت،
وسنوات تركت ندوبها بجسدي..
أبحث عن ظل ألجأ اليه..
ويد تمسح كل أوجاعي.
من جنوب العراق، إلى جنوب لبنان
يزدحم الجنوب في رأسي
ويرسم نسغا من ذكرى لا تفارقني..
الجنوبي الذي بلله المطر،
لم تذبه المدينة الحجرية،
ولا الشوارع المتشابكة والأزقة المليئة بالأضواء..
هنا، لا شيء يعنيني
سوى حقيبة حملت أنفاسك!
……….
(لبنان-صور القديمة) 16 آذار ٢٠١٩
اترك تعليقا