رسالة خاصة!
لم استغرب وانا استلم رسالته التي كما يقول انه تردد في كتابتها اكثر من مرة، لكنه فضّل ان يهدي كل كلمة فيها الى شرفاء الوطن وممن يحبون هذا التراب.. يقول في رسالته: (انا مواطن عراقي، امتلك كل الاوراق التي تثبت عراقيتي، بطاقة تموينية وتأييد المجلس البلدي مختوماً من القائمقامية، شهادة الجنسية العراقية، هوية الاحوال المدنية، وثيقة تخرج من الكلية التقنية، بطاقة سكن صادرة من مركز معلومات الشرطة، وثيقة حسن سيرة وسلوك من وجهاء المنطقة، شهادة فقر حال من بيت ما زال صابراً، هذه الاوراق احملها من مكان الى آخر، ومن دائرة الى أخرى لكنني لم اجد باباً مفتوحاً باستثناء باب رئيس مجلس محافظة البصرة الاستاذ جبار أمين الذي زودني بكتاب الى شركة نفط الجنوب للاستفادة مني كوني احمل شهادة في هندسة الوقود والنفط.. ولم يتشفع لي كتاب الاستاذ أمين عندما زرقني مسؤولو شركة النفط بمغذي وقالوا راجع دائرة شؤون المواطنين في المجلس.. حمدت ربي وشكرته على النعمة التي انعم بها علينا في دوائر لا تقدر الشهادة الجامعية ولا تحترم الشباب الذين يرغبون في بناء وطنهم.. العمر يمضي والبطالة تزيد الامور سوءاً.. كم شاب يحمل شهادته الجامعية ما زال عاطلا عن العمل في وقت نشعر ان وطننا بحاجة الى جهود الجميع وخبراتهم..ارجوكم، هل من المعقول ان اضع شهادتي جانباً وهي شهادة تخصص بالطاقة والوقود والنفط في وطن النفط..؟).
هذا مختصر الرسالة التي وردتنا، ولم استطع الرد لاني لا امتلك رداً.. فكثير من شبابنا هم عاطلون.. وكثير منهم ممن يمتلك الشهادة الجامعية ومنهم من راح يبحث عن عمل في شركة جيفرة بعيدا عن تخصصه.. ونحن نعتقد ان العمل حق من حقوق اي مواطن عراقي وليس من حق اي مسؤول بالحكومة العراقية ان يمنع الاخرين عن الحصول على فرصة عمل، ونعتقد ايضا ان طاقات الشباب وخاصة في النفط والزراعة مهمة جداً بعراق زراعي ونفطي.. وهنا من حقنا ان نتساءل: لماذا لم يقم مسؤولو شركة نفط الجنوب بتوظيف الشاب صاحب الرسالة خاصة وهو يحمل شهادة جامعية بالطاقة ومن الممكن الاستفادة منه.. الا يستطيعون ان يجدوا له مكاناً في شركة طويلة وعريضة حتى لو احالوا احد المستحقين للتقاعد ومن المتشبثين بالعمل دون ان يستفيدوا منه على التقاعد..؟
لا ازيد على ما جاء بالرسالة فهي مؤلمة جداً.. ومؤلمة لانها تصدر من شاب عراقي يعيش في جنوب العراق بقضاء اسمه (الفاو) وعاش سنيناً يدرس بعيدا عن اهله من اجل الحصول على شهادة جامعية..
دعوة للسيد وزير النفط ان يجد حلاً لصاحب الرسالة وعنوانه موجود لدينا اما عن اسمه فهو يحمل الاسمين الكريمين لحبيبي الله تعالى (محمد عيسى).. والله من وراء القصد.
6 أبريل 2011
اترك تعليقا