المطر ينزل بالسخرية
(1)
المطر ينزل بالسخرية
من خللِ السقفِ ،
المطرُ يثقّبُ الوسادةَ ..
يرسمُ بفرشاةِ الغيمِ بركةً هادئة :
الأسماكُ المطرّزة حرّكت زعانفها ،
بعثرت خياشيمها كرات الهواء ز
على حافةِ السريرِ ، مدّت ساقيها ،
وهي تدغدغُ الماءَ بأصابعها،
أغمضت عينيها :
هكذا ، في غياب الشمس منحت نفسها
فرصةَ العري لترمم طيّات جسدها
بالطين ..
على الأرضِ الزلقةِ تكوّرت أسمالها
وهي تشهد آخر الحروب .
(2)
فوضى
الرجلُ ذو اللحية البيضاء
يحملُ غليونه
ويمضي.
خلف ضباب رمادي .. رايتهُ :
ينفثُ الكلمات
وسعالاً اصفر.
ذو اللحية البيضاء ن ذات صباح ،جاء.
حاملاً غليونه ، مخترقاً الجدار.
لم يقل شيئاً ، لكني سمعتُ أنفاسه
تبوح :
– أللعنة عليك أيها المكان…
تذكّرني بالفوضى !
(3)
فضاء
بمعطفي اخبّئُ حزني
لأرحلَ دونما
اتجاه.
ارتجلُ التيه ،
وفي الحدقاتِ
الصمت ازرعهُ :
لماذا …..؟
لماذا ………؟
لمـ…………….؟
من غيمةٍ لا فضاء لها ن
ارتوي ؟
(4)
فراغ
في شباط العام الماضي
في المكان ذاته
الشرفة ذاتها
النهر الصغير وهو يحمل أطيانه
بائعة الخبز
كل شيء يبدو كما لو لم يمضِ عام :
الشحوب والاخضرار
المطرُ وهو يرسم مئات المرايا
……………..
…………….
…………….
في شباط العام الماضي
في المكان ذاته ،
جلستُ :
ثمة امرأة قبالتي
– لا ادري…
كانت هناك امرأة !!
البصرة 1999
اترك تعليقا