البصرة وثقافة المولات !

بعد ان ابتلي البصريون بهدم بهو الادارة المحلية وتم تحويله الى مول كبير وحرموا من متنفسهم الفني والثقافي الوحيد والذي يحمل بصمات فنانين وشعراء كبارا من امثال الشعراء محمد مهدي الجواهري ومحمد مفتاح الفيتوري ونزار قباني وعبد الله البردوني ومصطفى جمال الدين في ايام المرابد الماضية والفنان دريد لحام وفرقته وهو يقدم مسرحيته الشائعة كاسك يا وطن فضلا عن فنون ومسرحيات ومهرجانات فناني وادباء البصرة ومحافظات العراق جاء اليوم من يريد أن يستثمر مبنى نقابة الفنانين وهي البيت الكبير الذي يجمعهم ويجدون فيه فسحتهم المتبقية من الايام الخوالي ليتم تحويله الى مول آخر وكأن المدينة التي عرفت بفنها وثقافتها وأدبها وعلمها بحاجة الى المحال التجارية اكثر من حاجتها للثقافة والفن عموما.
من يعرف البصرة سيعرف انها المحافظة الكبيرة التي تضم مساحات شاسعة وهي قابلة لأن تكون مشاريع اسكان وترفيه وتجارة لكن ان يسيل لعاب من لا يهمهم الا التجارة على مبنى صغير بُني في خمسينيات القرن الماضي وشغله الفنانون منذ ذلك التاريخ سيكون ازاء سؤال ملح: من المستفيد من هذا؟
الوثائق الرسمية تقول: ان محافظ البصرة شخصيا، وبكتاب رسمي، وجه بلدية البصرة ان تتريث في استثمار المبنى، وفعل ذلك رئيس مجلس المحافظة وخاطب البلدية بكتاب مشابه وطلب التريث (وهما اعلى سلطتين في المحافظة) وكذلك دائرة الآثار ووزارة الثقافة والسياحة لا بل حتى وزارة البلديات كل تلك لم تتشفع للفنانين البصريين ان يكونوا بمنأى عن مديرية بلدية البصرة التي تصر على اخلاء المبنى ودفعه للاستثمار!
لا اعرف لمن نوجه السؤال لنعرف من المستفيد من قرار البلدية ورفعها دعوى قضائية في محكمة استئناف البصرة على نقابة الفنانين. لعمري ان من لا يهتم بفن البصرة وثقافتها ليس ببصري ولا ينتمي للمدينة التي عرفت باهتمام ابنائها لكل الفنون.
البصرة التي كانت حاضرة في مهرجان فني كبير في كوريا قبل شهر من خلال فرقتها الفنية وكتبت عنها الصحف ووكالات الانباء العالمية لم ينظر لها المسؤولون في البلدية بعين الانصاف. أليس من واجب البلدية وفي كل العالم ان تحافظ على تراث وارث ابناء المدينة؟
البصريون يا سادتي لا يريدون مزيدا من المولات، انهم يريدون فنا اصيلا، ويريدون ان يروا العالم ثقافتهم لا ان تمتلئ المولات بالصناعات الاجنبية.
البصريون يريدون ان يجددوا فنونهم المختلفة، الخشابة والهيوة والسامري وفنون البحر فضلا عن فنونهم المسرحية ومهرجاناتهم الشعرية.
البصرة بحاجة الى مسارح وصالات عرض سينما لا الى مولات تجارية.
البصرة بحاجة الى مسؤول حريص على تراثها بكل ما تحمله من ارث حضاري، ولا تحتاج الى من يغريه مال المستثمر ليهدّ مبنى صار واحدا من اهم ملامح المدينة.
واخيرا، هل تتصورون كيف تكون البصرة بدون فن وثقافة وأدب؟
هي البصرة، هل تعرفونها جيدا؟.

Share: