الحرب على الإعلام

مرة اخرى تنتهك حرمة الإعلام من خلال عمليتين إرهابيتين استهدفت الأولى مراسل قناة بغداد الفضائية بينما استهدفت الثانية مدير قناة العراقية وسائقه.. هذه المرة الثانية خلال هذا الشهر يكون موضوع دائرتنا الإعلام فمنذ إن تساءلنا عمن قتل أطوار بهجت ونحن نتيه في لجة البحث عن أسباب الحرب على الإعلام والإعلاميين خاصة وان الصحفي ليس خصماً في أي نزاع او حرب انما هو عين الحقيقة التي تنقل الى المشاهد أو المستمع او القارئ.. في العراق لقى أكثر الإعلاميين حتفهم بفعل الهجمات المسلحة عليهم، سواء كانوا عراقيين او عرباً او من جنسيات أجنبية أخرى.. وقد نبهنا في وقت سابق الى مخاطر الحرب على الإعلام والذي قد يؤدي الى طمس العديد من الحقائق لا بل قد يطمس الحقيقة بأكملها، وهناك جهات عديدة قد تكون أكثر استفادة من تلك الغاية، غاية طمس الحقيقة، وتلك الجهات تركز على التصدي لكل عمل إعلامي يمكن ان يرفع الأغطية ويظهر الحقائق كما هي بلا رتوش لهذا فقد كان لاستهداف الإعلاميين وفق خطط مدروسة مؤشر لخطورة الوضع في العراق وجسامة المحنة التي يمر بها العراقيون الذين يطمحون لتأسيس مجتمع مدني خال من العنف والطائفية والإنتصار للظالم دون المظلوم، هذا المجتمع الذي دفعوا من اجل إرساء أسسه الأنهار من الدماء الطاهرة الزكية وما زالوا وكلهم أمل ان انفراج الأزمة قريب وان الغرباء سيرحلون عاجلا ام آجلاً ليتركوا تراب العراق طاهراً نظيفاً.. ومن منطلق اهتمام العراقيين بالإعلام ووسائله المختلفة بعد ان كانوا لا يستمعون الا الى اتجاه واحد بفعل الخطوط الحمراء الكثيرة الموضوعة في قائمة القراءة والإستماع والإطلاع والمشاهدة بدأ الزحف لترهيب الإعلاميين من خلال التهديدات المستمرة لأصحاب القلم والفكر ومن ثم استهدافهم خطفاً وقتلاً وتنكيلاً لإيقاف صوت الحقيقة المدوي والذي يؤذي كثيرين ممن لا تكون مصلحتهم في خانة العراق والعراقيين.. ومثلما اشرنا في مقالاتنا السابقة نقولها اليوم ان على الدولة ان تضع قانوناً لحماية الإعلاميين وفي مختلف وسائل الإعلام وان تعطي الموضوع أهمية قصوى كي لا نفقد إعلامياً في كل يوم ويكفي دولتنا ما أعطت من ضحايا على دروب الفكر والحرية.

الحوار المتمدن-العدد: 1495 – 2006 / 3 / 20

Share: