هل نسى المربديون نازك الملائكة؟!
انتهت أيام المربد الشعري الرابع، وغادر الشعراء البصرة، وساد الصمت قاعة المركز الثقافي النفطي وقاعة عتبة في البصرة بعد ثلاثة ايام من القراءات الشعرية والنقدية، حسناً تذكر المربديون القاص الكبير محمود عبد الوهاب، استاذ الجميع وصديقهم، فجعلوه رئيسا فخريا للمهرجان، لكنهم نسوا ولدورات ثلاث خلت الشاعرة العراقية نازك الملائكة، تلك الشاعرة الرائدة في الشعر الحر الى جانب بدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي..
نازك الملائكة التي احبت البصرة وما زالت وعملت ذات يوم أستاذة مساعدة في كلية التربية في جامعة البصرة أليس من حقها علينا ان نكرمها في مهرجان مهم مثل المربد؟ ام اننا نكتفي بتكريم القريبين منا ؟ نعرف أن زمناً بعيداً يفصلنا عن الملائكة والمسافة ايضاً لكنها تعيش في وجداننا العراقي، فهي المبدعة التي حفرت اسمها في جلمود الحياة الصعبة، هي ابنة العراق الذي خفق قلبها من أجل بهائه وازدهاره ألا يحق لمحبيها أن يطالبوا بتكريمها في مهرجان مهم مثل المربد..؟ وعلى وزارة الثقافة أن تنتبه لأدبائنا في خارج العراق وداخله من أولئك الذين وضعت اسماؤهم في سلة النسيان في وقت كانوا هم فيه في مقدمة الركب الثقافي للعراق.. لا نريد ان نبخس حق أحد، فسفينة الثقافة العراقية تحمل كل المبدعين ومن كل الأجيال ولا تأخذنا المزاجيات في التعامل مع هذا المبدع أو ذاك، والأدب العراقي مهما حصل لا يمكن أن (يتفردل) او يتجزأ او تتقطع أوصاله.. فهو باق ما بقي العراق.. وهو حاضر في كل زمان حتى ان كان مظلماً وهناك شواهد تاريخية على ذلك..
علينا أن لا ننسى أحداً في خضم الصراع اليومي، صراع الايديولوجيات والمصالح، وان نكون أوفياء قدر استطاعتنا للأجيال التي اسست وأرست قواعد نهضتنا وثقافتنا.. لا نريد ان نتغاضى عن الراحلين من أدباء الأمة العراقية فكيف بالأحياء الذين هم بيننا.. لا يأخذنا الإنحياز الى هذا الجنس الأدبي أو ذاك، ونهمل ما لم يرق لنا، ونازك واحدة من كثيرين في العراق كان لهم شرف الريادة الشعرية.. هل يستطيع أحد أن ينسى محمد مهدي الجواهري، أو ينسى حسين مردان، أو بدر شاكر السياب، أو محمد صالح بحر العلوم، أو محمود البريكان، أو عبد الأمير الحصيري، أو شاذل طاقة، أو سركون بولص، أو فاضل العزاوي، او سعدي يوسف، او عقيل علي، او كزار حنتوش، او وسام هاشم، او نصيف الناصري، أو عبد الخالق محمود، أو..أو..أو.. القائمة تطول، وتطول معها أيامنا المرة التي نحاول أن نجعلها بطعم عسل الشعر..
على وزارة الثقافة العراقية ان تفكر جدياً بإقامة مهرجان شعري كبير للشاعرة الرائدة نازك الملائكة لا أن نجعلها تتساءل وبمرارة:
(الريحُ تسألُ مَنْ أنا
أنا روحُهَا الحيرانُ أنكرني الزمانْ
أنا مثلها في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنَى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإذا فضاءْ !)
هل بلغنا المنحنى الذي يجعلنا ننسى القمم؟!
الحوار المتمدن-العدد: 1953 – 2007 / 6 / 21
اترك تعليقا