حمى ما بعد الإنتخابات العراقية
إنتهت الإنتخابات العراقية لأنتخاب برلمان وطني ياخذ على عاتقه قيادة السفينة العراقية لربع سنوات قادمة، وبانتهاء هذه التجربة تكون الأنفاس قد عادت الى هدوئها، واستقرت نفوس أبناء البيت العراقي لكن بقيت صدور الكيانات المشاركة بالانتخابات تغلي ذلك ان موعد النتائج قد اجل الى اسبوعين من تاريخ انتهاء تلك الانتخابات، وما ان انتهت التجربة وعاد الناس الى بيوتهم وازدحمت الشوارع بالسيارات المنفيست من جديد حتى بدأت ساعات القلق فيما يخص الكيانات المتصارعة على مقاعد البرلمان العراقي وبدأت معها الاتهامات بالخروقات المتعددة والمختلفة بينما صرح الدكتور فريد آيار بأن المفوضية لم تعلن اية ارقام أو نسب للأصوات وأن ما يصدر في وسائل الإعلام المرئية او المسموعة أو المقروءة غير رسمي ولم يسمع تصريح الدكتور آيار أحد واشتدت التصريحات وفازت قائمة في المنطقة الفلانية واخرى في القصبة التي تبعد عن المدينة أكثر من مائتي كيلو متراً وفازت أخرى والكل يقول أن قائمته قد فازت وظل المواطن المسكين يدور وسط تلك الأنباء التي لم يعهدها من قبل حين كان الإعلام مركزياً وشمولياً بحيث أصبح يسمع أكثر من خبر من هذه القناة الفضائية أو تلك أو تلك.. كل قناة تدلو بدلوها ودلو من يقف خلفها، وبات المواطن حائراً تتقاذفه الأخبار غير دارٍ بما يدور حوله وهو حريص على عبور هذه المرحلة التي سمع عنها انها من اخطر المراحل التي يمر بها عراقنا الجريح..
دعوا مواطننا يلتفت الى أعماله بسلام، واتركوه ينعم بمذاق التجربة الديمقراطية التي مارسها، والتي ارتدى هو وعياله أجمل ملابسه وأزهاها مثلما سمعنا ذلك من مواطن يتحدث عبر إحدى المحطات الفضائية قائلاً (والله هذا يوم عيد)، دعوا الأطفال الذين ضمخوا أصابعهم بالحبر البنفسجي يفتخرون في مدارسهم بأنهم دخلوا المراكز الانتخابية وانتخبوا مع آبائهم وأمهاتهم.. دعوا الحياة تسير بشكل طبيعي ولا تقلقوا الأسرة بأشياء قد تجعلها مرتبكة في وقت نحن نحتاج فيه الى استقرار ذهنية الفرد العراقي وهو يعيش فترة النقاهة بعد الجروح التي أصيب بها.. دعوه ينسى كل ذلك من اجل العراق الكبير.. فأولاً وأخيراً ان الجميع لم ينتخبوا الا العراق
الحوار المتمدن-العدد: 1404 – 2005 / 12 / 19
اترك تعليقا