الرابعة ومشتقاتها

أربع سنوات مضت وبغداد تحصدها المفخخات، يريدونها تموت ونريدها تعيش بسلام، حاولوا بشتى الطرق أن يفرقوا بين أبنائها، ونحاول بجهد جهيد أن نجمع الكلمة ونوحّد الإرادة.. 
أربع سنوات مضت والعراقيات يعلقن قلوبهن عند عتبات البيوت يتضرعن ان يعود الأبناء من أعمالهم بسلام..
أربع سنوات مضت والعراقيون يحفرون في الصخر تأريخاً جديداً من الإصرار والتحدي لبناء عراق جديد..
أربع سنوات مضت وشباب العراق يتحدون النار والحديد بالتحاقهم في مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم غير آبهين بما ينتظرهم في الشوارع من موت وقتل..
أربع سنوات مضت والعراق يخطو بتحدٍ كبير الى أمام في حقول الألغام التي زرعتها أيدي الإثم والدمار..
أربع سنوات مضت ورجال العراق في القوات المسلحة يرسمون البسمة في شفاه الأطفال واضعين أرواحهم على أكف العزيمة، متحدين الإرهاب المحلي والمستورد!
أربع سنوات مضت وبيوت العراقيين تبحث عن الأمن في الليالي الكالحات، تسترد العافية من بين مخالب الموت..
أربع سنوات مضت وعيوننا ترنو نحو الأفق العراقي الواسع، صغاراً وكباراً، علّنا نجد متسعاً من المحبة للجميع..
أربع سنوات مضت والذئاب تحيط بعريننا تنتهز الفرصة كي تنقض على الأسد الجريح لتثأر لعهرها وطغيانها..
وماذا بعد..؟
جبال من الصبر والتحدي لأبناء الأمة العراقية يقابلها موت زؤام وسيل يريد إغراق العراق بحرب طائفية لا تبقي ولا تذر.. قوى خارجية تحاول جرّنا الى ما لا يُحمد عقباه ثأراً لما فات، وحقداً لما قد يجيء من استقرار وديمقراطية وأمن وسلام..
أربع سنوات مضت ونحن نردد قول الشاعر العربي: (جزى الله الشدائد كل خير بها عرفت عدوي من صديقي!)، بان العدو والصديق، وعرفنا من يشد أزرنا ومن يحاول تفكيك وحدتنا، من الأبعدين والأقربين.. من العرب والأعاجم..
لم نكن ذات يوم اعداء لأحد، كما لم نكن ننافس أحداً على شيء، لكننا كنا وما زلنا نحب أرضنا، وشعبنا، وكنا أوفياء للإنسانية جمعاء.. 
اربع سنوات مضت والعراق وأهله ينتظر فرجاً، وينتظر معنا كل الخيرين في هذا العالم.

الحوار المتمدن-العدد: 1871 – 2007 / 3 / 31 

Share: